مجلس بلدية دوما أطلق مشروع ترميم السوق بمساهمة من صندوق قطر للتنمية وتمويله

أطلق مجلس بلدية دوما وجمعية “بترونيات”، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، مشروع ترميم سوق دوما، بمساهمة وتمويل من صندوق قطر للتنمية.

أقيم احتفال إطلاق المشروع في السوق وحضره نصار، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، السفير القطري إبراهيم بن عبدالعزيز السهلاوي، النائب جبران باسيل وعقيلته شانتال رئيسة جمعية “بترونيات”، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، راعي أبرشية جبيل والبترون وتوابعهما للروم الارثوذكس المتروبوليت سلوان موسى، راعي أبرشية طرابلس والشمال للروم الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات البترون مرسيلينو الحرك ورؤساء بلديات بترونية، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جاك يعقوب وعدد من المخاتير وفاعليات.

بعد النشيد الوطني قدم الزميل رضا صوايا للاحتفال، ورحب رئيس بلدية دوما أسد عيسى بالحضور وقال في كلمته: “تجمعنا اليوم فرحة كبيرة في مكان إستثنائي، في وسط سوق لعب دورا تجاريا وعمرانيا منذ اواسط القرن التاسع عشر وحتى اليوم. إنها لحظة تاريخية، عاطفية إنسانية ومقدسة. لحظة تاريخية، لأننا نرمم سوقا عمره أكثر من 170 سنة ، كان يعكس المستوى الثقافي والحضاري والتجاري الذي تمتعت به دوما آنذاك ، إذ ضم في أرجائه منذ العام 1868 وحتى العام 1920 على سبيل المثال لا الحصر، صيدلية ، مدرستين، دارا للبريد، محكمة، سجنا للرجال وآخر للنساء، غرفة مطالعة للعموم، سينما، وبلدية استحدثتها المتصرفية في العام 1881 لتنظيم الحركة التجارية والعمرانية آنذاك وهي من أوائل البلديات في لبنان”.

أضاف: “لحظة عاطفية وإنسانية، لأن ترميم السوق يعيد الى أجدادنا بعضا من حقهم ، هم الذين بنوا لنا وأورثونا بلدة رائعة، – البلدة العروس- التي ما زلنا نكافح كبلديات متعاقبة منذ ذلك الحين لإلباسها ثياب العرس، كيف لا وكل زاوية من زوايا هذا السوق تحمل في حناياها الف قصة وقصة عنهم، وكل حجر من حجارته مغمس بعرق جبينهم الأزلي. لحظة مقدسة ، لأن ثمة من ساهم بإيجاد الاموال وثمة من دفع الاموال دون مقابل “وهي ليست رقما عابرا” وهذا العمل هو قمة العطاء والقداسة”.

واستعرض عيسى مسار الترميم وتوجه بالشكر الكبير الى رؤساء البلدية السابقين وكل الذين عملوا على هذا المشروع، وخصص رسائل لباسيل ووزيري الثقافة والسياحة.

وتوجه الى السفير القطري “وعبره الى مدير عام صندوق قطر للتنمية وكل الشعب القطري الشقيق، يقول الانجيل المقدس: إما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمنك، لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية. والدين الإسلامي يعلم عن سخاء النفس وجودها، وسلح المؤمنين بأدب العطاء وفضيلة الكرم وأخبرنا أنه (أي العطاء) من الصفات التي يتصف بها الخالق، فما أروع ان يتصف بها المخلوق. كما علمنا بعدم المباهاة بالعطاء والافتخار به. فللعطاء في الإسلام ثلاث خصال: تعجيله وتيسيره وستره. سعادة السفير، هذا ما كانت عليه وما زالت دولتكم الشقيقة قطر، عطاء صامت ، عطاء بتواضع، عطاء تحركه محبة جامحة لفعل الخير لوطننا الجريح لبنان ولشعبنا ولبلدتنا دوما. انقلوا تحياتنا المفعمة بالمحبة الصادقة لأمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما للشعب القطري الشقيق، الا حفظكم الرب من كل مكروه والى مزيد من التقدم والإزدهار”.

وتوجه الى أهالي بلدة دوما واعدا بالعمل على تحقيق كل ما يخدم مصلحة البلدة وأهلها ويعزز كل القطاعات فيها شاكرا كل أبناء البلدة والخيرين منهم ومن أصدقاء البلدة”.

وختم: “حيث أننا اليوم نكتب تاريخ هذه البلدة من جديد، وأمام قدسية ورمزية هذه المناسبة، ووفاء لأرواح اجدادنا، ولأن الإنماء يجمع، فلنبق مجتمعين ملتفين حول هذه البلدة مهما كانت الظروف ومهما إشتدت الصعاب لأن دوما فعلا تستحق”.

نصار
أما نصار فشكر لدولة قطر دعمها للبنان، وثمن “عمق الصداقة القوية والمحبة التي تجلت بين دولة قطر ولبنان في كل المراحل وهذا يعود الى فترات سابقة خصوصا خلال جائحة كورونا حيث وقفت دولة قطر بجانب اللبنانيين وساعدت كل المؤسسات الصحية والاستشفائية”. وقال: “اللامركزية الادارية الموسعة هي مطلب كل اللبنانيين وكل الأحزاب ولكن للأسف هذا المشروع لا يزال محفوظا في الادراج. شعورا منا بضرورة اقرار وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، بدأنا في وزارة السياحة منذ يوم دخولي الوزارة، بتطبيق خطة اللامركزية الادارية السياحية ووضعنا أمامنا هدفا بأن يكون لدينا 37 مكتبا سياحيا في المناطق اللبنانية. واليوم مع افتتاح مكتب دوما سنكون قد افتتحنا 27 مكتبا وهذه المكاتب ستكون مربوطة بشبكة الشباك الموحد في الوزارة وابتداء من الشهر المقبل ستنطلق خطة اللامركزية الادارية الموسعة بشكل فعلي، بالاضافة الى مشروع QR CODE خدمة الزائر الذي بامكانه أن يطلع على كافة النشاطات القائمة في كل المناطق اللبنانية”.

أضاف: “قريبا سنؤسس نقابة لأصحاب بيوت الضيافة، ومركز النقابة سيكون في البترون وستكون دوما عضو مؤسس لهذه النقابة. نحن نعمل بتوجيهات رئيس الجمهورية ونلتزم عدم التمييز بين منطقة وأخرى وطائفة وأخرى وبلدة وبلدة وبين شخص وآخر، ونحن مستمرون في تنفيذ خطة متكاملة، وهنا أريد أن أتوقف عند جهود رئيس بلدية دوما وجهود الوزير باسيل. كلنا تابعنا الانتخابات النيابية والشعارات التي رفعت وهذا عمل ديموقراطي وما لاحظته في دوما أن نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة وعدد الاصوات التي حصل عليها الوزير باسيل في دوما، واذا قارنا الواقع بالمناطق الاخرى، مشاريع مماثلة لهذا المشروع في دوما قد تتوقف، لكن الوزير باسيل، قبل الانتخابات وبعد الانتخابات ومهما كانت النتائج هو يتابع ويلتزم بتنفيذ المشاريع التي وعد بها قبل الانتخابات من أجل مصلحة الوطن والمواطن ودوما هي بلدته، والمشاريع والخطط التي وضعها منذ 2011 وخصوصا خطة الكهرباء نعرف جيدا أنه منذ 2011 وحتى اليوم هي نفسها بالرغم من وجود خلافات صغيرة حول معمل سلعاتا، ولكن هذه المشاريع هي مشاريع علمية أعدتها شركات ومستشارون عالميون، وبالنكد السياسي المعطلون اعترفوا بسعيهم لتعطيل هذه الخطة ولكنهم حرموا لبنان من الكهرباء”.

وختم متمنيا لبلدية دوما “التوفيق والتقدم ووزارة السياحة تضع كل امكاناتها بتصرف كل البلدات، على أمل ان نفتتح قريبا مكتب السياحة في دوما وأن تكون بيوت الضيافة ناشطة وفاعلة”.

بعدها وقع نصار وعيسى وثيقة تفاهم بين وزارة السياحة وبلدية دوما لإنشاء مكتب للخدمات السياحية في المبنى البلدي.

وكانت كلمة لمهندس المشروع أنطوان فشفش قال فيها: “نحتفل اليوم بالعيد الخامس والعشرين لإنطلاقة فكرة ترميم سوق دوما التراثي الذي مر بعدة مراحل. نشكر وزارة الثقافة والمجلس البلدي وبعض الخيرين على تمويل دراسة المرحلتين الأولى والثانية، ونشكر المجالس البلدية المتعاقبة وجمعية المحافظة على الثراث وكل من ساهم في انطلاق المشروع بمرحلتيه الأولى والثانية بمسعى من الوزير باسيل وبتمويل من undp”.

أضاف: “اليوم تنطلق المرحلة الأكبر والأهم من المشروع بمسعى من الوزير باسيل وجمعية بترونيات برئاسة السيدة شانتال عون باسيل وبتمويل من دولة قطر الشقيقة مشكورة عبر صندوق قطر للتنمية”.
وعرض لتفاصيل المشروع مؤكدا أن “الهدف منه هو خلق فرص عمل للشباب والشابات لإظهار صورة أهل دوما وحضارتهم ورقيهم، ومعا سنعيد بريق هذه البلدة الفريدة بأهلها وناسها وهندستها المعمارية”.

السهلاوي
بدوره قال السفير القطري: “يشرفني أن أشارك اليوم في إطلاق مشروع ترميم سوق دوما والذي أعطيت دولة قطر الفرصة في تمويله انطلاقا من حرصها الدؤوب على الوقوف الى جانب لبنان ودعمه في كافة المجالات. ينطلق هذا الدعم والتمويل من إدراك دولة قطر أن التراث هو من أكثر الأشياء التي تعطي ملامح مميزة لكل أمة، فالتراث هو جزء من هويتها وهو الذي يوضح كيف بنت أمجادها وما هي الأسباب التي أدت لاستمرارها أو انحدارها. فالمباني التاريخية ليست حجارة فقط، انها تاريخ في الهواء الطلق، وهي بصمة الناس في مسيرة حياتهم، إنها أثر على حياة، أثر ظاهر للعيان، يدل على مراحل في حياة الشعوب. كما أن من لا يدرك كيف كان ماضيه وكيف نبعت ثقافته وما هي العوامل التي أثرت في إرثه الحضاري لن يستطيع أن يعرف الى أين سوف يتجه به المستقبل”.

وشكر “أصحاب المعالي والسعادة على رعايتهم وحضورهم هذا الاحتفال الذي يعكس عمق العلاقات الاخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، أخص بالشكر معالي الصديق الوزير والنائب جبران باسيل على جهوده المبذولة في احياء التراث في بلدة دوما، هذه البلدة المميزة بمواقعها الاثرية وطبيعتها الخلابة، وسوقها التراثي الذي كان في منتصف القرن العشرين صلة الوصل بين عدة مدن لبنانية وعربية. ولا ينسى ما قام به الأخ جبران من إضافة اللمسة الجمالية لمباني البترون التي أصبحت مزارا للسياحة الداخلية والخارجية. ويأتي اليوم هذا الافتتاح تتويجا للشراكة والتعاون بين دولة قطر ممثلة بصندوق قطر للتنمية والجمهورية اللبنانية الشقيقة واستكمالا لأهداف التنمية المستدامة التي تشكل أولويات مشتركة”.

وختم: “أدعو الله أن ينعم على لبنان الشقيق بالأمن والأمان والاستقرار بإرادة ووحدة اللبنانيين جميعا”.

عون
كانت كلمة لرئيسة جمعية “بترونيات” قالت فيها: “الانتماء هو الاساس لصمود الاهالي وهو ركيزة أساسية في نهضة بلداتنا وقرانا ومدننا. بترونيات تأسست للوقوف بجانب الاهالي والبقاء في قراهم واستثمار أراضيهم وثرواتهم وإقامة مشاريع متعددة وتأهيل معالم وتنظيم مهرجانات. ازدهار المدن الساحلية والهجرة الاقتصادية الريفية تسبب بإضعاف المناطق التي كانت مراكز تجارية واقتصادية وثقافية في أعالي البترون إلا أن الواقع الراهن فرض التحول إلى السياحة الداخلية والتعرف على معالمنا وحضارتنا وتاريخها، وترميم سوق دوما انطلق خطوة خطوة وهذا السوق يجب أن نستثمره لتشجيع أهل دوما وجذب السياح ولا بنقص اهل دوما من الثقافة والمراكز لكي تأخذ دوما مركزها الأساسي”.

وختمت شاكرة دولة “التي لم تتوقف عن التعبير للبنان عن محبتها له وعن دعمها له والمساهمات الكبيرة التي خصصت من قبلكم للبنان ودوما وشعب لبنان”.

باسيل
وألقى باسيل كلمة قال فيها: “اليوم نهار مهم ومميز في تاريخ دوما لما لهذا السوق التاريخي من تاريخ قديم حيث كان ممرا اساسيا لتبادل البضائع. ونظرا لأهميته كان لا بد من تخصيص مشروع لترميمه وتأمين التمويل اللازم له. هذا المشروع الذي توقف منذ 17 تشرين عاد ليتجدد اليوم بتجاوب ودعم من دولة قطر. بعد ترميم السينما والواجهة تنطلق اليوم المرحلة الاهم لكن الترميم وحده لا ينهض بالسوق بل اهل دوما هم من عليهم ان يكونوا جاهزين لاستقطاب الناس وفرض بلدتهم على الخريطة السياحية اللبنانية والعالمية”.

أضاف: “من يحرم الناس من الانماء والكهرباء والمياه لا يقتص من فريق سياسي بل يعاقب جميع اللبنانيين وانا كنائب عن البترون لا اميز بين الناس في الانماء وحاجات الناس وحقوقهم ولا نطلب شكرا لأن الامر واجبنا”.

وتابع: “أول تصريح أدليت به كوزير هو تمني الفصل بين السياسة وتأمين حاجات الناس، والجريمة التي نرتكبها هو حرمان اللبنانيين من أمور كثيرة بسبب الخلافات السياسية. نحن مقبلون على مرحلة سنرى فيها دورا ايجابيا لقطر بخبراتها وقدراتها العمرانية والنفطية والغازية لأن لبنان يجب ان يستفيد من ثرواته الكثيرة وكل الشكر لقطر الشقيقة على وقوفها ودعمها الدائم للبنان وشعبه”.

وختم: “الثروة الوطنية البشرية هي الاهم في لبنان و بلدان الانتشار والثروة الثانية المهمة هي التراث ودوما فريدة من نوعها ومميزة، وفيها ما لا نجده في مكان اخر وانا احب دوما كما البترون”.

في الختام، سلم عيسى باسمه وباسم المجلس البلدي وأهل دوما درعا تذكارية للرئيس السابق جوزيف خيرالله المعلوف عربون وفاء وتقدير لجهوده في خدمة دوما وأهلها.

وتخلل الاحتفال تقديم دروع تذكارية ولوحات زيتية وخشبيات زيتون دوما من هيئات ومؤسسات وأفراد لكل من ساهم في المشروع.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.