معرض لصور انفجار المرفأ بين مستشفى القديس جاورجيوس ودرج الفن: مشاهد تبحث عن الحقيقة والعدالة

الزميل محمود الطويل في صورة تذكارية مع صوره المشاركة في المعرض على درج الجميزة

الصورة تتكلم. عبارة رافقت الصورة الفوتوغرافية عبر العصور، لكنها اكتسبت معنى آخر بالنسبة للبنانيين مع انفجار الرابع من أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، لتنطق بالألم والنكبة والدم. صور «مجزرة انفجار بيروت» هي أشبه بالسينما الصامتة لأنها قالت كل شيء دون الحاجة الى الكلام.

من بيروت الى العالم، انتشرت صور تختزن حكايا حزينة، وتوثق للحدث الذي هز الضمير العالمي.

مستشفى القديس جاورجيوس في الاشرفية (المعروف بمستشفى الروم)، المواجه للمرفأ والذي نال مع مستشفيات حدادا لراهبات الوردية في الجميزة واللبناني الفرنسي في الجعيتاوي والحكومي في الكرنتينا النصيب الأكبر من الدمار، خصت إدارته الذكرى بمعرض صور لمصورين «نزلوا على الأرض» في ذلك الثلاثاء المدمر من العام الماضي.

مناسبة ترأسها القيم على المستشفى مطران بيروت لطائفة الروم الارثوذوكس إلياس عودة، وشارك فيها محافظ العاصمة القاضي مروان عبود والمحافظ السابق القاضي زياد شبيب ونقيب الأطباء في بيروت البروفيسور شرف أبو شرف ونقيبة الممرضات د.ريما ساسين والمدير العام للمستشفى ادغار جوجو والمدير الطبي جراح العظم اسكندر نعمة وجمع من أصدقاء وجيران المستشفى.

قداس وعظة من المطران الجريء، ونشيد بصوت التينور ادغار عون، وكلمة باسم الممرضات من جيهان صادر، ووثائقي عن المستشفى بعد الانفجار وشهادات لأطباء وممرضين وأشخاص.

بعدها كان «المشهد الابوكاليبسي» واستعادة ما جرى مع صور زينت قاعة الاستقبال في الطبقة الأرضية. الصور انتقلت فيما بعد الى درج الجميزة الشهير والعريق، الذي تعود استقبال التظاهرات الفنية، ولكن ليس تلك التي تنبعث منها رائحة الموت.

صور وشهادات من الذين التقطوها، بينهم واحدة للزميل مصور «الأنباء» في بيروت محمود الطويل، الذي استهل عمله في العام 1977 متنقلا عبر دراجة نارية مطاردا آثار القذائف ومندفعا خلف أزيز الرصاص.

عرض الطويل لتجربته يومذاك حيث كان في منزله الواقع في منطقة حرج بيروت. «سمعت الدوي وركبت دراجتي النارية مطاردا سحب الدخان حتى وصلت الى المرفأ، وكنت من أوائل الزملاء الذي بلغوا المرفأ، بعد سبع دقائق من الانفجار. تأثرت لأني ابن المنطقة وسجل نفوسي مدرج ضمن دائرة المرفأ في العاصمة اللبنانية. وقفت أمام دمار لم أعهده في مشواري مع الكاميرا، وقد عجزت عيني والعدسة عن حصر بقعة الدمار. اعتقد أنني عملت قليلا، لأنصرف بعدها مع غيري من الزملاء الى القيام بالواجب الانساني في إسعاف الضحايا وتأمين نقلهم الى المستشفيات. بدل التقاطنا الصور، صار الناس يصوروننا بأجهزتهم الخليوية. لقد عشت تجربة غير مسبوقة، ولست أدري اذا كنت قادرا على وصف ما جرى، وآمل ان تعكس صوري وصور الزملاء وحتى المصورين الهواة عن كارثة العصر التي ضربت بيروت».

هي بيروت الحزينة في صور والتي ستنطبع طويلا في الذاكرة اللبنانية والضمير العالمي. صور تبحث عن معرفة حقيقة ما جرى. وحقيقة تبحث عن عدالة تبدو أنها متأخرة، ويصر البعض على جعلها متعثرة.

الانباء – جويل رياشي

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.