جنبلاط: المطلوب إلياس سركيس آخر.. اجتماع «قسري» لعون وبري وميقاتي في عيد الجيش ومخاوف من انهيار إهراءات المرفأ

إهراءات مرفأ بيروت الآيلة للسقوط مع اقتراب ذكرى التفجير المريع في 4 أغسطس (محمود الطويل)

مازال لبنان في مرحلة اشتداد الأزمة، بمختلف فروعها السياسية اولا ثم الاقتصادية والمعيشية، وعلى مسافة أيام معدودة من الذكرى السنوية الثانية لتفجير مرفأ بيروت، بغياب او تغييب الحقيقة، المخاوف قائمة من تزامن هذه الذكرى مع انهيار ما تبقى من اهراءات القمح المشتعلة في المرفأ، وما قد يترتب على انهيارها من انتشار للغبار الضار، الى جانب الانهيار الحاصل على مستوى مختلف أوجه الحياة.

ورغم هذا الواقع الصعب بقي تطلع اللبنانيين الى المدد الخارجي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وكذلك الحال على المستوى الأميركي، حيث وجه الرئيس جو بايدن رسالة الى الكونغرس، يطلب فيها تمديد حالة الطوارئ المتعلقة بلبنان، وهدفها مواجهة تهريب الأسلحة الإيرانية الى هذا البلد.

وتسعى معظم القيادات السياسية اللبنانية المكبلة الأيدي في ظل الامر الواقع المتمثل ب‍حزب الله، الى استبيان موقف الدول الداعمة، شقيقة كانت أم صديقة، حيال الاستحقاق الدستوري المتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعدما بات تشكيل الحكومة الجديدة خارج الاهتمام، أسوة بما هو حاصل في العراق وليبيا والسودان، وكل البلدان العربية، المصابة بداء الميليشيا المسلحة.

وفي السياق الرئاسي كشفت صحيفة «الأخبار» القريبة من حزب الله، عن لقاء عقد مؤخرا بين وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، تطرق فيه جنبلاط مباشرة إلى الاستحقاق الرئاسي، سائلا عن إمكان التوصل إلى تفاهم مع الحزب وحلفائه، على اسم للمنصب يجنب البلد معركة سياسية.

وبعث جنبلاط عبر صفا برسالة الى قيادة حزب الله تتضمن نظرته الى الملف الرئاسي وفيها ان فرص المرشحين الرئيسيين ستكون محدودة بسبب الاعتراضات الداخلية والاقليمية والدولية، وانه لا يمكن السير بسمير جعجع، في ظل تحالف 8 آذار وعواصم خارجية ضده، وان الأمر نفسه ينطبق على جبران باسيل، الذي تعارض وصوله قوى 14 آذار وبعض قوى 8 آذار خصوصا الرئيس نبيه بري وعواصم اقليمية ودولية، فيما يبدو ان التفاهم على فرنجية سيكون سهلا.

وأوصى جنبلاط بأنه يعارض الاستمرار في مسلسل انتخاب قادة الجيش رؤساء للجمهورية، وانهى عرضه بالقول: نحتاج اليوم الى الياس سركيس آخر لإدارة الأزمة، لا خلافات له مع القوى الأساسية في البلاد، وبما يسمح بفتح قنوات التواصل مع العواصم العربية والدولية.
ويلتقي الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، قسريا، بعد غد الاثنين في الكلية الحربية، بمناسبة العيد 77 لتأسيس الجيش اللبناني، وسيكون هذا اللقاء الأول بين الرئيسين عون وميقاتي منذ آخر لقاء في بعبدا حول تشكيل الحكومة، وتعذرت المتابعة بسبب الخلاف على شكلية طلب الموعد من جانب الرئيس ميقاتي، وتمسك الأخير بأن طلبه سابق، وعلى القصر ان يعطيه الموعد دون طلب جديد.

وفي تقدير صحيفة «نداء الوطن» ان لقاء الكلية الحربية لن يخرج عن نطاق المشهد البروتوكولي، وردت الفشل في تأليف الحكومة الى طموحات رئيس التيار الحر جبران باسيل المستحيلة.

وعلى مسافة ايام من الذكرى السنوية الثانية لتفجير المرفأ، بغياب الحقيقة، المخاوف مستمرة من تزامن الذكرى مع انهيار ما تبقى من إهراءات القمح المتصدعة في المرفأ، الى جانب انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأحالت قناة «ال بي سي» كل من يريد ان يعرف اسباب ازمة الخبز القائمة، إلى التفتيش في وزارة الاقتصاد، وتحديدا مديرية الحبوب والشمندر السكري، وفي تهريب القمح المدعوم الى سورية، وبيعه بأسعار مدعومة، بينما يواصل وزير الاقتصاد امين سلام المحاضرة بالشفافية وهو الذي يعرف عصابات الفساد في وزارته، لكنه أعجز من ان يواجههم، على حد قول هذه القناة، التي ترى انه تتعدد الأسماء والعصابات والمافيات واحدة، فحينا تأخذ شكل مستوردي المواد الغذائية، وحينا آخر مستوردي الأدوية او المحروقات وأخيرا وليس آخرا، مافيات الطحين والخبز. ولكل من هذه المافيات عرابوها في الوزارات، من الاقتصاد الى الصحة فوزارة الطاقة، والجميع معروفون ولكن لا من يراقب ولا من يحاسب.

وبعد متاهة تهريب القمح والطحين المدعومين، الى سورية وربما الى بلد آخر، دخل لبنان في مشكلة القمح والشعير المسروقة من أوكرانيا، بعدما كشف السفير الأوكراني في بيروت عن رسو سفينة شحن روسية في ميناء طرابلس تحمل حبوبا أوكرانية مسروقة، لافتا رئيس الجمهورية ميشال عون، شخصيا، الى ان استقبال السفينة وحمولتها سوف يضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وفي معلومات أولية، انه تم وقف تفريغ حمولة السفينة اياها، في حين نفى السفير الروسي علاقة بلاده بالسفينة.

وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر»، قائلا: «منذ الانهيار الاقتصادي المريع في السنوات الأخيرة، مرورا بأزمة البنزين الشهيرة وما رافقها من وجع وإذلال وحتى كوارث أسوة بما حدث في التليل في عكار، وصولا إلى أزمة الرغيف اليوم وما يرافقها من إذلال وجهد وهدر للوقت وضرب صورة لبنان، وغيرها وغيرها، عامل مشترك واحد يربط بينها كلها وهو التهريب. فهل أعدم الرئيس القوي وسيلة لوقف التهريب في عهده؟ أم هل قامت الحكومات المتعاقبة في السنوات الثلاث الأخيرة باتخاذ أي تدابير في هذا الشأن؟ فليرأف من هم في الرئاسة والحكومة ومراكز القرار في الدولة بهذا الشعب وليتخذوا التدابير الكفيلة بوقف التهريب».

الانباء – عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.