الكتائب تحذر.. مصدر مستقبلي: المثالثة بالعرف وراء إصرار حزب الله على توزير سُنة 8 آذار والحريري لن يوافق
يحتفل لبنان اليوم باليوبيل الماسي لاستقلاله عن الانتداب الفرنسي في العام 1943 بعرض عسكري رمزي في وسط بيروت يليه استقبال المهنئين في القصر الجمهوري من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون محاطا برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وسبق الحفل والعرض العسكري احتفال بالاستقلال في وزارة الدفاع حضره الرؤساء الثلاثة، حيث قدمت قيادة الجيش لكل منهم «درع الاستقلال التذكارية»، وهي عبارة عن مجسم لجندي يرفع علم لبنان، وتحدث قائد الجيش العماد جوزف عون بالمناسبة، مؤكدا على دور الجيش في حماية الاستقرار.
على اي حال، الاحتفال اللبناني بالاستقلال رغم الاعتراف الضمني بأن هذا الاستقلال نسبي غرضه التأكيد والاصرار عليه، وليس الابتهاج به، وكما لو انه فعل قائم، بدلالة غياب «العنزة» التي كانت تتقدم العرض العسكري تذكيرا بمقولة «نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان» التي كانت معتمدة في زمن السلطة العثمانية، حيث كان الجبل يتمتع باستقلالية شبه ذاتية.
على الصعيد الحكي «مطرحك يا ماشي»، فقد اسقط رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مبادرته عندما تبنى الغاء المقايضة بين الرئيس عون والرئيس الحريري، وزير سُني لعون مقابل وزير ماروني للحريري، لكن مصادر تيار المستقبل جزمت بأن ذلك لن يؤدي الى توزير واحد من هؤلاء لأن المسألة أبعد من مجرد ارضاء فئة او طرف، فالمسألة ـ برأي مصدر في كتلة المستقبل لـ «الأنباء» ـ مسألة تعديل للنظام اللبناني من الباطن وذلك عبر تكريس اعراف معينة دون المساس بدستور الطائف او مقاربته.
وقال المصدر ان «المثالثة» في السلطة والتي لاح ان حزب الله بصددها قبل الانتخابات لن تطرح بالمباشر انما ستطبق بالعرف والعادة من خلال الاصرار على ان يكون وزير المال شيعيا، كون وزير المال صاحب التوقيع الرابع في السلطة التنفيذية بعد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المختص، في حين ما من نص دستوري في اي وقت يقول بحصرية وزارة محددة بطائفة محددة.
ثم جاء دور قانون الانتخابات النسبي الذي فرضه حزب الله على الآخرين، ليؤمِّن انجاح من هم على هواه في الطوائف الاخرى بما يحرره من مظاهر احاديته المذهبية على شبه ما يجري في سورية والعراق واليمن.
والآن، ومع احتمال توزير احد نواب سُنة 8 آذار من حصة الرئيس ميشال عون، تصبح الكتلة الرئاسية مع كتلة التيار الوطني الحر 11 وزيرا، اي الثلث المعطل، والذي بوسعه ان يفرض مع ثنائي حزب الله وحركة امل وتيار المردة اي قرار على مجلس الوزراء.
وأين المثالثة في هذا؟ يجيب المصدر المستقبلي: المثالثة تكمن في استطاعة حزب الله فرض وزير من خارج دائرته الطائفية او المذهبية على رئيس الحكومة الذي ينص الدستور على حصرية تشكيل الحكومة به، وبالتعاون مع رئيس الجمهورية، وهذا ما لن يتجاوب معه الرئيس الحريري فيه ابدا.
لكن حزب الله يقول عبر قناة «المنار» ان مبادرة الوزير باسيل مازالت معلقة على صمت الرئيس المكلف، ونقلت عن النائب عبدالرحيم مراد ان اللقاء التشاوري سيطلب مقابلة الرئيس الحريري خلال اليومين المقبلين ومن المفترض ان يقابل الحريري الامور بمنطقية.
وهل يعني ذلك استمرار الحكم بلا حكومة حتى نهاية ولاية الرئيس عون؟ جوابا يقول نائب رئيس حزب الكتائب د.سليم الصايغ ان البلد لا يتحمل، فلبنان لم يعد لديه مقومات الاستقرار ودول مؤتمر «سيدر» وضعت لبنان تحت وصايتها الاخلاقية وليس المالية فحسب، وقال: الناس مازالت لديها اظافر وانياب، ولن تتحمل عدم وجود حكومة حتى نهاية الولاية، لقد خسرنا الاستقرار وخسرنا القيم.
رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع هنأ اللبنانيين بذكرى الاستقلال، وقال: استقلالنا الغالي غير ناجز طالما بقي القرار الاستراتيجي والعسكري والامني خارج الدولة، وطالما بقي سلاح خارج الدولة.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.