ندوة لمركز الاوسط للابحاث والدراسات الاستراتيجية بعنوان الهوية الوطنية في خطر

– عقد “مركز الأوسط للابحاث والدراسات الاستراتيجية” ندوة افتراضية بعنوان “الهوية الوطنية اللبنانية في خطر”، ادارتها اختصاصية علم النفس السريري والمعالجة النفسية سارة خوام وسألت: “هل نحن متصالحون مع ميثاق 1943؟ هل التعايش ممكن بين الجماعات الثقافية في لبنان؟ وماذا يعني أن تكون لبنانيا بعد مئة عام من نشوء هذا الكيان؟”، وقالت: “إن ما نعيشه اليوم هو ترجمة لأزمة هوية أكثر مما هي أزمة سياسية أو اقتصادية”.

الدبس
وتحدثت مديرة المركز الدكتورة جومانا الدبس فقالت: “نشهد اليوم نقطة تحول تاريخية في هويتنا الوطنية الواقعة في دائرة الخطر الدائم”.

توما
وشرح الصحافي والمحاضر في جامعة القديس يوسف ميشال توما “العلاقة بين الهوية والطائفية السياسية في لبنان”، وقال: “رغم وقع تعبير الطائفية السياسية غير المحبب، إلا أنه، بكل بساطة، يعني مشاركة الجماعات الطائفية في السلطة وعملية صنع القرار”.

ولفت إلى أن “العلاقة عضوية بين المواطن والدين، خصوصا في دول الشرق الأوسط حيث منبع الاديان السماوية. وإضافة إلى الدين، فإن مفاهيم العائلة والقبيلة والعشيرة تنال حيزا واسعا من سلم الانتماءات في لبنان، حيث تشكل العصبية عنصر انتماء لدى هذه العائلات والعشائر”، وقال: “عند وضع الدستور، أعطيت الطوائف حقها في إدارة شؤونها. كما كرست حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، فجاء الدستور ترجمة واعترافا واضحا لتعددية المجتمع اللبناني الثقافية، والتي لا يمكن لأي حل لأزمة الهوية اللبنانية إلا ان يأخذها في الاعتبار”.

اسكندر
وتناول الباحث في شؤون الهوية الدكتور أمين اسكندر “البعد اللغوي للهوية”، فاعتبر أن “اللغة عامل جوهري في أساس الهوية الوطنية، فهي تساهم في بناء تصورنا للعالم وعلاقتنا به. كما تعكس الثقافة والايمان والدين والتاريخ والهوية الوطنية”.

واستندت مقاربة اسكندر على “وجود تعددية لغوية في لبنان، إنما جرى طمس ومحو اللغة السريانية التي شكلت محور ثقافة الجماعة المسيحية التي عاشت على هذه الارض”، مشددا على “ضرورة احياء العنصر اللغوي في الثقافة، أي اللغة السريانية، كحق من الحقوق الثقافية التي تم نزعها عنوة من الجماعة المسيحية”، وقال: “عندما نغير لغة شخص نكون غيرنا كيفية فهمه للعالم، كما طريقة رؤيته لنفسه ولمجتمعه”، رافضا “حجج عدم فهمها من قبل الآخرين”.

خوام
من جهتها، تحدثت ساندرا خوام فقالت: “رغم عدم ظهور بعض عناصرها بشكل دائم، إنما تطفو تلك العناصر بين الحين والآخر على سطح التباينات، كما حصل بعد فترة وجيزة من انطلاق الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول من عام 2019”.

واعتبرت أن “الثورة بشعاراتها الوحدوية أمر شبه مستحيل في لبنان”، وقالت: “إن الخوف من التخلي عن الجماعة التي ننتمي اليها يحتم العودة الى جذور المشكلة، فلدينا مجموعات ثقافية تعيش على ارض واحدة، فكيف يمكننا ترك هوياتنا الخاصة وبناء أمة وأحدة؟”

بستاني
بدوره، اقترح الناشط السياسي اياد بستاني “تصورا تعايشيا بين الجماعات الثقافية المختلفة والمتعددة في لبنان، قادرا في الوقت نفسه على أن يجنب تلك الجماعات جولات العنف والحروب في ما بينها بين الحين والآخر”، وقال: “إن الحل يكمن من خلال اللامركزية السياسية والادارية، إضافة الى تطبيق الديموقراطية داخل الجماعات الثقافية. وبالتالي، يمكننا الوصول الى منتظم سياسي قابل للحياة في مجتمع متعدد ثقافيا، تستطيع أن تتعايش ضمنه المكونات كافة باستقرار وسلام”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.