«المعلومات» بانتظار وهاب اليوم.. أحداث «الجاهلية» تُغيّب التشكيلة الحكومية ووهاب يتهم «مثلث الإجرام» بمحاولة اغتياله


شُيِّع مرافق الوزير السابق وئام وهاب في بلدته الجاهلية (قضاء الشوف) امس وسط اجواء انفعالية تحريضية غلب عليها شعار «الدم بالدم» الذي ذيلت به صور الضحية محمد ابودياب التي وزعت في ارجاء البلدة، الى جانب تصريحات نارية لوئام وهاب تناولت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والنائب العام التمييزي سمير حمود والمدير العام للامن الداخلي اللواء عماد عثمان، تقع تحت طائلة الملاحقة القانونية، حيث انه وصفهم بـ «مثلث الاجرام».
واوحى وهاب بأنه قد يكون المستهدف بـ «رصاصة القناص» التي اصابت مرافقه في خاصرته، استنادا الى كونه على شبه كبير به، وكان يقف على بعد 5 امتار منه.
بيد ان وهاب لم يجزم بأنه كان المستهدف انما في كلمة تأبينية قال: انت فديتني يا محمد وفديت الجبل.

واضاف: لقد تلقيت تقرير الطبيب الشرعي وفيه يؤكد ان الرصاصة القاتلة انطلقت من سلاح اميري، اي من سلاح قوى الامن الداخلي (ام 16)، ودون ان يسمي الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثة واستخرج الرصاصة، ومن الجهة القضائية التي كلفته، في وقت تقول قوى الامن الداخلي ان الاصابة مصدرها رصاص احد انصار وئام وهاب وثمة جهات سمت احد هؤلاء، علما ان اي جهة رسمية لم تكشف على «مسرح الجريمة» لتبيان الحقيقة التي قد تبقى لغزا.

ولوحظ ان لهجة وئام وهاب في رثاء مرافقه كانت مختلفة تماما عن تصريحاته النارية لوسائل الاعلام، حيث اعتبر الضحية فداء للبنان وفداء للجبل، واعتبر سلامة الجبل ولبنان خطا احمر، الا انه تعهد بـ «ابقاء دمك وصمة عار على جبين من اتخذ القرار السياسي والذي نفذ القرار»، مكررا القول: سنكون تحت سقف القانون.

وغمز وهاب من قناة وليد جنبلاط الذي دعم الاجراءات القضائية والامنية، علما ان الحزب التقدمي الاشتراكي توجه بالتعزية الى عائلة ابودياب والى عموم اهالي الجاهلية بوفاة ابودياب خلال الاحداث المؤسفة التي حصلت في البلدة، مؤكدا «اننا كنا بغنى عن هذه الخسارة الاليمة الناجمة عن الحالة الامنية الشاذة التي يمثلها البعض».

واللافت كان توجه وهاب بالشكر للنائب طلال ارسلان الذي هو على خلاف مستحكم معه لاستنكاره ما حصل، وتوجه اليه بنداء لنعود صفا واحدا مع فيصل الداود وفادي الاعور والحزب السوري القومي الاجتماعي تحت راية شيخ عقلنا الشيخ ناصر الدين الغريب، حتى لا يتم استفرادنا كل يوم ولا تهمنا الشكليات.

وكان ارسلان علق على ما جرى بالمباركة «للذي اصدر الامر الهمايوني، ومبروك للجبل بهذا التدني للخطاب السياسي الخارج عن مألوف تقليدنا، ومبروك لوليد جنبلاط على استباحة الجبل تحت شعار تطبيق القانون»، وخلص الى دعوة القضاء لتبيان ظروف مقتل ابودياب.

بدوره، دعا شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى التهدئة والتعقل ووحدة الصف والتمسك بالدولة.

مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشراكي اعتبرت ان حملة وهاب على سعد الحريري وعلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري تجاوزت كل الحدود، وتذكر بالحملة التي استهدفت الرئيس الشهيد قبل اغتياله.

واضافت المصادر ان جنبلاط كلف حزبيين ايصال رسالة الى حزب الله الذي يرعى وهاب وانصاره بأنه لن يقبل هذه المرة تحديه بهذه الطريقة.

ويصف جنبلاط النواب السُنة من فريق 8 آذار بـ «سُنة علي المملوك» رئيس المخابرات السورية، وهو يعتقد ان النظام السوري وراء «العراضة المسلحة» لانصار وهاب في منطقة الشوف بهدف كسر احادية الزعامة الجنبلاطية للجبل، وثمة من يلاحظ ان انفتاح جنبلاط على العلاقة المباشرة مع موسكو لعبت دورها في تأزيم العلاقة المتأزمة اصلا بين جنبلاط ودمشق.

وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق قال من جهته ان حجم القوة التي ارسلت الى الجاهلية تبرره النتائج، وان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو دمعة لبنان وتاريخه المجيد وشعبة المعلومات تمثل كل لبنان.

قناة «المستقبل» علقت على احداث الجاهلية بالقول: اذا كان للباطل جولة فإن للحق ألف جولة وجولة، لقد انتهى زمن الجاهلية ولا مفر من الدولة وعدالة الدولة.

ويبقى ان وهاب مطالب بالحضور الى مقر شعبة المعلومات للادلاء بالافادة المطلوبة في قضية اساءته للرئيس سعد الحريري ولوالده الشهيد.

وفي حمأة الاهتمام بأحداث الجاهلية، غاب الموضوع الحكومي عن الساحة، انما من المعروف ان الاسبوع الفائت مضى على المزيد من التعقيدات والشروط المتبادلة والمانعة عمليا لولادة الحكومة في الزمن المنظور، فالرئيس المكلف على رفضه توزير احد من سُنة حزب الله ونواب هذا الفريق يرفضون قيام حكومة من دون احدهم، والمتحرك الوحيد على خط الوساطات الداخلية الوزير جبران باسيل، يتابع تحركه كرقاص الساعة، انما دون طنين، فيما يتحضر الرئيس المكلف للمغادرة هذا الاسبوع الى باريس ولندن لمتابعة اهتمامات متصلة بمقررات مؤتمر «سيدر» حيال لبنان، ما يطرح احتمالين: اما ان المناخ الاقليمي لا يسمح بولادة الحكومة اللبنانية الآن او بعد قليل، واما ان المطلوب توليدها «على الحامي»، وهذا ما يخشاه الواعون في لبنان الآن.
الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.