عون ترأس قداس عيد مار مارون والذكرى السنوية العاشرة لتوليته مقاليد الابرشية

821b7e1b48d6880577a519cc8796d71a

ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداسا احتفاليا في كاتدرائية مار بطرس في جبيل، لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونية والذكرى السنوية العاشرة لتوليته مقاليد الابرشية، عاونه فيه النائب الابرشي العام المونسنيور شربل انطون، المونسنيور رزق الله ابي نصر، القيم الابرشي الخوري شربل ابو العز، خادم الرعية وامين سر الابرشية الخوري جوزف زيادة وخدمته جوقة الرعية.

وحضر القداس وزير السياحة وليد نصار، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتور وليد الخوري،  الوزيرة السابقة اليس شبطيني، المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رؤساء بلديات جبيل وسام زعرور، بلاط مستيتا وقرطبون عبدو العتيق، المجدل سمير عساكر، رئيس رابطة مختاري القضاء ميشال جبران ومخاتير المدينة، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط، قائمقام جبيل السابق نجوى سويدان فرح، آمر سرية بعبدا في قوى الامن الداخلي العقيد نبيل فرح، رئيس جمعية “اوكسيليا” عبدو ابي خليل ورئيس جمعية “آنج” الاجتماعية اسكندر جبران والاعضاء وحشد من المؤمنين من قرى وبلدات القضاء.

انطون
في بداية القداس، القى المونسنيور انطون كلمة قال فيها: “أزمات واضطرابات كثيرة توالت على وطننا لبنان، وأصبح البلد الذي مات من أجله خيرة شبابنا، متخبطا متأرجحا كالقصبة المرضوضة التي تنتظر الكسر النهائي، وبتنا جميعا في سفينة الوطن على وشك الغرق، نتراشق الاتهامات ولا نجد سبيلا إلى الحقيقة، لطالما تغنينا بوطن الأرز، لطالما حلقت أحلامنا على كلمات “لبنان يا قطعة سما”، و”لبنان الأخضر”، “وراجع يتعمر لبنان”، واليوم، في عيد شفيعنا القديس مارون، تتردد أيضا على مسامعنا كلمات أهابت بدور الموارنة وكنيستهم، ومنها ما قيل على لسان الدكتور شارل مالك: “أنه لولا المارونية، لما وجد لبنان، وإذا توانى الموارنة وقع الجميع في الخيبة والحيرة والبلبلة، وإن حزموا أمرهم وأقادوا، اشتدت العزيمة وأصبح الجميع صفا واحدا متراصا”؛ وللأب ميشال حايك مواقف وكلمات لطالما عبرت بدورها عن ثقافة الإيمان الماروني، ومنها ما كتبه عن خمسة براهين على قيامة الموارنة وعودتهم إلى ما كانوا عليه سابقا، وإليكم حرفيته: “أولا إنهم حاضرون في التاريخ منذ أكثر من ستة عشر قرنا، ثانيا إن ماضيهم المجيد يشهد لهم، ثالثا إن الدهر دولاب، رابعا التاريخ نطاح، وخامسا إنهم يؤمنون بالرب يسوع المائت والقائم من بين الأموات”. ولا شك أن هذا البرهان الأخير هو مصدر القوة والنضال”.

واضاف: “ما أحوجنا اليوم إلى هذا الإيمان، إلى روحانية المؤسس المستمدة من جذور الإنجيل، إلى روح تدفعنا للمضي قدما بشهادتنا الحية أمام إخواننا في الوطن؛ بما معناه: لعب دور الضمير الحي والملهم والمنبه والمؤنب، وما أحوجنا أيضا إلى نبي يؤنب ويوبخ الملك عندما يحيد عن طريق الله، طريق الحق، كالنبي إيليا عندما جاءه الملك أحاب يقول له: “أأنت إيليا معكر صفو إسرائيل؟ فقال له إيليا آنذاك: لم أعكر أنا صفو إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وسيركم وراء البعل”، والبعل اليوم هو الفساد وحب المال والسلطة. وهذا ما قام به أيضا يوحنا المعمدان عندما بكت هيرودس وأنبه لما تزوج امرأة أخيه هيروديا وقد سال دمه ولم يتراجع عن الحقيقة مفضلا العمل بضميره ولو على قطع رأسه. فللنبي كلمة يقولها ولا يخشى أحدا، يجاهر بالحق من دون أي محاباة أو مساومة؛ ألم يكن هذا ما علمنا وربانا عليه إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح عندما طرد الباعة من الهيكل حين رآهم وقد جعلوا بيت الله مغارة للصوص؟!! ألم يكن هو القائل أيضا فليكن كلامكم نعم نعم أو لا لا؟”.

وتابع: “نعم نحتاج اليوم إلى نبي يتكلم بكلمة الله بأمانة مع الشعب، ويقود خطاه ببصيرته الروحية ويعظ بجسارة ضد الفساد والظلم”.

وتوجه الى راعي الابرشية بالقول: “بفضل وضع اليد عليكم وبقوة الروح القدس التي أفيضت في قلبكم بسيامتكم الأسقفية منذ عشر سنوات، والتي نحتفل اليوم بتذكارها، لا أغالي إن قلت باسم إخوتي الكهنة وكل عارفيكم وباسمي الشخصي، إن فيكم روح وقوة نبي من أنبياء العهد الجديد، أولئك الذين يعلنون كلمة المسيح ويشجعون الشعب في الأزمات”. داعيا اياه بإسم “شعبنا المقهور والمحتقر والمظلوم والمستعبد لا تتوانوا عن نشر كلمة الحق وعن جعل سرج المؤمنين موقدة وعن شد أوساطهم وقت الصعاب، لأننا وإياكم ملح هذه الأرض وهذا الوطن، لأنه “إذا فسد الملح فأي شيء يملحه؟”.

عون
بعد الانجيل المقدس، القى عون عظة قال فيها: “للسنة العاشرة على التوالي أحتفل معكم بنعمة الله بعيد الأبرشية في عيد أبينا القديس مارون وبذكرى التولية على الأبرشية محاطا بإخوتي الكهنة والرهبان والراهبات وبحضوركم أيها الأحباء أبناء وبنات الأبرشية مع أعضاء اللجان والمؤسسات والمنظمات والأخويات، الذين يعاونوننا في المجال الراعوي والإداري والاجتماعي والرسولي، إنها مناسبة لأرفع معكم الشكر إلى الرب الذي اختارني منذ عشر سنوات من دون استحقاق لأكون راعيا لهذه الأبرشية الحبيبة، ولأجدد العهد أمامكم بمتابعة المسيرة بأمانة والتزام، حاملا صليب الرعاية وراء معلمي يسوع متكلا على صلواتكم من أجلي ومعتمدا على دعمكم ومؤازرتكم لي لنتابع العمل معا، إكليروسا وعلمانيين، بروح الإصغاء والتمييز، وبالروح المجمعية التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس، أي ككنيسة سينودسية تقوم بمسيرتها معا مع كل أبنائها وبناتها بروح الشركة والمشاركة والرسالة”.
 
واضاف: “التحديات في أيامنا كثيرة وصعبة، ولكننا نواجهها معا بإيماننا بالمسيح الذي غلب الموت بقيامته، والذي قال لنا ستعانون في العالم ضيقا، ولكن ثقوا فقد غلبت العالم. نواجهها بإيماننا وبوحدتنا وبتضامننا وبأعمال المحبة مع الفقراء والمحتاجين من أبنائنا وعائلاتنا، لكي نتساعد على الصمود والثبات، ولكن، مع وجوب تلبية الحاجات المعيشية والصحية والاستشفائية والاجتماعية الملحة، وأمام تفاقم الأزمة أكثر فأكثر، بدأنا نعي أهمية التفكير بمشاريع تضامنية وبالتخطيط مع فرق عمل متخصصة في المجال الزراعي والصحي والإنمائي. فإلى جانب رسالتي الأساسية في التعليم والتقديس ورعاية شعب الله وخدمة المحبة، سيكون هذا الأمر في أولويات اهتماماتي والتزاماتي”.

وتابع: “إن الإنجيل الذي اختارته كنيستنا المارونية ليقرأ في عيد أبينا القديس مارون، يقول فيه الرب يسوع: “إن حبة الحنطة، إن لم تقع في الأرض وتمت، تبقى واحدة. وإن ماتت تأتي بثمر كثير”. يسوع هو حبة الحنطة هذه الذي قبل بأن يموت وبذل نفسه من أجلنا على الصليب، فصار بقيامته مبدأ حياة جديدة لكثيرين، نعم إن ثمار الفداء الذي حققه ربنا يسوع كثيرة هي، وتترجم في حياة المؤمنين حياة جديدة بالروح القدس هذه الثمار التي فاضت من موت يسوع وقيامته تعطي المؤمن الذي يستقبلها أن يختبر أنه لم يعد مستعبدا للخطيئة، بل أصبح إنسانا يعيش حرية أبناء الله وقادرا على المحبة”.

واردف: “ويقول يسوع أيضا: “من يحب نفسه يفقدها، ومن يبغضها في هذا العالم يحفظها لحياة أبدية”. فالقديس مارون هجر الدنيا ومباهجها، وراح يعبد الله حتى العشق ليربح الحياة الأبدية. اختار أن يكون على مثال الرب يسوع حبة الحنطة التي ماتت عن أمجاد هذا العالم، فأعطى ثمارا كثيرة في الكنيسة من خلال قداسة حياته التي جذبت العديد من الرجال والنساء من أبناء وبنات عصره، فصار لهم مثالا يقتدى به ومعلما للحياة الروحية. لقد سار مارون وراء الرب يسوع في حياة التخلي عن الذات والموت عن العالم، فعاش في العراء على قمة جبل قورش يعبد الله في النسك والتقشف والصلاة، فأصبح لأبناء عصره مقصدا لكل طالب نعمة، ومثالا في القداسة والاتحاد بالرب يسوع، وشاهدا للكنز الذي وجده والذي جعله يتوق بكل كيانه إلى ربح الملكوت السماوي”.

وختم عون: “ما هي الرسالة التي يتركها لنا اليوم القديس مارون وقد تكنينا باسمه، وكيف نعيش الروحانية المارونية في عصرنا اليوم؟”

وفي ختام القداس، تقبل عون التهاني بالعيد من الحاضرين في صالون الكاتدرائية.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.