بايدن والشرق الأوسط: “ترقب وتفاؤل حذر”

جو بايدن

Getty Images

اهتمت صحف عربية بقرب وصول الرئيس المنتخب، جو بايدن، إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ومدى تأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط.

وبينما أكد بعض المعلقين على أن بايدن سوف يكون له تأثير كبير في التعامل مع دول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والديمقراطية، شدد آخرون على أن العالم تغير وأن واشنطن لم تعد اللاعب الوحيد في المنطقة.

الديمقراطية وحقوق الإنسان

يقول عمر الرداد في “رأي اليوم” اللندنية إن التوتر الأمريكي الإيراني سوف “يخضع لمقاربة الاستعداد للصفقة المتوقعة مع أمريكا بتحسين شروط إيران وموقعها التفاوضي، في ظل إدراك أنه حتى مع بايدن فلن تكون هناك عودة للاتفاق السابق، بل إن قضيتي التدخل الإقليمي لإيران، بالإضافة لبرنامجها الصاروخي، ستكون ضمن أي اتفاق جديد يسد ثغرات الاتفاق السابق”.

ويضيف الرداد “أما الدول العربية، فستكون علاقاتها في إطار مقاربتين مع أمريكا، الأولى: منظومات حقوق الإنسان والديمقراطية وقضايا الإصلاح، وهي ملفات تشمل غالبية الدول العربية، تلك الملفات التي لم تكن أولوية لدى الإدارة الأمريكية السابقة، وقد يتم خلالها فتح ملفات قضايا يفترض أنه تم إغلاقها… والثانية: الموقف العربي من اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، وهي التي سيبني عليها الديمقراطيون باتجاه توسيعها وتعزيزها في إطار التزام أمريكي تجاه إسرائيل، سيتضمن إعادة إنتاج صفقة القرن بصيغ جديدة، بعد إجراءات تبدو تخفيفا للضغط على السلطة الفلسطينية”.

وتحت عنوان “فوز بايدن وعواقبه على الشرق الأوسط”، يقول علي عايد في الجريدة ذاتها إن بايدن سوف يركز على “الدول التي تعاني من الحريات وحقوق الإنسان، مثل مصر والسعودية”، مضيفا “قال بايدن صراحة لن نعطي السيسي شيكا علي بياض في مجال حقوق الإنسان كما فعل ترامب”.

ويشدد الكاتب على أن بايدن سوف “يضع مسألة حقوق الإنسان في مصر على أولى اهتمامه، وسوف يضغط بشدة علي النظام في مصر”.

وتحت عنوان “بايدن والشرق الأوسط: ترقب وتفاؤل حذر”، يقول زيد نوايسة في “الغد” الأردنية “بمقدار ما شكل نجاح بايدن في الانتخابات الرئاسية بارقة أمل محدودة خاصة للفلسطينيين والإيرانيين، الطرفين الأكثر تضررا من حقبة ترامب، فإن هذا لا يعني الإفراط في التفاؤل. فثمة قلق واضح من أن تكون حقبة بايدن هي امتداد لحقبة أوباما وأشبه برئاسة ثالثة لأوباما الذي ارتبطت فترته بموجة الربيع العربي، وأسهمت في سقوط أنظمة عربية مركزية وفي شيوع الفوضى في عدة دول”.

  • ما موقف جو بايدن من أزمات وملفات الشرق الأوسط؟
  • الإندبندنت: الموقف من الشرق الأوسط في “عهد” بايدن

ويضيف الكاتب “عامل القلق الذي يساور العديد من دول المنطقة مرتبط بالديمقراطية وحقوق الإنسان. من المبكر الحكم على رؤية بايدن وفريقه في هذا الملف الذي كان مركزيا في حقبة أوباما، ولكن يبدو أن الأولويات لدى بايدن قد تكون مختلفة نسبيا عن أوباما وبالمطلق عن ترامب الذي ابتعد عن هذا الملف كليا”.

“شرق أوسط لا ينتظر بايدن”

تقول “العرب” اللندنية اللندنية في افتتاحيتها التي عنونتها “كيف لبايدن أن يتعلم من أخطائه القديمة في العراق”، والتي تدور على التعامل مع العراق إن الرئيس الامريكي المنتخب “مطالب بالتعامل مع العراق مهما كانت الأولويات، ولديه الفرصة الآن لأخذ الوضع بجدية أكبر وإصلاح أخطائه السابقة هناك، لاسيما وأن الطرف الأهم في المشكلة وهو إيران، يسعى إلى الاستفادة من فترة ولاية الرئيس الديمقراطي لتوسيع نفوذه أكثر عبر أذرعه في المنطقة”.

جو بايدن والملك عبدالله الثاني.Getty Images

بايدن زار دول الشرق الأوسط غير مرة عندما كان نائبا للرئيس أوباما.

ويضيف الكاتب “من الصعوبة بمكان وضع مقاربة متوازنة لطلب الولايات المتحدة من العراق التحرك ضد المجموعات الشيعية المسلحة، ممثلة في فصائل الحشد الشعبي، في ذات الوقت الذي تصرح فيه واشنطن بأن قواتها سوف تنسحب من البلاد خلال ثلاث سنوات، وهي فترة غير كافية لبناء قوات أمنية عراقية قادرة على فرض سلطة الدولة واستعادة قرارها السيادي”.

أما محمد قواص فكتب مقالا في “النهار” اللبنانية بعنوان “”شرق أوسط لا ينتظر بايدن”، يقول فيه إن “الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في تقرير مصير ملفات كثيرة في المنطقة… ليس مهما كيف ستقارب إدارة بايدن مسائل المنطقة بقدر ما هو مهم أن يعترف الرئيس الجديد وفريقه الحاكم بأن العالم تغير”.

ويضيف الكاتب “سيجد بايدن أن مصر لم تعد تعول على حصرية تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ولم تعد قلقة على مصير “المعونة” الأمريكية. تجاوزت القاهرة عقائد كامب ديفيد وباتت لها خرائط دولية أخرى تفسر تنوع خيوط علاقاتها مع روسيا وفرنسا واليونان وقبرص وغيرها، كما تنشيطها لمحاور إقليمية تجمعها مع دول الخليج وتجمعها أيضا مع العراق والأردن، من دون الحديث عن الدول الأفريقية”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.