عون يطرح «التأجيل التقني» للانتخابات لتجهيز «الميغاسنتر»: إصلاح ثوري لابد منه

موظفو الإدارة العامة خلال اعتصام أمام السرايا الحكومي مطالبين بتحسين أوضاعهم (محمود الطويل)

نقــــل زوار رئـيـــس الجمهورية ميشال عون عنه انه مازال متمسكا بالانتخابات النيابية، ولا يمكن لأحد ان يطرح إلغاءها، لكنه لم يستبعد ما أسماه «التأجيل التقني» لشهرين إذا كانت هذه المدة كافية لاعتماد «الميغاسنتر»، أي الاقتراع عن بُعد، الذي يعتبره إصلاحا ثوريا لا بد منه، ولذلك كان تعديل القانون والتمويل يحتاجان إلى فترة محدودة، فلا ضير من التأخير لبعض الوقت.

المشهد الانتخابي المربك عكس واقعه على اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة العودة إلى نظام «الميغاسنتر» الانتخابي الذي استبعد من قانون الانتخابات المعمول به، يوم الاثنين، إلى درجة دفعت بوزير السياحة وليد نصار إلى المطالبة في جلسة أمس بتسجيل المحاضر حتى لا يخضع نقلها لوسائل الإعلام إلى مزاجية الناقل. وقال نصار لقناة «الجديد»: «أنا بكل استقلالية مع «الميغاسنتر»، وليست لدي حسابات سياسية، أنا مرجعيتي في السياسة رئيسا الجمهورية والحكومة».

وبدا من نقاشات اللجنة الوزارية المكلفة بتقليص شروط نظام «الميغاسنتر» الانتخابي ان في الأمر استحالة تطويع هذا النظام ليتناسب مع المهل الزمنية الضيقة للانتخابات (15 مايو) وان هدف فريق الرئيس عون، المطالب به، تخطي تاريخ 15 مايو، كموعد للانتخابات، فيما تتابع القاضية غادة عون استدعاء رؤساء المصارف، وسط تعليق لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والذي شبه القاضية عون بـ «مهداوي العراق»، في حين تبين لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من طرح وزير التيار وليد نصار ان التيار الحر ينوي تأجيل الانتخابات، لأن جبران باسيل ووزراءه ونوابه يعرفون قبل غيرهم باستحالة العمل بـ «الميغاسنتر»، معتبرا ان تأجيل الانتخابات يعني تطييرها.

وهنا رد رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل مغردا بالقول: «الميغاسنتر، يعرف قيمته الاستراتيجية أهل الجبل والشمال والجنوب والبقاع وبيروت، وهو يعرف ان إنشاءه يُسهّل ولا يُؤخّر! بس هو هيك! هيك باع صلاحيات الرئيس بالطائف وحارب الرئيس القوي بصلاحياته، وهيك خان بالقانون الأرثوذكسي وضحى بنواب الانتشار.. سبحان الخالق».

في السياق عينه، عبر عدد من النواب عن خشيتهم من تأجيل الانتخابات بسبب الحرب في أوكرانيا، وقد يكون طرح موضوع «الميغاسنتر» مبررا لذلك.

النائب جميل السيد عقد مؤتمرا صحافيا في مجلس النواب رد فيه على ما أثير أخيرا حول سحب اسمه من اللائحة الانتخابية في منطقه بعلبك ـ الهرمل، واكد انه على هذه اللائحة، وقال ان الظروف الكبرى التي يعيشها العالم والوضع في لبنان يجعلني اشك في إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها، واعتبر ان النقاش في موضوع الموازنة في غير محله ومن دون طائل في ظل الجباية المطلوبة فيها بشكل غير معقول، حيث تم رفعها من 17 ألف مليار ليرة عام 2021 إلى 47 ألف مليار عام 2022.

وحمل النائب السيد على السلطة، وقال انها لم تعتمد أي سياسة اقتصادية منذ 4 سنوات للحفاظ على استقرار الوضع المعيشي وعدم هدر أموال الخزينة.

على الجانب الانتخابي الآخـــر، التـحـضيــــرات والتحالفات جارية ببطء شديد رغم ان المسافة الفاصلة عن إقفال باب الترشيحات لا تتجاوز الخمسة أيام. ففي بيروت، بات واضحا اتجاه د.نواف سلام لترؤس لائحة انتخابية في دائرة بيروت الثالثة، وقد اتصل بـ «الأنباء» قائلا انه بدأ بتجهيز ملفه، من إخراج قيد وسواه من أوراق ضرورية تمهيدا لحسم قراره من الترشح قبل نهاية هذا الأسبوع، في حين غادر الرئيس فؤاد السنيورة إلى باريس في زيارة خاطفة على ان يعود إلى بيروت اليوم.

ويتواجد في باريس في الوقت عينه وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي، والنائب المستقيل مروان حمادة، والنائب السابق فارس سعيد الذي عاد إلى بيروت.

وفي تقدير مصادر «الأنباء» ان هذه الزيارات إلى باريس من قبل شخصيات لبنانية معنية بالانتخابات ليست سياحية بالتأكيد، واللافت تباطؤ العديد من الراغبين في خوض غمار السباق إلى مجلس النواب في تقديم ترشيحاتهم تحسبا لتأجيل الانتخابات، بذريعة الخلاف على نظام «الميغاسنتر» الانتخابي.

وتشكل بيروت إشكالية انتخابية معقدة، خصوصا الدائرة الثالثة منها، حيث التنافس على أشده بين مرشحي العائلات، الأمر الذي يفسح في المجال لتقدم «المستقبليين» السابقين، كبشير عيتاني ومحمود الجمل إلى نبيل بدر رئيس نادي الأنصار وعماد الحوت مرشح الجماعة الإسلامية، المتحلقين الآن حول الرئيس السنيورة.

وفي عكار، توحد نواب المستقبل في لائحة تضم وليد البعريني وهادي حبيش وعلي طليس، يضاف اليهم شخص من آل الصومعي.

الخبير في الاتجاهات الانتخابية كمال فغالي أجرى استطلاعا للرأي العام حول تقييم اللبنانيين للرموز السياسية القائمة، من صفر (سيئ جدا) إلى عشرة (جيد جدا)، وعادة كانت تأتي النتيجة نصف هؤلاء فوق علامة 5 والنصف الآخر تحت هذا الرقم، وإذا الجميع تحت علامة الخمسة. البطريرك الماروني بشارة الراعي حقق 4.1، وهو أعلى رقم، أما الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله ونبيه بري وجبران باسيل وسليمان فرنجية وسعد الحريري ونجيب ميقاتي فقد حصلوا على 3، ما يؤشر إلى هبوط المنظومة لدى الناس.

الانباء ـ عمر حبنجر وأحمد عز الدين

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.