بو غنطوس: صلابة بكركي ستوصل لبنان الى بر الامان

رأى الخبير السياسي والاقتصادي في الشؤون اللبنانية المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس، ان دعوة البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي الى حياد لبنان الايجابي والناشط، هي بمثابة خطة الطريق الوحيدة والمتبقية، لاخراج لبنان من الازمات التي تطوقه في كافة المجالات. واكد ان دعوة الراعي الى عقد مؤتمر دولي بخصوص لبنان، الهدف منه رعاية وحماية هذا الحياد، اضافة الى استكمال تنفيذ بنود اتفاق الطائف والقرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
وتوجه بو غنطوس الى معارضي هذا الطرح، سائلا الى اين وصلت البلاد نتيجة انخراط اطراف لبنانيين في صراعات المتطقة، والى اين وصلت البلاد نتيجة معاداة الغرب والاوروبيين والاشقاء العرب، والى اين سيصل بنا بعد الانهيار الحاصل، والجوع يدق ابواب اكتر من ستين بالمئة من اللبنانيين، والآلاف صرفوا من وظائفهم، والقطاعات تتهاوى، والاموال تبخرت من المصارف، واللبناني يفتقد الدواء والمحروقات والغذا- وكل ضروريات الحياة. هي الازمات تحاصر اللبنانيين جميعا من كل المناطق ومن كل الطوائف ومن كل المذاهب، وفوق كل ذلك، يستقوي فريق على الدولة وعلى مواطنيه اللبنانيين، متسلحا بدعم الخارج له، وفق اجندات مرسومة، بهدف تغيير وجه لبنان عاجلا ام آجلا، لكن هذا الفريق فاتته دروس في التاريخ ووقائعه، واهمها ان الكيان اللبناني صنيعة الله، وما كتبه الله لا يمحى ولا يزول.
واضاف بو غنطوس، صرخة البطريرك الراعي وحدها، رسمت الحدود بدقة بين الحق والباطل، بين السيادة والذوبان، بين الحرية والارتهان، هذه الصرخة انارت درب لبنان نحن مئويته الثانية، حياديا محايدا ومحيدا، بعيدا عن كل انواع الصراعات والصدامات، صلة وصل وتواصل بين الحضارات والثقافات، بين الشرق والغرب…
واوضح بو غنطوس، ان اكبر دليل على حاجة لبنان الى الحياد، وعلى بعد نظر البطريرك الراعي، هو عدم قدرة اهل السلطة، على تشكيل حكومة مهمة وانقاذ، ترضي المجتمع الدولي، ما لم يحصلوا على موافقة رعاتهم الاقليميين واعطائهم الضوء الاخضر للسير بالموضوع، لكن وفق مصالح هذه القوى الاقليمية المتصارعة على ارض لبنان، والتي ترغب ان تثبت انه خط دفاع اول عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ولا يعيب فئات لبنانية في السلطة، استماتتها لاثبات ولائها لهذا المحور او ذاك.
وختم، لا البطريرك الراعي سيستكين، ولا دعوته للحياد ستخبو، خصوصا وان التفاعل الشعبي معها، آخذ بالتصاعد، والايام المقبلة ستبرهن صلابة بكركي في موقفها واصرارها على الوصول بلبنان الى بر الامان.