فشل الطبقة الحاكمة في لبنان يدفع الشباب للهجرة

زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب المنطقة الحدودية بين البرازيل والبيرو

«لا مستقبل لنا في لبنان»، قناعةٌ ترسخت لدى الكثير من شبان هذا البلد، في ظل تردي أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يدفع أعدادا كبيرة منهم إلى الهجرة، فرارا من هذا الواقع الناجم عن استمرار هيمنة الطبقة الحاكمة ذاتها على السلطة في بيروت، منذ انتهاء الحرب الأهلية، قبل أكثر من ثلاثة عقود.

وتفاقمت الأزمة بين الشباب اللبناني خلال العامين الماضيين تحديدا، مع تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي ظلت كامنة لفترة طويلة، قبل أن تطفو على السطح، في ظل تبعات تفشي وباء كورونا، وما صاحب ذلك من فراغ حكومي، أعقب الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت في أغسطس 2020، وأوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى، وألحق دمارا هائلا بالعاصمة.
وأشار خبراء إلى أن الشبان اللبنانيين عانوا أكثر من غيرهم من هذه الأزمة، التي أدت إلى انهيار الاقتصاد وفقدان الليرة اللبنانية ما يزيد على 90% من قيمتها، فلم يعد بمقدور الكثير منهم الالتحاق بالجامعات والمعاهد الخاصة، التي توفر مستوى جيدا من التعليم.
كما ارتفع معدل البطالة بين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاما، بنسبة تناهز 60%.
ورغم هذا التدهور الاقتصادي والمعيشي، ظلت النخبة السياسية والمالية في لبنان، وعلى رأس مكوناتها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، تهيمن على الجانب الأكبر من ثروات البلاد.
فبحسب تقديرات، يمتلك أغنى 10% من سكان لبنان، قرابة 70% من إجمالي ثروته، وهو ما يكشف عن انقسام طبقي هائل يضرب المجتمع اللبناني.
ووفقا لتقرير نشره موقع «ناو ليبانون» الناطق باللغة الإنجليزية، بات الوضع في لبنان لا يطاق بالنسبة للكثير من شبانه، بما يجعل الهجرة من البلاد مسألة «حياة أو موت» لعدد كبير منهم، خاصة في ظل دراسات تشير نتائجها، إلى أن ما يصل إلى 90 % من الشباب اللبناني يعانون من مشكلات نفسية في الوقت الحاضر، وأن حوادث الانتحار تزايدت بينهم بواقع ثلاثة أضعاف منذ مطلع العام الماضي.
ويُعزى جانب كبير من مشاعر خيبة الأمل، التي تسود أوساط الشبان اللبنانيين في الفترة الراهنة، إلى قمع السلطات الحاكمة للانتفاضة الجماهيرية غير المسبوقة، التي اندلعت في أكتوبر 2019، للمطالبة بتفكيك الطبقة الحاكمة، وشَكّل الشباب رأس الحربة فيها، ما عَرّضَهم لاعتداءات عنيفة، من جانب ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وحلفائها.
وأدت أجواء الإحباط الحالية، إلى أن يقرر الكثير من الشباب اللبناني المضي على درب الهجرة، مهما كانت الصعوبات، التي تصل إلى حد مواجهة خطر الموت في بعض الأحيان.
وأشار التقرير إلى المأساة التي وقعت أواخر الشهر الماضي قبالة سواحل مدينة طرابلس، حينما غرق مركب يقل على متنه 60 لبنانيا، كانوا يحاولون الهجرة بشكل غير قانوني إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.

دينا محمود – الاتحاد

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.