راهبات العائلة المقدسة أحيت الاستقلال على ضريح البطريرك الحويك في عبرين
أحيت جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات عيد الإستقلال خلال قداس في الدير الأم للجمعية حيث ضريح مؤسسها البطريرك الياس الحويك في بلدة عبرين – قضاء البترون، ترأسه الأب ريمون باسيل، في حضور الرئيسة العامة للراهبات الأخت ماري أنطوانيت سعادة وجمهور من الراهبات والمؤمنين.
وألقى باسيل عظة بعد الإنجيل المقدس، شكر في مستهلها للحضور “هذه الوقفة الوطنية والإيمانية على ضريح البطريرك الحويك لمناسبة عيد الإستقلال”، وذكر بتاريخ الكنيسة “المكلل بالتضحيات”، وشدد على أن “المسيحيين يجب أن يكونوا البخور والملح في هذا العالم، وهذا ما أوصانا به يسوع المسيح”. وقال: “البطريرك الحويك من تحلقنا حوله اليوم في ذكرى الإستقلال هو باني هذا الإستقلال وهو الذي أسس له يقول لنا من على جبل عبرين كلام المعلم الأوحد يسوع أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم. البطريرك الحويك نذر حياته لخدمة الله والقريب، أحب الجميع دون تمييز أو تفرقة، عطف على الجميع وضحى في سبيلهم وآمن بهم. اقتنع بأن الخلاص مشترك، إما أن نحيا سوية أو نموت سوية”.
وختم: “لم يكن كيديا او سوداويا أو صاحب مكاسب صغيرة، عيب عليه قديما وحديثا إيمانه بلبنان الكبير، حيث الموارنة أقلية ضمن أقليات وليسوا الأكثرية. ومن يتنبه لإنجيل اليوم يدرك بان الحويك ليس في منطق العالم بل هو مناصر لمنطق المسيح. الملح يكفي قليلا ليغير الطعم كله، وكثرته تفقد الطعام نكهته وخصائصه. لم يكن منطقه منطق القوة والسيطرة، على العكس منطقه إنجيلي ومسلكه إنجيلي، لذلك كان قادرا على أن يعلن على مسمع الجميع وهو السيد البطريرك المغبوط: “نحن كلنا شعب واحد دون تمييز في الطائفة والمعتقد، بعد محبة الله على الشعب أن يحب وطنه”. كلام له وقعه اليوم: “محبة الله ومحبة الوطن أمران غير منفصلان قد تكون حروب لبنان المتتالية هي نتيجة بعدنا عن الله وبعدنا عن محبة المصلحة العامة”.
بعد القداس توجه الحضور بمسيرة شموع الى ضريح البطريرك الياس الحويك، وألقت سعادة كلمة قالت فيها: “نحن اليوم موجودون في حضن البطريرك الحويك أمام نصبه وهو راكع عن يمين الآب ويسوع يتضرع لنا ويتشفع لهذه الأرض ولهذا الوطن الذي دفع الكثيرون في سبيله الغالي والنفيس، والرسالة الأخيرة التي كتبها في نهاية حياته سنة 1930 يقول فيها: “لم نغمض جفنا على صون الوطن بل توخينا في كل ما قدر الله لنا عمله من أجل الحفاظ على استقلاله وإعلاء محله ورفع أذى من يعاديه بعد أن قاس ما قاساه من محن ونكبات مؤلمة، وفي صلواتنا كل يوم نتضرع من أجل هذا الوطن”. واليوم نعتقد بانه لا يزال يردد هذا الكلام الذي بات أنجع لأنه يقوله مع أمثاله في السماء، ووقع هذا الكلام أقوى من كلامنا على الأرض. في هذا اليوم نأمل بأن يكون مؤسسنا البطريرك الحويك شفيع العائلة يتطلع الى الوطن وكل شخص منا ليعطينا النعمة التي نحتاجها اليوم”.
أضافت: “البطريرك الحويك عمل لهذه الأرض وبنى وسعى لإعلاء شأن هذا الوطن الحقيقي وكان في الوقت عينه يقول: “وطني الحقيقي هو السماء، ولكن لا يمكننا السير الى السماء إذا لم ننطلق من أرض حقيقية وواقعية”. وفي هذه الرسالة يشبه الوطن بالعائلة وعلى أفراد العائلة إحترامه كما يحترمون آباءهم وأمهاتهم ولا يمكن أن يكون لإنسان كيان بدون وطن. ويتابع البطريرك في وصفه الوطن كالشجرة التي تمتد من الجذور الى الأغصان والأوراق والثمار، وفي رسالته الصفحة 16 يذكرنا بعلمائنا ومفكرينا ومؤرخينا وبطاركتنا وكهنتنا ورهباننا وأمرائنا ومشايخنا وأعياننا وأطفالنا، سائلا ألا تشعرون بأن تاريخ الوطن ولغة الوطن وحماة الوطن رابطة بين الأحياء والأموات؟ من هنا نستشفع مع غبطة البطريرك الحويك كل الذين سبقونا ليشفعوا فينا كي نكون من بناة هذا الوطن وكل منا هو حجر زاوية في بناء هيكل الوطن، ولكل منا دوره ومسؤوليته فكما لكل منا حق عليه واجب المساهمة في بناء الوطن وعيد الإستقلال الذي نحتفل فيه اليوم مع غصة في القلب لأنه غير كامل ولا يزال قيد التحقيق والتطور، علينا أن نكون مساهمين في إتمامه”.
وتابعت: “ويقول البطريرك الحويك لكل مسيحي منا مياه اليانبيع والأنهار هي مياه المعمودية التي تعمدنا بها وزيت الزيتون تحول الى ميرون نتحد به. وحجارة هذا الوطن وأشجاره يشكلون هياكل الوطن، الحنطة والعنب والخمر هم جسد ودم السيد المسيح، لذا نحن مدعوون لأن نسمو بالعناصر الطبيعية التي وهبنا إياها الله في وطننا ونستمتع بها لأنها مزيج مع الأسرار الإيمانية التي تحيا بها نفوسنا وأرواحنا. فعلينا أن نحافظ على أرضنا وهوائنا ومناخنا كي لا نفقد وطننا”.
وختمت: “نشكر الرب لأننا لا زلنا نعيش في هذا الوطن ونتقدس به من خلال عطايا الله لأن البطريرك الحويك يقول “الوطن عطية من الله” ولنكن الحجارة التي تشكل بناءه. أتمنى عيدا مباركا للجميع، وإن شاء الله تكون كل شمعة مضاءة أمام ضريح البطريرك نعمة يمنحكم إياها الله”.
وفي الختام تم عرض فيلم وثائقي عن حياة البطريرك الحويك.
وطنية
Comments are closed.