دكاش لـ”سيدر نيوز”: أخيراً تمكنّا من تحقيق الحلم في سجن روميه بجهود السجناء أنفسهم
سالي نوفل – سيدر نيوز – بيروت
الممثلة دكاش بين مجموعة من السجناء
عبّرت المخرجة والممثلة اللبنانية زينة دكاش في حديثٍ خاص لـ”سيدر نيوز” عن فرحتها العارمة لما تمكنت هي ومركز “كثارسيس للعلاج بالفنون” من إنجازه في سجن روميه – مبنى المحكومين من إعادة ترميم القاعة التي يقوم فيها السجناء بالعديد من النشاطات المسرحية والمهنية.
أما اليوم، وبعد ثلاثة أشهر من العمل على ترميم القاعة، بتمويل من نادي روتاري – ساحل المتن، وبإشراف عمّال مختصّون إلى جانب السجناء، تمّ افتتاحها في مبنى المحكومين – سجن روميه، ضمن حفلة أقيمت في القاعة حضرها قائد سرية السجون المركزية العقيد غسان معلوف ورئيسة نادي روتاري – ساحل المتن دانيال يعقوب على رأس وفد من أعضاء النادي، الفنان ميشال الفتريادس مؤسس وصاحب شركة Elefrecords، في حين لبّى الفنانَين الأخوين شحادة دعوة “كثارسيس” لإحياء هذا الإحتفال بعد نجاحهما ودكاش في احتفالٍ أقيم في شهر نيسان المنصرم في سجن بعبدا في إطار أنشطة كثارسيس، فقدّم شحادة باقة من الأغاني الشعبية أمام سجناء المبنى “أ”.
وخلال حديثها لـ”سيدر نيوز”، قالت دكاش: “تم افتتاح القاعة الجديدة المخصصة لأنشطة كثارسيس للعلاج بالفنون والدراما في سجن رومية، فتميّز حفل الافتتاح بأنغام الأخوين شحادة وعازف الكمنجة السيد ربيع بو سرحال، ولا أستطيع نقل ما شاهدناه من فرحة لدى السجناء الذين تفاعلوا بشكلٍ كبير معنا وشاركوا في أداء الأغنيات حتى أنّ بعضهم بدأ بالرقص والدبكة، في حين عبّر بعضهم الآخر عن فرحته بالقول: “لا زلنا على قيد الحياة”.
وتابعت دكاش: “مع ترميمنا لهذه القاعة، وبعد أن كنا نقوم في قاعة المبنى “د” بالتمارين المسرحية والعلاج بالفنون، إضافة لتنفيذ أعمال يدوية بالشمع والتي تقوم كثارسيس بأخذها من السجناء وبيعها لهم خارج السجن، سنتمكن من جديد من استئناف نشاطاتنا المسرحية والمهنية، حتى ولو أنّ هذه القاعة تستوعب حوالي الأربعين سجين، في حين كانت القاعة السابقة تحوي حوالي السبعين شخص، إلا أنّ القاعة الجديدة اصبحت أكثر تطوراً وتمّ ترميمها بشكل رائع”.
وعند سؤالنا عن كلفة مشروع ترميم القاعة، قالت دكاش: “لولا مساعدة السجناء، لفاقت تكلفة هذا المشروع الخمسين ألف دولار أميركي، إلا أنّ بينهم كثر ممّن ساعدوا في تنفيذه، فاستعنا بهم بدل الاستعانة بعمّال من خارج السجن وتكبُّد مبالغ أكبر، إلا أنه يمكنني القول أنّ تكلفة المشروع فاقت العشرة آلاف دولار أميركي وهذا كله طبعاً بدعم من نادي روتاري – ساحل المتن، من هنا أشكر ومركز كثارسيس النادي لمبادرته القيّمة التي تعزّز استدامة برنامج كثارسيس في السجون اللبنانية، والذي يهدف لجعل السجين يشعر حقاً أنه لا يزال على قيد الحياة”.
الأخوان شحادة وعازف الكمنجة ربيع بو سرحال خلال الاحتفال
وختمت دكاش حديثها لموقِعنا بالقول: “نشاطاتنا المقبلة ستكون ضمن هذه القاعة، بحيث يُقسم السجناء (سجناء المبنى الاحترازي أو ما يسمّى بـ”المبنى الأزرق”، الذي يحتوي على السجناء الذين يعانون أمراضاً نفسية وعقلية) إلى فرقٍ متعددة، وكل فريق يخضع للعلاج بالدراما طيلة ثلاثة أشهر أي حوالي الستين ساعة، على أن يحصل كل سجين بعد انتهاء هذه المدّة على شهادة بمشاركته بهذه النشاطات، مما يعزز برأينا ثقته بنفسه وبمَن حوله”.
Comments are closed.