تحذير من ارتدادات الأحداث على الانتخابات.. ملف «مركب الموت» بيد القضاء العسكري والحكومة تحاول لملمة تداعياته

شارك قائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير المخابرات أنطوان قهوجي، وقائد سلاح البحرية العقيد هيثم ضناوي في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت استثنائيا أمس، في القصر الجمهوري، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء، وخصصت للبحث بأسباب وظروف وتداعيات غرق المركب الذي كان يقل 84 مهاجرا لبنانيا من طرابلس، ومن بينهم رجال ونساء وأطفال.

وأمل عون بمعرفة مصير باقي الركاب الذين لايزال البحث جاريا عنهم.

وقال: إن «ما حصل في طرابلس آلمنا جميعا، ولابد من معالجته من كل النواحي، ولابد من تولي القضاء التحقيق في غرق الزورق وسط وجود روايات متضاربة».

وقدم قائد الجيش والضباط الآخرون عرضا مفصلا لوقائع ما حصل مع الزورق، معززا بالوثائق والصور. وأعلن وزير الإعلام زياد مكاري أن مجلس الوزراء كلف وزارة الشؤون الاجتماعية التواصل مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدة لذوي ضحايا حادثة زورق طرابلس.

وكشف مكاري أن قائد الجيش وضع نفسه تحت خدمة التحقيق في شأن حادثة زورق طرابلس، مشيرا الى انه تم تكليف الجيش إجراء تحقيق شفاف حول حادث الزورق تحت إشراف القضاء المتخصص. كما تم الطلب من الهيئة العليا للإغاثة التعويض على المتضررين من الحادث.

وقد أحيل ملف التحقيق بغرق المركب الى القضاء العسكري وتولى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية امس الاستماع الى العسكريين الذين كانوا على متن قوارب الجيش.

وفيما مجلس الوزراء منشغل بالتداعيات المأساوية لغرق المركب، كانت عاصمة الشمال اللبناني، عين على من انتشلت جثثهم، وأخرى على من لازالوا في عداد المفقودين.

وفي آخر التقديرات ان المركب الغريق كان يقل 84 فردا، بين رجل وامرأة وطفل، وثمة 10 ضحايا، كبارا وصغارا، وقد تم انقاذ 47 راكبا، وتواصل مروحيات الجيش مسح الشطآن الشمالية بمساعدة مروحية بريطانية متخصصة بحثا عمن يلفظهم البحر، في حين تقرر توجه غطاسي الجيش، لاقتفاء اثر المركب الغريق حيثما استقر.

ومازالت أصداء غرق المركب قبالة طرابلس تثير ردود فعل سياسية، على تماس مع موضوع الانتخابات المفترضة بعد نحو 20 يوما، ورأى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، في احتفال إطلاق لوائح القوات الانتخابية وحلفائها، ان غرق الزورق، هو نتيجة اليأس والحرمان والتهميش الذي يطال المدينة وأهلها.

وقال جعجع: ان التيار الوطني الحر وحزب الله وحلفاؤهم أوصلوكم الى هنا ويجب أن تعاقبوهم بشدة وقساوة في صناديق الاقتراع وفي المعركة القادمة لا مجال للخطأ وخيارنا الوحيد أن ننتصر وسننتصر.

ورأى ان القصة هي قصة كرسي «بين العم وصهره» و«اللي نزلنا على جهنم ما في يطلعنا عالجنة» وكيف «ما خلونا» وعادوا ليتحالفوا معهم؟

بدوره قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: ان الحزب لا يسعى للفوز بالأكثرية، بل يهمنا أن نحصل على حضور وازن لنتمكن من إحداث التأثير المطلوب، ورأى أن هناك شبه استحالة أن يفوز الفريق الآخر بالأكثرية في البلد إثر الانتخابات النيابية.

مصادر أمنية ذكرت أن هناك أطرافا منظمة تعمل على تطيير الانتخابات من خلال افتعال احداث أمنية متنقلة لكن هذا لا يمنع ضرورة رفع الجهوزية والاستعداد لأي «مفاجآت» غير محسوبة.

في هذا الوقت، تعرض رئيس لائحة «بناء الدولة» الشيخ عباس الجوهري أثناء جولة انتخابية في بلدة الخضر البقاعية في الهرمل، الى الترهيب، حيث جرى إطلاق نار كثيف وقذائف في الهواء، أثناء حديثه عن أهمية الاقتراع بحرية وحثه المواطنين على عدم المبالاة بالضغوطات التي تقيمها قوى الأمر الواقع على المرشحين والناخبين في المنطقة. ويذكر ان الشيخ الجوهري يخوض الانتخابات في هذه الدائرة بوجه حزب الله وحركة أمل.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.