مدير مصرف في “البترون” يخرق السرية المصرفية
في زيارة لي لفرع مصرف لبناني شهير في مدينة البترون، طبعا لدفع مستحقات، كان لي شرف الانتظار، فرضته علي آلة صنعت في الصين، آلة نظمت وهذبت تدافع الناس والتسابق.
كان لي في هذه الجلسة القسرية ان أراقب، وأهم ما لفت نظري “حركة المدير”، الذي يجلس في مكتبه مستقبلا الزوار من دون الة تعطي رقما ودورا، مما يعطيه هامش التمييز، وطبعا لا يعطي الاولية لمن وصل أولا ولا لعجوز او مريض، انما الاولية لقيمة الحساب الذي يملكه الشخص في المصرف مما يجعل المراقب يشك في عظمة الرقم على دفتر التوفير للزائر، الذي تحصنه السرية المصرفية والتي يخرقها هذا المدير، فصاحبنا المعين واليا على هذا الفرع يمزق بقبلاته وجنات بعض الزبائن فتحمر خدودهم، ويتلعثم بالإطمئنان على الصحة والعائلة والاولاد ومدارسهم والقط والكلب في المنزل، بحركات من يديه المداعبة للوجه والكتف نزولا الى البطن ثم الصعود لتدليك الرقبة، لتصبح هذه الحركات البهلوانية والمحبة الزائفة من صاحبنا اشارة الى امتلاك متلقي القبلات والمدلل غصبا عنه، الملايين، وكلما زادت القبلات زادت الارقام المفترضة.
نعم مديرنا، الممثل الشهير يخرق السرية المصرفية وعلى مديريه القابعين في مركزهم الرئيسي في بيروت تلقينه دروسا في التعامل برصانة وجعل تعابير وجهه تتأقلم مع اصحاب الملايين فيسيطر على أحاسيسه ويعاملهم كما يعامل المودعين الصغار الذين لا تتعدى حساباتهم قيمة اجورهم الشهرية.
اما عن المقترضين وخصوصا المتعسرين فتنتظرهم منه ابتسامة تشبه ابتسامة ضابط سوري ينتظر فريسته اللبناني على واحد من حواجز الذل لجيش الأسد، فيجعلهم ينتظرون على باب مكتبه كالمتسكعين الشحاذين.
فإذا كنت من اصحاب الملايين وتفضل المحافظة على سرية حسابك المصرفي التي طبعا ستخرقها قبلات وعناق وتدليك جسدك من قِبل صاحبنا، ما عليك سوى التوجه الى فرع آخر والافضل والاضمن التوجه الى مصرف آخر.
وأخيرا نصيحتي لرجال الدين ولأصحاب المؤسسات الخيرية الإحتراس وتغيير وجهة حساباتهم.
Comments are closed.