قصة الحزب اليساري الأمريكي الذي لجأ زعيمه إلى الجزائر

مسيرة احتجاجية لحزب الفهود السود

Getty Images
مسيرة احتجاجية لحزب الفهود السود

في مثل هذا الوقت من ديسمبر/كانون الأول من عام 1969 قامت عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بمداهمة شقة فريد هامبتون زعيم حزب الفهود السود بمدينة شيكاغو وقتلوه بطلقتين في رأسه بينما كان نائما بجانب زوجته الحامل، كما قتلوا حارسه واعتقلوا العديد من زملائه.

وقد أثار الحادث غضب السود في الولايات المتحدة الذين طالبوا بمحاكمة القتلة.

وقد كشفت وثائق سربت لاحقا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان قد نجح في تجنيد لص قام بتخدير هامبتون وزملائه قبل مداهمة شقته، فما هي قصة حزب الفهود السود؟

حكاية “أمة الإسلام” التي تريد “دولة منفصلة للسود في أمريكا”

إسقاط إدانة اثنين من المدانين بقتل المناضل الأمريكي مالكوم إكس

11 وفاة أشعلت احتجاجات ضد “وحشية” الشرطة الأمريكية

من هم الفهود السود؟

تقول دائرة المعارف البريطانية إن حزب الفهود السود، الاسم الأصلي حزب الفهود السود للدفاع عن النفس، حزب ثوري للأمريكيين السود، تأسس عام 1966 في أوكلاند بكاليفورنيا من قبل هيوي نيوتن وبوبي سيل.

وكان الهدف الأصلي للحزب هو القيام بدوريات في أحياء الأمريكيين من أصل أفريقي لحماية السكان من الأعمال الوحشية للشرطة.

وكان اغتيال مالكوم إكس داعية الحقوق المدنية في 21 فبراير/ شباط من عام 1965وما أعقب ذلك من توترات راح ضحيتها أكثر من 300 من المواطنين السود، بداية تشكيل جمعيات سوداء من بينها حزب الفهود السود الذي نشأ كحركة حقوقية ثم طورها الناشطان هيوي نيوتن وبوبي سيل إلى حزب في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1966 كرد فعل على تزايد وحشية الشرطة والمنظمات العنصرية بحق السود، وكانت المنظمة تحمل السلاح ولا تنبذ العنف.

https://www.youtube.com/watch?v=SS1n4bsJD4g

وتطورت الفهود في النهاية إلى مجموعة ثورية ماركسية دعت إلى تسليح جميع الأمريكيين السود، وإعفاء الأمريكيين من أصل أفريقي من التجنيد ومن جميع عقوبات ما يسمى بأمريكا البيضاء، وإطلاق سراح جميع الأمريكيين الأفارقة من السجن، ودفع تعويضات للأمريكيين من أصل أفريقي عن قرون من الاستغلال من قبل الأمريكيين البيض.

وفي ذروة نشاط الحزب في أواخر ستينيات القرن الماضي تجاوز عدد أعضائها ألفي عضو، وأصبح له تواجد في العديد من المدن الأمريكية الكبرى.

وبالإضافة إلى تحدي وحشية الشرطة، أطلق حزب الفهد الأسود في تلك الفترة أكثر من 35 برنامج مساعدة مجتمعية في مجالات مثل التعليم، واختبار السل، والمساعدة القانونية، والمساعدة في النقل، وخدمة الإسعاف، وتصنيع الأحذية المجانية وتوزيعها على الفقراء.

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن برنامج الإفطار المجاني للأطفال الذي بدأ في يناير/كانون الثاني من عام 1969 وامتد إلى كل مدينة أمريكية كبرى، كان أحد برامج الحزب.

معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في أمريكا ترتفع في عهد ترامب

توني موريسون: حب وشفقة ومعاناة السود توجتها بنوبل

جورج فلويد.. الرجل الذي أشعل موته الولايات المتحدة

وقد قدمت الحكومة الفيدرالية برنامجا تجريبيا مشابها في عام 1966 ردا على مبادرة الحزب، ثم قامت بتمديد البرنامج وجعله دائما في عام 1975.

برنامج الحزب

وحدد حزب الفهود السود منذ البداية برنامجا من 10 نقاط لتحسين أوضاع المجتمع الأمريكي الأسود ولإقامة تحالفات مع الراديكاليين البيض التقدميين، كما تناول البرنامج عددا من المواقف المحددة إزاء الاستغلال الاقتصادي باعتباره أصل كل أشكال الاضطهاد في الولايات المتحدة وخارجها، واعتبار إلغاء الرأسمالية شرطاً لتحقيق العدالة الاجتماعية.

امرأة تجلس خارج مقر قيادة الفهود السود في هارلم في نيويورك في عام 1968

Getty Images
امرأة تجلس خارج مقر قيادة الفهود السود في حي هارلم في نيويورك في عام 1968

في الستينيات من القرن الماضي، كانت لهذه النظرة الاقتصادية الاشتراكية المستوحاة من الفلسفة السياسية الماركسية، صدى لدى حركات اجتماعية أخرى في الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى من العالم.

لذلك، عندما وجد حزب الفهود السود حلفاء داخل وخارج حدود أمريكا الشمالية، وجدت المنظمة نفسها بشكل مباشر في مرمى مكتب التحقيقات الفيدرالي وبرنامج مكافحة التجسس التابع له.

معلومات اساسية عن الولايات المتحدة الأمريكية

كيف تُحيي أمريكا الذكرى الـ 400 لبدء العبودية فيها؟

لماذا اشتعلت مدينة مينيابوليس الأمريكية في أعقاب موت فلويد؟

وفي عام 1969، اعتبر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إدغار هوفر حزب الفهود السود أكبر تهديد للأمن القومي.

وفي نفس العام، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي المجموعة منظمة شيوعية وعدواً للحكومة الأمريكية. وكان هوفر قد تعهد بأن عام 1969 سيكون العام الأخير للفهود السود.

وفي مثل هذا الوقت من ديسمبر/كانون الأول من عام 1969 قامت عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بمداهمة شقة فريد هامبتون زعيم حزب الفهود السود بمدينة شيكاغو وقتلوه بطلقتين في رأسه بينما كان نائما بجانب زوجته الحامل، كما قتلوا حارسه واعتقلوا العديد من زملائه.

شرطي أمريكي يقتل فتاة سوداء في مدينة كولومبوس

صدامات بين محتجين والشرطة خلال مسيرة مناهضة للعنصرية بمدينة سياتل الأمريكية

العنصرية في سلوك الشرطة “ليست استثناءً” وترامب “يخوض معركة” ضد مبادئ أمريكا التاريخية

كما منحت الجزائر عام 1969 حق اللجوء للناشط والكاتب الأمريكي إلدريدج كليفر الذي كان من أوائل قادة حزب الفهود السود بحسب وكالة رويترز للأنباء.

الفهود السود والجزائر

في 14 سبتمبر/أيلول من عام 1970، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبرا يقول إن حزب الفهود السود افتتح “قسما دوليا” في الجزائر العاصمة.

وقال إلدريدج كليفر، وزير الإعلام بالحزب، لنيويورك تايمز من الجزائر آنذاك إن هذا القسم سيكون بمثابة “منافس لوزارة خارجية روجرز”، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت.

القسم الدولي للفهود السود في الجزائر

Getty Images

فقد منحت الحكومة الجزائرية، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة عام 1967، حزب الفهود السود رسميا مكانة “حركة التحرير”، وقدمت له مبنى عبارة عن منزل أبيض من ثلاثة طوابق مع فناء لطيف مظلل يحده جدار مرتفع.

وقالت نيويورك تايمز حينئذ إن زعيم الفهود السود يعيش في الجزائر العاصمة منذ العام الماضي عقب فراره من الولايات المتحدة بعد اتهامه بانتهاك الإفراج المشروط عنه في كاليفورنيا.

قصة آخر ناجية من سفن تجارة العبيد الأمريكية

اكتشاف حطام آخر سفينة نقلت “عبيدا” من أفريقيا إلى الولايات المتحدة

إدانة الشرطي الأمريكي السابق ديريك شوفين بقتل جورج فلويد

وقد وصف كليفر المكتب الجديد بأنه محاولة لتأسيس “دبلوماسية الشعوب”.

وقال إن هذه هي “المرة الأولى في النضال الذي دام 400 عام للسود داخل الولايات المتحدة التي يكون لنا فيها تمثيل على المستوى الرسمي على المسرح الدولي”.

وكان كليفر قد فر من الولايات المتحدة عقب مقتل زميله بوبي هوتن، وبناء على نصيحة من رفاقه سافر مع زوجته كاثلين، التي كانت أيضا عضوا في الحزب، إلى فرنسا أولا ومنها الى الجزائر.

وكانت الجزائر قد تحولت بعد الاستقلال الى مقصد للحركات الثورية من كافة أرجاء العالم.

وقد تحولت أنظار مجموعة الفهود السود إلى الجزائر حيث تم الترحيب بزعيمها ذو الشخصية الجذابة إلدريدج كليفر بعد أن واجه مشاكل مع القانون في الولايات المتحدة وفتح فرعا للحزب هناك. لكن كيف وصل الأعضاء إلى هناك؟

خطف طائرات

في أوائل السبعينيات تعرضت طائرتان أمريكيتان للاختطاف وقد ارتبط الخاطفون بحزب الفهود السود، وكان مقصدهم الجزائر.

ففي 2 يونيو/حزيران من عام 1972، تم اختطاف رحلة الخطوط الجوية رقم 701 مع 98 راكبا وطاقم مكون من 7 أفراد في لوس أنجلوس بواسطة روجر هولدر وكاثي كيركو.

إدانة الشرطي شوفين “خطوة عملاقة نحو العدالة في الولايات المتحدة”

حكاية مستوطنة أمريكية في أفريقيا أعلنت الاستقلال قبل 172 عاما

المسلمون السود في الولايات المتحدة ضحايا عنصرية مضاعفة

وكانت الرحلة في طريقها إلى سياتل عندما نفذ هولدر “عملية سيزيف” التي خطط لها منذ فترة طويلة.

وأنزل الخاطفان نصف الركاب في لوس أنجلوس والنصف الآخر في نيويورك ، حيث أعيد تزويد الطائرة بالوقود قبل الإقلاع إلى الجزائر دون أي ركاب مع فدية قدرها نصف مليون دولار أعادتها السلطات الجزائرية للولايات المتحدة مع رفض تسليم الخاطفين.

وفي 31 يوليو/تموز من عام 1972 وقع حادث الاختطاف الثاني وكان الخاطفون من الأمريكيين السود من ديترويت وهم ملفين ماكنير وزوجته جين وجورج براون وجويس تيلرسون والذين قاموا بخطف رحلة طيران دلتا رقم 84 وعلى متنها 86 راكبا وقد تم إنزالهم بعد الحصول على فدية مليون دولار، ثم توجه الخاطفون إلى الجزائر أيضا.

ماذا حدث في الدقائق الأخيرة من حياة جورج فلويد؟

مدن أمريكية تفرض حظر التجول مع انتشار الاحتجاجات العنيفة

وفاة جورج فلويد “جريمة قتل”

وقد طلبت السلطات الجزائرية من الخاطفين تسليم مبلغ المليون دولار، والذي تم إرساله إلى الولايات المتحدة مع رفض تسليمهم.

وقد أزعج موقف الحكومة الجزائرية بعض أفراد الفهود السود المقيمين في الجزائر والذين بدوا أكثر اهتماما بالمال من الخاطفين أنفسهم.

وقرر كليفر، المحبط من إعادة المال الذي اعتبره مال الثورة، مخاطبة الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين في رسالة مفتوحة في مؤتمر صحفي على الرغم من نصيحة بيت أونيل الرجل الثاني في القيادة بعدم القيام بذلك.

وأصر كليفر على أن “الشعب الأفريقي الأمريكي لا يطلب من الشعب الجزائري أن يخوض معاركنا من أجلنا، وما نطلبه هو ألا تخوض الحكومة الجزائرية معارك الحكومة الأمريكية “.

عائلة مالكوم إكس تطلب إعادة فتح التحقيق في مقتله بعد ظهور أدلة جديدة

“أنا مراسلة صحفية ولست خادمة”

لماذا تتحول بعض الاحتجاجات إلى العنف؟

وعلى أثر ذلك طُلب من كليفر التنحي عن رئاسة القسم الدولي. وفي ظل ذلك التوتر، قرر ماكنير وجين بعد نحو عام من إقامتهما في مقر سري في الجزائر إعادة أطفالهما للعيش مع أقاربهما في الولايات المتحدة.

وقال ماكنير: “لا يوجد شيء ممتع في العيش في الخفاء،فأنت تعيش في خطر دائم، ولا تعرف ما الذي سيأتي من الباب، وتنام بعين واحدة مفتوحة”.

وأضاف قائلا: “كما كنا نعلم أن الفهود سيغادرون وسوف نُترك وحدنا، كان الوقت قد نفد بالنسبة للفهود في الجزائر”.

إلدردج كليفر (يمين) في الجزائر العاصمة

Getty Images
إلدردج كليفر (يمين) في الجزائر العاصمة

ومرة أخرى، فر ماكنير وجين مع جورج براون وجويس تيلرسون، وهذه المرة إلى باريس عبر جنيف مستخدمين جوازات سفر مزورة وبدعم منظمات حقوق الإنسان الدولية.

وعند وصولهم إلى باريس في خريف عام 1974، عاشوا مع متعاطفين فرنسيين وإذا سأل أي شخص عن سبب مغادرة الولايات المتحدة كانت الإجابة أنهم فروا لتجنب استدعائهم للقتال في فيتنام. وكانت أكبر مشقة تحملوها هي الانفصال عن أبنائهم.

وعندما ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليهم عام 1976، حاولت الولايات المتحدة إقناع فرنسا بتسليمهم، لكن المحكمة الفرنسية قبلت الحجة القائلة بأن القضية سياسية وأن العنصرية الأمريكية هي التي يجب أن تتم محاكمتها.

لكن كان لا بد من محاكمتهم بتهمة الاختطاف في محكمة فرنسية واحتُجزوا قبل المحاكمة لمدة عامين ونصف.

ليلة في ميامي وكيف أسلم محمد علي كلاي؟

ماذا يعني أن تكون مسلما أسود في “أرض الأحلام” أمريكا؟

كيف تفرق بين الحقائق ونظريات المؤامرة في قضية مقتل جورج فلويد؟

وبعد المحاكمة، تم الإفراج عن المرأتين حتى تتمكنا من رعاية أطفالهما. وحُكم على ماكنير بالسجن 5 سنوات بتهمة الاختطاف، لكن تم تخفيف الحكم لحسن السلوك ولإظهاره الرغبة في تعلم اللغة الفرنسية.

ويقول ماكنير إن جورج براون كان في السجن لفترة أطول لأنه لم يحاول تعلم اللغة.

وأصبح ماكنير أخيرا رجلا حرا في مايو/ آيار من عام 1980 وتم لم شمل الأسرة مرة أخرى بعد انقطاع دام 8 سنوات.

النهاية

من منتصف السبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، توقفت أنشطة حزب الفهود السود تقريبا.

وعلى الرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ساهم في تراجعها، إلا أن حل قيادة الحزب ساهم أيضا في سقوط المنظمة.

فقد قُتل هيوي نيوتن في مشاجرة لها علاقة بالمخدرات في أغسطس/آب من عام 1989 حيث لقي مصرعه في غرب أوكلاند ليس بعيدا عن المكان الذي أسس فيه هو وسيل أول فرع لحزب الفهود السود.

وأصبح إلدريدج كليفر مصمم ملابس في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي قبل الانضمام إلى كنيسة التوحيد المناهضة للشيوعية في طريقه ليصبح مسيحيا مولودا من جديد وعضوا مسجلا في الحزب الجمهوري.

وحصلت زوجته كاثلين كليفر، وكانت من زعماء الحزب، على شهادة في القانون وباتت أستاذة جامعية بعد عودتها من المنفى في كوبا.

إلدريدج كليفر وزوجته كاثلين خلال محاكمتهما عام 1968

Getty Images
إلدريدج كليفر وزوجته كاثلين خلال محاكمتهما عام 1968

وهكذا كانت نهاية هذا الحزب الذي ولد من رحم حادث اغتيال داعية الحقوق المدنية مالكوم إكس في عام 1965، فكيف انتهى التحقيق في ذلك الحادث الذي زلزل المجتمع الأمريكي؟

طالبت بنات زعيم حركة الحقوق المدنية في فبراير/شباط الماضي بإعادة فتح التحقيق في جريمة قتله في ضوء أدلة جديدة.

وجاء الطلب استنادا إلى رسالة من على فراش الموت، لرجل كان يعمل شرطيا وقت جريمة القتل عام 1965، تزعم أن شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي لهم يد في العملية.

وكتب ريموند وود أن مسؤوليته تمثلت في ضمان اعتقال فريق الأمن التابع لمالكولم إكس، قبل أيام من إطلاق النار عليه في مانهاتن، على حد قول عائلة الأخير.

وبحلول الوقت الذي قُتل فيه بالرصاص، كان مالكولم إكس، الذي كان يُنظر إليه في وقت ما على أنه وجه عام لحركة أمة الإسلام لكنه ترك الحركة فيما بعد، وخفف من موافقه المتشددة.

كيف أثار تعامل الشرطة الأمريكية مع رجل أسود يصرخ “أنا مشلول” جدلا واسعا؟

“لماذا لن أستنجد بالشرطة بعد اليوم؟”

بعد مقتل فلويد، سبعة حلول لمشاكل الشرطة الأمريكية

ومع ذلك، ظل مدافعا متحمسا عن وحدة السود واحترام الذات والاعتماد على الذات.

وتقول الرسالة إن إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي آي”، أخفوا تفاصيل الاغتيال في 21 فبراير/شباط 1965 في قاعة أودوبون هارلم، مانهاتن العليا، وفقا لعائلة وود ومحاميها.

ويزعم وود أنه تم تكليفه بالتأكد من أن مالكولم إكس لن يكون لديه طاقم حماية في المبنى، حيث كان من المقرر أن يتحدث على الملأ.

وفي مؤتمر صحفي، لم يقدّم أفراد عائلة وود أي تفاصيل حول كيف ومتى مات ريموند.

لكنهم قالوا إنه لا يريد نشر الرسالة إلا بعد وفاته، خوفا من العواقب المترتبة من قبل السلطات.

وقالت إليساه شاباز، إحدى بنات مالكولم إكس: “إنه يجب إجراء تحقيق شامل في أي دليل يقدم رؤية أعمق للحقيقة وراء تلك المأساة الرهيبة”.

مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة الأمريكية "حجبا أدلة" تتعلق باغتيال مالكوم إكس

Getty Images
مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة الأمريكية “حجبا أدلة” تتعلق باغتيال مالكوم إكس

وفي عام 2020، أطلق مدعي عام مقاطعة مانهاتن مراجعة للإدانات، بعد لقاء ممثلين عن إينوسنس بروجكت (مشروع البراءة)، وهي مجموعة قانونية غير ربحية تناضل من أجل العدالة للأفراد الذين تقول إنهم أدينوا خطأ.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أعلن مدع عام أمريكي إسقاط إدانة رجلين مسلمين أدينا بقتل مالكوم إكس، في عام 1965.

وقال سايروس فانس جونيور، المدعي العام لمقاطعة مانهاتن إن محمد عزيز وخليل إسلام، لم يحصلا على العدالة التي يستحقونها.

وأكد المدعي العام في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز إن مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة الأمريكية قد حجبا أدلة كان من المحتمل أن تؤدي إلى تبرئة الرجلين.

قُتل مالكوم إكس بالرصاص في قاعة رقص في مدينة نيويورك أمام عائلته قبل 56 عاما، وكان يبلغ وقتها من العمر 39 عاما.

وأدين الثلاثة محمد عزيز وخليل إسلام، وهم أعضاء في حركة أمة الإسلام السياسية والدينية، مع توماس هاغان، بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى في مارس/آذار 1966.

وحكم عليهم بالسجن المؤبد، وقد تم إطلاق سراح الرجال الثلاثة لاحقا بشروط، وتوفي إسلام عام 2009.

إرث الفهود السود

اتخذ تأثير حزب الفهود السود منذ تأسيسه في عام 1966 طابعا عابرا للحدود، فعلى سبيل المثال، قام النشطاء في المراكز الحضرية الأسترالية بدمج أعمال أعضاء حزب الفهود السود في حركاتهم الاجتماعية.

كما قام الداليت المضطهدون في الهند بمحاكاة خطاب الفهود السود، واستخدم ممثلو جبهة التحرير الوطنية الفيتنامية، الذين أطلقوا على أنفسهم الفهود الصفراء، تلك المنظمة كنموذج.

حكاية صبي احتجزوه في قفص القرود بحديقة حيوان في نيويورك

هل ينبغي أن يتلقى السود تعويضا ماليا عن العبودية؟

سيناتور ولاية أركنساس يصف العبودية بأنها “شر لا بد منه”

وقام حزب الطليعة في جزر الباهاما بدراسة حزب الفهود السود، واستند إلى فلسفته السياسية.

وبعد عقود من تأسيس المنظمة، عاش حزب الفهود الأسود في المخيلة العامة في الولايات المتحدة نتيجة نشر عدد من المذكرات من قبل أعضائه واستخدام خطاباته في موسيقى الراب.

وفي عام 1990، سعى ميلووكي ألدرمان مايكل ماكجي، العضو السابق في حزب الفهود السود، إلى إحياء المنظمة عندما شكل ميليشيا النمر الأسود ردا على إهمال مجتمعه من قبل السياسيين المحليين وقادة الأعمال.

الفهود السود

Getty Images

في النهاية بات هناك حزب الفهد الأسود الجديد تحت قيادة الناشط المجتمعي آرون مايكلز.

وبحلول عام 1998، كان خالد عبدول محمد، المتحدث الرسمي السابق باسم أمة الإسلام التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها، قد تولى القيادة الفعلية للمنظمة عندما قاد مجموعة من أعضاء حزب الفهد الأسود الجديد الذين يحملون السلاح إلى جاسبر في تكساس في أعقاب مقتل جيمس بيرد، وهو رجل أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 49 عاما تم جره خلف شاحنة صغيرة من قبل 3 أعضاء من جماعة كو كلوكس كلان العنصرية.

وأصبح حزب الفهد الأسود الجديد معروفا أيضا للجمهور من خلال مسيرة المليون شاب التي نظمها لأول مرة في نيويورك عام 1998.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.