انعكاسات إيجابية متوقعة لتصويت المغتربين اللبنانيين على انتخابات 15 مايو.. ومقترعون: نريد وندعم التغيير

لبنانيون يقفون في طابور للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات بالقنصلية اللبنانية في دبي (أ.ف.پ)

يوم انتخابي آخر امضاه المغتربون اللبنانيون في 48 دولة اوروبية واميركية وافريقية، على أمل فتح كوة في جدار المستحيل الذي فرضته الطبقة السياسية المتحكمة، استنادا الى ظرف إقليمي سائد.

وأشار ​وزير الداخلية​ ​بسام مولوي​، من غرفة مراقبة ​الانتخابات​ في ​وزارة الخارجية​، إلى أن ما حصل أمس «هو مهرجان لبناني في الخارج، ونحن وفينا بما وعدنا به وحضرنا للانتخابات بطريقة جيدة وأفضل من الظروف التي نعيشها».

المسجلون في هذه الدول أكثر من 194 الف ناخب وناخبة دعوا لممارسة حقهم في الاقتراع في الانتخابات النيابية الأولى منذ الانهيار المالي في عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت، في 192 مركزا و521 قلما وهناك 16 دولة فتحت 80 مركز اقتراع للبنانيين لأول مرة.

ويتوقع المراقبون أن تذهب أعداد كبيرة من أصوات اللبنانيين المقيمين بالخارج لصالح مرشحين من تحالف لنشطاء الحراك الشعبي والمستقلين الذي اكتسب شهرة أثناء احتجاجات 2019 على النخبة الحاكمة التي تتولى السلطة منذ عقود.

وقال سامر صبي سائق شاحنة يدلي بصوته من سيدني «أريد التغيير.. لا أريد نفس الأشخاص، نفس الأشخاص كل أربع سنوات وإن لم يكونوا هم يأتي أبناؤهم وإن لم يأت أبناؤهم يأتي أقاربهم. ماذا عنا نحن؟».

وكان أنطون وهب، وهو عامل بناء يصوت من سيدني لثاني مرة فقط منذ رحيله عن لبنان في السبعينيات، ضمن من أبدوا حماسهم للتغيير.

وقال «إنها المرة الأولى التي نشهد فيها قدوم مثل هذا العدد الكبير للتصويت لأننا نريد التغيير بأشخاص جدد وأصغر سنا. أشخاص جدد.. دماء جديدة». وأضاف «اذهبوا للتصويت، هذا كل ما في الأمر. هذا ما نريد منكم عمله».

لكن الدعم للأحزاب القائمة مازال واضحا، ففي برلين قامت حركة «أمل» بإدارة العملية الانتخابية الخاصة بلائحة «الأمل والوفاء»، بينما غاب «حزب الله» عن المشهد تماما، استدراكا للعقوبات الغربية على الحزب، ومن بين الهتافات التي اطلقها الأمليون داخل حرم السفارة: «بري ارتاح ارتاح برلين صارت شياح».

وقال السفير اللبناني في المانيا مصطفى أديب: في برلين وفرانكفورت وشمال الراين هناك خمس مراكز، ولدينا حوالي 10 آلاف ناخب شيعي و6 آلاف من الطوائف الأخرى.

وكان للأحزاب اللبنانية الأخرى، ك‍«القوات» و«الكتائب» و«التقدمي الاشتراكي» دور ملحوظ، وقد استفاد الجميع من اجواء الحرية الأوروبية على نطاق واسع.

وفي روسيا، قال السفير اللبناني شوقي بو نصار لقناة «أم تي في»: إن روسيا ليست بلد اغتراب بالنسبة للبنانيين والجالية اللبنانية لا تتجاوز 2500 لبناني معظمهم من الطلاب، وهذا العام تم تسجيل 323 ناخبا في موسكو اقترعوا في مبنى السفارة.

وأضاف بو نصار: سأضطر لمرافقة الصناديق إلى بيروت لأسلمها باليد لوزارة الداخلية بسبب عدم وجود خدمة «دي إتش أل» في روسيا.

مصادر متابعة توقعت انعكاسات إيجابية لنتائج انتخابات المغتربين على انتخابات الداخل يوم الأحد المقبل، متحدثة عن «تحسن ملحوظ في الحراك الانتخابي للوائح المنادية بالسيادية والتغيير في الداخل اللبناني، وخصوصا في بيروت والجبل».

وتوقفت المصادر أمام خطاب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في احتفال مدارس العرفان وما تضمنه من رسائل للداخل والخارج، بحضور سفراء دول الخليج ومصر، فضلا عن ممثل للسفيرة الأميركية دوروثي شيا، واعتبرت توجهه إلى نجله تيمور بقوله: «سر يا تيمور ومن حولك أهل العرفان والحزب والوطنيين والعرب في عملية التحدي، سر ونحن معك»، دليل ارتياح إلى مقبل الأيام.

انتخابات الأمس تابعها الرئيس ميشال عون من غرفة العمليات في وزارة الخارجية، وبعد جولة قصيرة، توجه الى قاعة الصحافة، ولما لم يسد الصمت المطلوب، توجه الى الحاضرين بلهجة آمرة، قائلا: «إذا بدكم احكي إسكتوا».

وأضاف: «ما تقومون به ليس عملا سهلا، وان شاء الله تتحسن الامور في الانتخابات المقبلة بحيث تكون اسهل من اليوم لان هناك امكانية ان يكون هناك «كود» للتصويت وتأتي النتيجة دون صناديق واوفر على الدولة».

وتمنى ان تنتهي الانتخابات دون مشاكل او اعتراضات. وختم: «كل 4 سنين وانتو بخير».

وبدأت المرحلة الثانية من استراليا باكرا بسبب فارق التوقيت، وتضم لائحة المسجلين 20 ألف مقترع ما بين سيدني وملبورن، وقد وصل السفير ميلاد رعد الى السفارة راكبا دراجة نارية.

ثم في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث امتد طابور المقترعين أمام القنصلية اللبنانية لمسافة كيلومتر تقريبا، رغم ارتفاع الحرارة وهذا طبيعي في ظل وجود 19 ألف مقترع في دبي عليهم الاقتراع في مركز واحد، إضافة الى 5 آلاف في ابو ظبي.

وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب إن نسبة الإقبال في دبي بلغت 15% خلال ساعتين فقط.

ثم توالت بعد ذلك الانتخابات في باقي الدول الافريقية الأوروبية تباعا وكانت آخر مراكز اقتراع تم فتحها في عدد من الولايات الأميركية عند الخامسة مساء أمس الأحد بتوقيت لبنان.

الانباء – عمر حبنجر- داود رمال ووكالات

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.