سعد وبهاء الحريري قراءة في المشهد اللبناني

الحريري 1

انشغل الوسط السياسي في لبنان، ولليوم الثاني على التوالي، بقراءة مضامين المشهد، بعد إعلان رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، تعليق عمله السياسي، ودعوته تيار المستقبل لاتخاذ خطوة مماثلة، وعدم الترشّح للانتخابات النيابية، والذي أسفر عن خلاصة مفادها أن لا مقاطعة سنيّة للانتخابات، ذلك أن «اليوم السنّي الطويل»، أول من أمس، بدأ بلقاء بين مفتي لبنان عبداللطيف دريان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وكان لافتاً، في زمانه ومكانه، إذ أتى زمنياً بعد أقل من أربعة أيام على إعلان سعد الحريري عزوفه وتياره السياسي عن المشاركة في الانتخابات، فيما مكانياً كان المفتي دريان هو من زار ميقاتي في السراي، ما شكّل، وفق القراءات المتعدّدة، رسالة تأييد معنوية من المرجعية السنية إلى أعلى مرجعية رسمية سنية في الدولة، ومن حيث المضمون، فإن ما قاله الرجلان أكد المؤكد، إذ أعرب دريان عن تأييده أداء رئيس الحكومة وروح المسؤولية العالية التي يتمتّع بها، فيما قال ميقاتي بوضوح: إنه لا مقاطعة سنية للاستحقاق الانتخابي، وإن الاستحقاق قائم في موعده 15 مايو.

وما بين الموقفين، تُوج اليوم المميز، بإعلان بهاء الحريري انخراطه في الحياة العامة من جديد، إذ قال، في بيان متلفز، إنّه سيستكمل مسيرة والده الراحل رفيق الحريري، وإن لا فراغ يمكن أن يحدث، وإن ابن رفيق الحريري لن يترك لبنان، وسيكون قريباً بين اللبنانيين.

ومن بوابة هذا الإعلان، ارتفع منسوب الكلام عن أن مفاعيل الصدمة، التي أثارها إعلان عزوف سعد الحريري انتهت، وبدأت مرحلة جديدة شعارها، لا صوت يعلو فوق صوت نداء الواجب الانتخابي والوطني، مع ما يعنيه الأمر من كون معظم القيادات السنيّة، سواء أعلنت ذلك أم لم تعلنه، ليست مقتنعة بقرار عدم المشاركة في الانتخابات، وبدأت تجهيزاتها استعداداً للاستحقاق الكبير.

وعلى الخطوط الانتخابية المتقاطعة، فإن ثمة كلاماً عن أن بهاء ورث أخاه، غداة انسحاب الأخير من المشهد السياسي وعزوفه ترشحاً وترشيحاً، عن خوض المعترك، فكان لا بد للأول من تلقّف كرة نار «العزوف» السياسي والانتخابي، فكان دخوله على ساحة الأحداث من بوابة إظهار عزمه على حمل راية الحريرية السياسيّة، واستكمال مسيرة والده، وتأكيده أن أي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم أعداء الوطن.

وتشير القراءات أيضاً إلى أن إعلان بهاء الحريري، معطوفاً على الوقائع السياسيّة، بدأت تشي بتوجه نحو التسليم بمغادرة سعد الحريري كأمر واقع، واحتواء أي ارتدادات أو انعكاسات لقراره على المشهد السياسي.

وفي الانتظار، فإن ثمة كلاماً عن وجود رفض سنّي لبهاء، والذي كان من الممكن أن يكون أقل بكثير فيما لو استمر سعد الحريري في المعركة، لكن خروجه زاد النقمة السنية على بهاء.

وأشارت مصادر «المستقبل» لـ«البيان» إلى أنّ عزوف الحريري لا يعني أن أصوات «المستقبل»، ستذهب هباء، إذ إنها ستكون موجهة بالتحديد ضد «حزب الله» والتيار الوطني الحر، اللذين أخرجا سعد الحريري من اللعبة السياسية، وارتفع منسوب الكلام عن أن 14 فبراير المقبل، ذكرى اغتيال رفيق الحريري، سيكون موعداً مهماً لمعرفة كيفية تعامل «المستقبل» مع الاستحقاق، والذي قد يترافق مع حضور سعد الحريري شخصياً إلى بيروت.

(البيان- وفاء عواد)

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.