لا مستجدات حكومية واعدة مع الشروط «الباسيلية» والرفض «الميقاتي»

تشكيل الحكومة الجديدة في دائرة المراوحة، وموجة الانهيارات المعيشية تفاقم التأزم السياسي، فيما نجحت التسويات في إبعاد العتمة الشاملة عن لبنان بأسره، بعد «الصعقة» الكهربائية الناجمة عن اعلان الشركة المشغلة لمعامل التوليد، التوقف «عن العمل اعتبارا من الخامسة من عصر الأربعاء، وقد كان لهذه الشركة جزء مما طالبت به من مستحقات مالية لدى كهرباء لبنان، وبعد ساعات من اطفاء مولداتها في «الزهراني» و«دير عمار»، أعيد تشغيل هذه المحركات، وان بالحد الأدنى.

لا مستجدات واعدة على المستوى الحكومي، فالشروط الباسيلية على حالها، ومثلها الرفض الميقاتي، قناة «أو تي في» الناطقة بلسان التيار الحر اتهمت «معطلي تشكيل الحكومة بالتعنت، وتساءلت عما اذا كانوا يريدون فرض تركيبة مختلة التوازن، آملين ملء الشغور الرئاسي اذا حصل، بلا وزراء يوجعون الرأس، بدلا من العمل على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، مع مراعاة المعايير الميثاقية».

وأضافت «على هؤلاء ان يدركوا أن ما كان مستحيلا في بداية العهد العوني، لن يصبح ممكنا في أشهر الولاية الأخيرة».

في الاثناء، نفذت «جمعية صرخة المودعين» اعتصاما أمام مصرف لبنان، وسط إجراءات أمنية مشددة، تم خلاله إحراق الدواليب على مدخل المصرف ورمي الزجاجات إلى الداخل.

والراهن، ان الضغط المعيشي، أخذ وهج الحراك السياسي اعتبارا من أمس، ان على حساب تشكيل الحكومة، او على حساب مسيرات حزب الله التي انطلقت باتجاه حقل كاريش، فهذه الصفحة لم تطو تماما، بدليل اعلان اسرائيل عن اسقاط مسيرة رابعة فوق المياه الاقليمية اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي.

وفي هذا السياق، قالت هيئة البث الاسرائيلي ان اسرائيل تتوقع، تقدما كبيرا في المفاوضات مع لبنان، ونقل موقع «أكسس» الأميركي ان حكومة الرئيس الاميركي جو بايدن ضغطت على حكومة لبنان، لانتقاد ارسال حزب الله مسيرات باتجاه منصة كاريش، ومن اجل الالتزام بحل الخلاف مع اسرائيل بالمفاوضات.

وكان حزب الله تلقى نصائح وتحذيرات من عرقلة المفاوضات التي يرعاها الأميركيون، من اجل الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، حتى ان فرنسا التي تساعد الحزب في مواضيع كثيرة، جاء موقفها واضحا على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي دعا الى تجنب أي عمل من شأنه تهديد عملية التنقيب عن الغاز.

ولم يصدر أي موقف عن حزب الله نفيا او تأكيدا لإسقاط المسيرة الرابعة، في حين تحدث الرئيس اللبناني ميشال عون عن تقدم في مسار الترسيم، مؤكدا ان المدة التي سنصل فيها الى حل لترسيم الحدود قصيرة، واننا وصلنا الى تفاهم مع الاميركيين الوسطاء، ونتائج الترسيم ستكون لمصلحة الطرفين، ولو لم تكن ايجابية لما تابعنا التفاوض.

وذكرت مصادر ان اسرائيل وافقت على اعتماد الخط البحري المتعرج الذي يطرحه لبنان، شرط تعويضها الكلفة العالية التي ستخسرها جراء حرمانها من المشاركة في حقل قانا، وان يعادل هذا التعويض حصتها من الغاز في هذا الحقل، وبالتالي ان يناط حقل قانا بإحدى الشركات، لتوزع العائدات بنسبة 60% للبنان، و30% لاسرائيل و10% للشركة المستثمرة.

في هذا الوقت، حضر قائد الجيش العماد جوزاف عون وعدد من كبار ضباط القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة مناورة قتالية بالذخيرة الحية في منطقة جرد العاقورة، نفذها تلامذة ضباط السنتين الثانية والثالثة في الكلية الحربية، بينهم 103 إناث من أصل 235، وهي المرة الأولى التي يشاركن فيها بمناورة قتالية، بعد اختيارهن لاختصاصات من قوى بر وبحر وجو.

وحاكت المناورة مهاجمة مجموعة إرهابية تحصنت في مرتفعات المنطقة وتدميرها، واستخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وأسلحة الدعم، والطوافات والطائرات.

وبعد انتهاء المناورة، توجه العماد عون لتلامذة الضباط والعسكريين المشاركين بكلمة نوه فيها بالأداء والحرفية التي أبدوها، لافتا إلى أن مشاركة التلامذة الضباط الإناث من مختلف الاختصاصات للمرة الأولى في مناورة قتالية تؤكد أن القدرات الفكرية والجسدية لا تختلف بين رجل وامرأة خصوصا بعد خضوعهم لتدريبات على مدى ثلاث سنوات داخل الكلية الحربية.

وأثنى العماد عون على الجهود التي بذلها التلامذة الضباط، مؤكدا أنهم سيكونون قادة المستقبل، وعليهم تقع مسؤولية كبيرة في اتخاذ القرارات التي تحمي الوطن والمؤسسة.

وأضاف: تعرفون ان الوضع صعب ونحن بحاجة الى تحملكم المسؤولية «واذا ما في أنتم ما في بلد.. بدكم البلد يبقى واقف على رجليه، بدكم ضلوا واقفين على ارجلكم، وإذا بدكم يفرط البلد روحوا على بيوتكن».

وتابع يقول: فرط الجيش يعني فرط البلد، وفلتان العصابـــات والسرقـــات والمخدرات، وقد جاء الرد من الجنود بإعلان التمسك بخدمة الوطن.

الانباء – عمر حبنجر