خيرالله في قداس على نية المتوفين بكورونا: للتصدي لوباء انتهاك كرامة الإنسان

أقامت لجنة راعوية الصحة في أبرشية البترون المارونية، قداسا على نية المتوفين من أبناء الأبرشية بوباء كورونا، ترأسه المطران منير خيرالله في دير مار قريانوس ويوستينا – كفيفان، بمعاونة رئيس الدير الأب بطرس زياده والقيم الأبرشي الخوري شربل خشان ورئيس اللجنة الشماس شربل الفغالي، في حضور ذوي المتوفين وأعضاء اللجنة.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى خيرالله عظة بعنوان “الله أحبنا قبل أن نحبه”، وقال فيها: “بدعوة من لجنة راعوية الصحة في الأبرشية ورئيسيها الحالي الشماس شربل نسيب الفغالي والسابق الخوري شربل خشان وأعضائها الذين يبذلون التضحيات الكبيرة لخدمة إخوتنا المرضى ولمرافقة عائلاتهم، نحتفل اليوم بقداس خاص على نية المتوفين من أبناء أبرشيتنا وبناتها جراء إصابتهم بوباء كورونا، وعلى نية أهلهم وعائلاتهم الحاضرين معنا والمعتذرين عن عدم الحضور. واحتفالنا في دير القديسين الشهيدين قبريانوس ويوستينا وفي مزار القديس نعمة الله والطوباوي اسطفان، دعوة إلى الصلاة من أجل الثبات في إيماننا ورجائنا لمواجهة الظروف الكارثية والأزمات المتتالية، ولا سيما أزمة وباء كورونا. هذا الوباء الذي فاجأ العالم وأنهك البشرية، ويؤكد قداسة البابا فرنسيس أن هذا الوباء كشف هشاشة الطبيعة البشرية وضعفها، وجعلنا جميعا نعيد قراءة حياتنا اليومية وسلوكنا وتصرفاتنا، لنكتشف أن هناك فيروسات أكثر فتكا بالبشرية من وباء كورونا، كفيروس انتهاك كرامة الإنسان والتعامل معه كأنه مجرد شيء نستعمله ونرميه بعد الاستعمال. وفي أساس هذا الفيروس ثقافة الأنانية والعدوانية ونبذ الآخر فيتحول إلى منتج استهلاكي للاستعمال الموقت”.

أضاف: “فيما تسعى الدول المتقدمة والعلماء فيها للتصدي لوباء كورونا والحد من انتشاره باختراع اللقاحات المتعددة، تدعونا الكنيسة باسم المسيح إلى التصدي لوباء اللامبالاة وانتهاك كرامة الإنسان. واختبار البشرية لمحنة وباء كورونا، وقد طال أمدها، يضعها أمام خيارين: إما أن تخرج منها أسوأ مما كانت عليه قبل الوباء، أو أن تخرج منها أكثر إنسانية بتضامنها مع الشعوب الأكثر فقرا وعوزا. وهذا ما نرجوه لكي ننتقل معا إلى ثقافة التضامن والتضحية من أجل الخير العام المشترك والعدالة وتوزيع الخيرات على الجميع. والجواب المسيحي للتصدي لوباء كورونا وغيره من الأوبئة النفسية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية يستند إلى المحبة. محبة الله لنا. إنه أحبنا قبل أن نحبه، وأظهر محبته لنا بأنه أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كفارة عن خطايانا لنحيا به. وهذا الحب، يقول قداسة البابا فرنسيس، هو اللقاح الوحيد الناجع الذي يعالج ويشفي البشرية المريضة والمصابة بتلك الأوبئة، وأخطرها الأنانية”.

وتابع: “فيما نقترب من عيد ميلاد الرب يسوع إنسانا بيننا ومثلنا، نتأمل سر التجسد الذي يعني لنا انحناء الله على البشرية الضعيفة والمتألمة والساقطة تحت سلطان الخطيئة ليشفيها ويخلصها ويرفعها إلى مستوى الألوهة. في سر التجسد صار الإله إنسانا ليصير الإنسان إلها. وفي سر الفداء مات المسيح وقام ليميت معه كل إنسان ويقيمه إلى الحياة الأبدية ويعيد إليه كرامة أبناء الله. فيصبح كل إنسان محبوبا من الله الآب على مثال ابنه يسوع”.

وقال: “قداسنا اليوم وقفة تضامنية مع كل عائلة أصيبت بفقد أحد أفرادها من وباء كورونا، ولم تستطع أن تودعه ولا أن ترافقه ولا أن تقوم بواجب الصلاة والعزاء. لكننا نعرفكم أبناء إيمان ورجاء بالقيامة مع الرب يسوع المسيح. فلم تيأسوا ولم تستسلموا ولم تفقدوا ثقتكم بالله وبالكنيسة الأم الساهرة، كما كانت مريم العذراء ساهرة على عائلتها في الناصرة وتبقى ساهرة على عائلاتنا وكنيستنا وشعبنا ووطننا. ولا ننسى أن نصلي، مع لجنة راعوية الصحة في أبرشيتنا، من أجل جميع العاملين في الجسم الطبي والتمريضي ونقدر كم يؤدون من التضحيات في خدمة المرضى والمتألمين والعجزة والفقراء”.

وختم: “أيها الرب يسوع، نستودعك موتانا وهم معك في الملكوت بصحبة أمك وأمنا مريم العذراء وجميع قديسينا وشفعائنا، ونسلمك ذواتنا وعائلاتنا وكنيستنا وشعبنا ووطننا، راجين أن نستقبلك في ميلادك بالفرح والبهجة في ظلمة حياتنا اليومية على رجاء أن نقوم معك إلى حياة جديدة في وطن متجدد ليبقى رسالة ووعدا في المحبة والسلام”.

هذا الخبر: خيرالله في قداس على نية المتوفين بكورونا: للتصدي لوباء انتهاك كرامة الإنسان ظهر أولاً في أخبار البترون.
batrounnews.com

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.