عون دافع عن الحزب في الفاتيكان ولم يحصل على الوعد بالرئاسة لباسيل!

منتصف ليل اليوم الاثنين تنتهي مهلة إصدار اللوائح الانتخابية، وقد جرى الإعلان عن 17 لائحة في مختلف الدوائر حتى أول من أمس، وينتظر اليوم الاثنين المزيد. وكل مرشح لم يحظ بمقعد في لائحة يعتبر خاسرا حكما. واعتبارا من غد الثلاثاء، ينصرف المرشحون ضمن هذه الكتل إلى الإعداد للمنازلة الكبرى بالزيارات للعائلات وللمفاتيح الانتخابية، أو بإقامة موائد الإفطار الرمضانية المجانية سعياً لاستمالة الناخبين بشتى الطرق والوسائل. ويبدو أن المناخ السياسي في لبنان يميل نحو الصحو، انطلاقا من مؤشرات على انكفاء الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تتوقع المصادر اللبنانية المتابعة إعادة الاهتمام الدولي أكثر بالوضع في لبنان وعموم المنطقة، كما يؤول إلى تسريع الحلول الإقليمية، بدءاً من الملف النووي الإيراني العالق مع الغرب وصولا إلى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيث «عقدة الاسكندر» الصعبة الحل.

ولفت تصريح الرئيس نبيه بري المؤكد على الانتخابات في موعدها، أي في 15 مايو، وتقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء» إن خلفية موقف بري هذا تبلغه معطيات تشير الى أن نواب كتلة «المستقبل»، ومعهم نواب كتلة «القوات اللبنانية» سيعلنون استقالتهم من المجلس في حال التمديد له، ما يفقد هذا المجلس، خصوصا بعد استقالة نواب «الكتائب» وبعض الحراك المدني ميثاقية وجوده.

يضاف الى ذلك، تمسك «حزب الله» بالانتخابات على أمل تجديد حيوية حليفه «التيار الحر» السياسي، عبر المجتمعات اللبنانية غير المسيحية لأن محاولة مد اليد إلى البيئة المسيحية والسيادية عموما انتهى لصالح خصوم الفريق، خصوصا في دائرة جبل لبنان والشوف تحديدا، حيث دب الخلاف بين فريقي اللائحة المناهضة للائحة جنبلاط – جعجع حول اختيار احد «البستانيين» المرشحين لواحد من المقاعد المارونية الثلاث في هذه الدائرة، فجبران باسيل يريد رجل الأعمال النائب فريد البستاني وطلال أرسلان العائد من دمشق، على «الخط العسكري» يحبذ المحامي ناجي البستاني.

وفي المعلومات أن قرار الحزب، بما خص رئاسة الجمهورية المقبلة، ليس شأنه وحده، وهو يأتي عادة عبر «الأونلاين»، وأرضيا عبر «الخط العسكري السوري الذي أعيد فتحه مؤخرا»، لكن الرئيس ميشال عون الذي ذهب الى الفاتيكان ليلمع صورة الحزب، عبر إعطائه دور حماية المسيحيين، لم يستطع أن يأخذ، حتى الآن، وعدا من الحزب بأن يكون جبران باسيل خليفته في بعبدا. ومن هنا قول الرئيس عون للرابطة المارونية إنه لن يغادر القصر إلا وقد كشف أمر الفاسدين، والفاسد في مفهوم الفريق الرئاسي هو أي شخص يحاول منافسة جبران باسيل على رئاسة الجمهورية. وإلى جانب المشاغل الانتخابية، و«الكابيتال كونترول» والمفاوضات مع بعثة صندوق النقد الدولي، وارتباط بعض هذه الأمور بتقسيم الحدود البحرية جنوبا، ثمة انشغال صامت بالتعيينات والتشكيلات على مستوى الوظائف الكبرى في الدولة قبل نهاية الولاية الرئاسية والتي تتم عبر المحاصصة السياسية التقليدية فكل من أركان المنظومة يسعى إلى زرع المزيد من أنصاره وممثليه في الإدارات المؤثرة، وتشمل هذه المحاصصة، حتى مراسيم منح الجنسية اللبنانية لمن يقدر ويستطيع ومن خلف الستار بالطبع. والمطروح الآن إجراء تعيينات وتشكيلات ديبلوماسية. والرئيس نجيب ميقاتي يعترض على تعيين سفراء من خارج الملاك الإداري يقابله اعتراض ماروني على إسناد رئيس الحكومة مواقع للروم الأرثوذوكس أكثر من المعتاد، ويرد ميقاتي بأن الأرثوذوكس تسلموا مراكز ديبلوماسية كثيرة وهم يستحقون تولي المناصب الديبلوماسية، كما سجل اعتراض كاثوليكي على تولي ماروني موقع سفير لبنان لدى الفاتيكان، بما أن العرض يقضي بإسناده الى كاثوليكي، لكن يبدو أن الرئيس عون يريد إيلاء هذا المنصب للمدير العام للقصر الجمهوري أنطوان شقير.

ومطروح تعيين سفير سني في واشنطن هو السفير في برلين مصطفى أديب، الذي كلف يوما بتشكيل الحكومة، بدلا من السفير الماروني الذي سيعطى منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة، وثمة مرشحون لهذا المنصب هما السفيران هادي هاشم وغدي خوري.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.