بري يُرحب بخطوة الحريري.. جلسة تشريعية الأربعاء والخميس المقبلين لبحث قانون العفو

رئيس مجلس النواب نبيه بري مترئسا اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي في عين التينة (محمود الطويل)

سُمّ «التنازل» الذي تجرعه الرئيس سعد الحريري اول من امس عبر «المونة» على الرئيس المكلف مصطفى أديب، باختيار وزير شيعي، استثنائيا ولمرة وحيدة لوزارة المال، تحول الى ترياق في الجسم الحكومي المسموم، وسرَّع في إعادة تحريك تشكيل الحكومة، على أمل أن تبصر النور عاجلا.

وشدد الحريري في بيانه على أن يكون هذا الأمر لمرة واحدة، ولا تشكل عرفا يبنى عليه في تأليف الحكومات في المستقبل، إنما هو مفروض لتسهيل تشكيل حكومة أديب بالمعايير المتفق عليها، من أجل إنقاذ لبنان.

وقد رحبت الخارجية الفرنسية ببيان الحريري الذي «أبدى احساسه بالمسؤولية والمصلحة الوطنية للبنان»، وأن فرنسا ستواصل «الوقوف جنبا إلى جنب مع اللبنانيين، بالتنسيق مع الحلفاء الأوربيين والدوليين»، وأنها تشجع أديب على الاسراع بتشكيل الحكومة.

لكن رؤساء الحكومة السابقين (وهم: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام) وصفوا في بيان مبادرة الحريري بالشخصية، معتبرين انفسهم غير ملزمين بها ورافضين إرساء عرف مخالف للدستور.

من جهته، قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه آن الأوان لالتقاط ورقة الحريري و«البناء عليها، وتسهيل التشكيل بعيدا عن الحسابات الضيقة، فكل دقيقة تمر ليست لصالح لبنان. لا تعطوا حكومة الوباء والكوارث الحالية، مزيدا من الوقت».

مصادر الثنائي الشيعي رفضت إظهار الحريري بمظهر المضحي كما قال في بيانه وقللت من وقعه، بداعي أنه طرح فرنسي سابق رفضه الثنائي، وتمسك بتسمية وزير او طرح عدة أسماء ليختار منها الرئيس المكلف.

قناة «المنار» قرأت في موقف الحريري استنتاجا يفهم منه انه هو من يعرقل تشكيل الحكومة وهو من يشكلها، معتبرة انه ما لم يتشاور أديب مع الرئيس ميشال عون ورؤساء الكتل الأخرى فلن يحصل تقدم، وانتقد الثنائي تحديد الحريري شيعي للمالية لمرة واحدة، لكن بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة ظهر امس، نقل نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي عن الرئيس نبيه بري قوله ان التشاؤم لم يعد سيد الموقف وهناك امكانية واعدة في احداث تطور نوعي ويجب ان ننتظر، ونقلت قناة «ام تي في» ترحيب بري بمبادرة الحريري، وهو ما أكد عليه الفرزلي.

وقد قررت هيئة مكتب المجلس النيابي عقد جلسة تشريعية عامة الاربعاء والخميس من الاسبوع المقبل لدرس مشاريع قوانين تتعلق بحماية المناطق المتضررة من انفجار المرفأ والعفو العام عن السجناء.

بدوره، الرئيس المكلف أديب جهز نفسه ولائحته تمهيدا للقاء الرئيس ميشال عون، إلا أنه ربط زيارة بعبدا بموافقة الثنائي الشيعي على طريقته في تشكيل الحكومة، وأعلن رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب أمس، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، حرصه على «تشكيل حكومة مهمة ترضي جميع اللبنانيين وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافقت عليها جميع الاطراف».

وقال أديب انه آل على نفسه «التزام الصمت طيلة هذه الفترة من عملية تشكيل الحكومة، تحسسا منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ومن اجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية، تساعد اللبنانيين على وضع حد لآلامهم اليومية». وأكد مجددا التزامه «بالثوابت التي أطلقها في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأن من شأن ذلك ان يفتح الباب امام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق».

وتمنى أديب مجددا على الجميع «التعاون لمصلحة لبنان وابنائه وتلقف فرصة إنقاذ الوطن».

ومن مراجعة سلسلة المواقف السياسية خلال الـ 48 ساعة السابقة لموقف الحريري، يلاحظ أن الدعوة إلى التسوية السياسية هي محط كلام مختلف الأطراف، فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عاد من باريس بالدعوة إلى التسوية، وبعده تحدث الرئيس ميشال عون في مؤتمره الصحافي «الجهنّمي» عن توزيع الحقائب الوزارية السيادية على الطوائف الأقلية، ثم جاء بيان المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الذي دعا إلى المرونة والتهدئة وتسريع تشكيل الحكومة، وتلا ذلك موقف التيار الوطني الحر الذي توقف عن القول ان المداورة في الوزارات تكون شاملة او لا تكون، مبديا تعففه عن المطالبة بوزارة الطاقة، يضاف إلى كل هذا الضغط الفرنسي لتسريع تشكيل الحكومة، والمساندة الروسية للمبادرة الماكرونية في لبنان عبر التواصل المباشر مع طهران وابلاغها اهتمام موسكو باستقرار الأوضاع اللبنانية.

على صعيد الانفجار الذي دمر مركزا لحزب الله في بلدة عين قانا الجنوبية، فالحزب لم يصدر البيان الموعود، وربما اكتفى بالبيان المختصر الذي صدر عن قيادة الجيش، دون ان يوضح شيئا.

وقد تناقلت وسائل التواصل أمس تغريدة على تويتر لشخص يدعى ألكس بنيامين، ظهرت مع خريطة جوية لبلدة عين قانا، بتاريخ 7/8/2020، أي منذ 5 أسابيع، مدعيا ان المبنى المحاط بالأحمر في الصورة هو مبنى وحدة الهندسة التابع لحزب الله، وانه يستخدم من اجل العبوات الخاصة بالصواريخ المصنوعة في ايران. وبالمناسبة، كشف المحققون الفرنسيون ان مرفأ بيروت كان مليئا بكاميرات المراقبة، عدا العنبر رقم 12 الذي تفجر، الأمر الذي يثير الريبة، كما قالوا في بيانهم.

الأنباء ـ عمر حبنجر وأحمد عز الدين

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.