مرور 15 عاما على رحيل حيدر علييف مؤسس نهضة أذربيجان الحديثة

في ذكرى وفاة الزعيم القومي حيدر علييف
حيدر علييف.. باني نهضة اذربيجان الحديثة
مرور 15 عاما على رحيل مؤسس نهضة أذربيجان الحديثة

حيدر علييف

تحيي أذربيجان يوم 12 ديسمبر الذكرى الخامسة عشر لوفاة زعيمها القومي ومؤسس دولتها الحديثة حيدر علييف. وبهذه المناسبة الهامة نود أن نلقي الضوء على أبرز جوانب حياة هذا الرجل الرجل العظيم والذي قاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود واصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في الذاكرة الشعب الأذربيجاني.
لقد قاد فخامة الرئيس حيدر علييف اذربيجان من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار ومن الفقر والتخلف إلى التقدم والازدهار في كل مناحي الحياة، إنه بحق الزعيم التاريخي الخالد وباني نهضة أذربيجان الحديثة. لقد شكل صمام الأمان للوحدة الوطنية، وحال دون قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني.
كما ذكرنا آنفاً نريد أن نقدم للشعب العربي بعضا من جوانب شخصية حيدر علييف وحياته الحافلة بالعطاء والانجازات وإننا مهما أسهبنا في هذا المقام بالحديث عن شخصية هذا الرمز وإنجازاته فلن نغطي سوى النذر اليسير، فحياة هذا الزعيم تحتاج الى موسوعة كاملة لتوثيقها، فكل جانب من سيرته الحافلة بالعطاء بمثابة أرث وطني ومفخرة للشعب الأذربيجاني. فقد صنع التاريخ المعاصر لأذربيجان.
ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو 1923 في مدينة نخجيوان العريقة في أذربيجان التي تعتبر بحق الحاضنة التي انجبت لأذربيجان الأدباء والمفكرين والمعماريين الذين أثروا التاريخ الأذربيجاني بالعلم والمعرفة ومعطيات الحضارة، وقد تخرج من دار المعلمين الابتدائية وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره قدم إلى باكو والتحق بمعهد الصناعة الأذربيجاني ليصبح معماريا لكن الحرب العالمية الثانية أبعدته عن المعهد لفترة زمنية من 1941-1964، حيث مثلت هذه الفترة مرحلة صعبة من حياته. تخرج حيدر علييف من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية إلى جانب حصوله على شهادة التخصص في مجال عمله في جهاز أمن الدولة الأذربيجانية. تم تعيينه في عام 1964 بمنصب نائب رئيس لجنة أمن الدولة ومنذ عام 1967 شغل منصب رئيس لجنة أمن الدولة لدى رئاسة الوزراء في جمهورية أذربيجان. وقد منح رتبة لواء، وشكل ذلك حدثا تاريخيا لكافة أبناء الشعب الأذربيجاني فلم يسبق ان تم تعيين شخصية أذربيجانية في مثل هذا المنصب إبان حكم الاتحاد السوفياتي.
في يوليو1969 تم انتخاب حيدر علييف سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني ومنذ تلك الفترة أصبح قائدا لجمهورية أذربيجان بموجب الأنظمة والقوانين المتبعة في ظل الحكم السوفياتي، وقد استمر في قيادة الجمهورية حتى عام 1982.
لن ينسى الشعب الأذربيجاني انجازاته في مجال العمران وبناء المراكز الصناعية العملاقة الحديثة والتي لا مثيل لها في دول الاتحاد السوفياتي السابق، عدى عن افتتاح المراكز العلمية والثقافية وانشاء المدن والقرى والحواضر الجديدة. لقد أدرك حيدر علييف أن الاستثمار الحقيقي يكمن في فئات الشباب، فهم قادة المستقبل والثروة الحقيقية لأي أمة، ومن هنا كانت من أهم أولوياته تأمين التعليم للشبات وتمثل ذلك لهم في إنشاء المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحاد السوفياتي السابق. وقد أصبحوا الان علماء واساتذه يساهمون في نهضة بلادهم.
في ديسمبر من عام 1982 انتخب حيدر علييف عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي وعين في منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي. وقد شكل ذلك نقلة نوعية كبيرة في تدرجه السياسي وأصبح يشغل منصبا كبيرا ومهما في الحزب الذي لا يقل عدد أعضاءه عن 22 مليون شخص وبعد ذلك تم انتخابه عضوا للقيادة العليا للحزب من بين 21 عضوا. لقد شكل انتخاب أول أذربيجاني للمكتب السياسي حدثا هاما في تاريخ الشعب الأذربيجاني.
في 15 يونيو من عام 1993 تم انتخاب حيدر علييف رئيسا لبرلمان أذربيجان وفي 24 من نفس الشهر وبدأ بقرار من البرلمان بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وتم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام في أكتوبر من نفس العام. وتم إعادة انتخابه لفترة رئاسية الثانية في عام 1998.
توفي الرئيس حيدر علييف في عام 2003 عن عمر يناهز 80 عاما وعلى الرغم من مرور 15 عام على رحيل الزعيم القومي حيدر علييف إلا أنه مازال وسيبقى بكل أعماله وانجازاته في ذاكرة ووعي الشعب الأذربيجاني، إن تمسك الشعب الأذربيجاني بتخليد ذكرى وفاته نابع من تعلق هذا الشعب به.
لقد عمل الرئيس حيدر علييف طوال فترة حياته على تعزيز سيادة واستقلال ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وقد كان عهده يمثل بحق فترة التغيرات والتحولات الجذرية على طريق بناء الدولة الحديثة وما تم فيها من احداث جذرية على السياسة الداخلية والخارجية ضمن أسس واضحة ومحددة، وبذلك دخلت أذربيجان بقيادة حيدر علييف مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت دولة فاعلة في المجتمع الدولي ولفتت أنظار العالم إلى هذه الدولة الصاعدة في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين.
وأذربيجان اليوم، اعتمادا على رؤية وإرث حيدر علييف، وتحت قيادة إلهام علييف، بلد ينمو بديناميكية، مع معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة. وقد حولت الاصلاحات الديموقراطية والاقتصادية الثابتة للرئيس إلهام علييف، وقيادته الحكيمة وحكمه الرشيد للبلاد وسياسته الخارجية النشطة، أذربيجان إلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية. وتلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كافة القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.
2

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.