أولى جلسات حكومة «نهاية العهد» تتزامن مع الإفراج عن اعتماد بواخر البنزين!

الصورة التذكارية للحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي وحضور الرئيس العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا (محمود الطويل)

بعد سنة وثلاثة أشهر من غياب مجلس الوزراء، شهد القصر الجمهوري أمس أولى جلسات حكومة نهاية العهد، مشحونة بآمال رئيسها نجيب ميقاتي بأن تسمح له الظروف ليصلح في خمسة أشهر ما فسد في حياة اللبنانيين بخلال خمس سنوات.

وبالتزامن، أعلن مصرف لبنان المركزي فتح اعتمادات لسبع بواخر «بنزين» لصالح 7 شركات نفطية محلية، متواجدة قبالة سواحل لبنان، ما يسمح بانفراج أزمة البنزين، بعد أزمة المازوت، المفترض انفراجها مع قرب وصول الشحنة الإيرانية برا بالصهاريج بعد رسوها في ميناء بانياس السوري.

على ان الرئيس ميقاتي يضع في أولوياته أمرين متلازمين: العلاقة العربية، التي استنزفتها حكومات العهد السابقة، والكهرباء التي فقدت وجودها تدريجيا منذ وضعت في عهدة مافيا النفط الخارقة لجدار الخلافات السياسية.

المصادر المتابعة واثقة بأن عودة العلاقات العربية إلى مجراها الطبيعي في لبنان، دونها عقبات كثيرة، على لبنان ان يبادر إلى تذليلها، أو السعي في هذا الاتجاه على الأقل، ولكن هل سيكون بوسع الرئيس ميقاتي السير في هذا الاتجاه بحكومة ما يزيد عن ثلثي أعضائها مدينين بتوزيرهم إلى اتجاه آخر؟

ويبدو أن الرئيس ميقاتي واثق من قدرته على أن يكون اللاعب الأقوى على الحلبة الحكومية، إنما المصادر المتابعة لاحظت ان نار حكومته لم تأت بردا وسلاما على القوى السياسية التي دعمته من الأساس، بدليل عدم صدور بيان مشترك عن نادي رؤساء الحكومات السابقين، حيث رحب كل منهم على طريقته ووفق حساباته الخاصة، سعد الحريري رحب من دبي وهنأ زميله في النادي نجيب ميقاتي، فيما اعتبر عضو النادي فؤاد السنيورة ان التشكيلة الحكومية الحالية ليست ما يحتاجه لبنان، وانها أتت بناء على اتفاق الرئيسين الفرنسي مانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي!

كما ان تركيبة الحكومة تدل على ان 17 وزيرا من أصل 24 يجمعهم توجه محدد، واكثر من ذلك يقول ايلي محفوظ، رئيس حزب التضامن، ان هذه الحكومة مؤلفة من ثلاث ثمانيات: ثمانية لحزب الله، وثمانية يعملون مع حزب الله، وثمانية يخافون منه.

بدوره، حزب الله ـ الذي أطل أمينه العام السيد حسن نصرالله عارضا خريطة توزيع «المازوت الايراني» ـ يرى بلسان قناته «المنار» ان الفجوات التي تضرب ثقة اللبنانيين بدولتهم ستبقى كثيرة وكبيرة، وتساءلت عمن يرمم هذه الفجوات.

بالعودة إلى الجلسة الحكومية الأولى، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اننا أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها، ودعا لإيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين ووضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض، مطالبا الحكومة بالعمل كفريق عمل واحد متجانس.

وإذ أوصى الوزراء بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل، لفت الى انه «ستواجهنا صعوبات كبيرة وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة»، وقال «ان المباشرة بالإصلاحات شرط أساسي لدى المجتمع الدولي للسير بآليات الدعم وتقديم المساعدات»، وتمنى على اللجنة الوزارية أن تضمن البيان الوزاري اضافة إلى الثوابت الوطنية مجموعة أفكار ومواضيع أساسية وفي مقدمتها خطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية وإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها واستكمال التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت.

بدوره، أكد نجيب ميقاتي ان «علينا جميعا أن نضحي والبلد يتطلب إجراءات استثنائية»، مشيرا إلى ان الحكومة ستعمل من أجل كل لبنان وجميع اللبنانيين، «ولن تميز بين من هو موال أو معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام أو من سيحجبها عنها، وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون»، مشددا «سننكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس».

وكشف انه سيقوم بتكثيف جلسات مجلس الوزراء وتضمينها المواضيع المهمة وذات التأثير المباشر على الحياة اليومية للمواطنين.

كلام عون وميقاتي جاء خلال الجلسة الأولى للحكومة الجديدة التي انعقدت قبل ظهر أمس في قصر بعبدا وتم خلالها تشكيل اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري. وفي ختام الجلسة، تحدث وزير الإعلام جورج قرداحي، حيث سئل عن تصريحه في المطار واتهامه بالمس بالحريات الإعلامية، فأجاب: هل يصدق أحد انني متهم بالمس بالحريات الإعلامية، لن أقول للمتهمين «المسامح كريم» لكن «يطولوا بالن»، ان تصريحي في المطار كان واضحا جدا بالأمس ولا يقبل اجتهادا أو تأويلا أو غير ذلك، لم تكن هناك من كلمة منع بل تمن على وسائل الإعلام ان تمتنع هي عن استقبال الضيوف الذين يصورون ان البلد ذاهب إلى الخراب وليس أنا من سيمنعها، نريد نفحة امل، وأضاف: ان هناك من لديه ربما اجندات معينة وتصاريح يرغب بإطلاقها لا اعرف لماذا. وهناك شيء لا يمت إلى الواقع بصلة.

وتابع: كل حكومة تتشكل تعطى في كل العالم فترة سماح مائة يوم، إلا ان هذه الحكومة وقبل تأليفها بدأوا بتناولها وقد استمروا بذلك بعد التشكيل، لذلك فليهدأوا قليلا، هذا كان ما قصدته، ولا أريد ان أقول اكثر من ذلك، فلتتمنوا لنا التوفيق لأن كل الشعب اللبناني يتمنى لنا التوفيق ويريد لنا النجاح في مهمتنا.

وكان الوزراء وصلوا تباعا إلى القصر الجمهوري في بعبدا حيث أخذت الصورة الرسمية لكل منهم، ثم وصل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حيث اجتمع بالرئيس ميشال عون في مكتبه، ثم انضم إليهما رئيس مجلس النواب نبيه بري ليتحول الاجتماع إلى ثلاثي. وانتقل عون وبري وميقاتي يرافقهم الوزراء إلى حديقة الرؤساء حيث تم التقاط الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة.

ومن بعبدا، انتقل رئيس الوزراء والوزراء إلى السراي الكبير، مقر رئاسة مجلس الوزراء، حيث أقيم لميقاتي استقبال رسمي.

بعدها، ترأس ميقاتي الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري. وتقرر عقد الاجتماع الثاني للجنة في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الثلاثاء.

الأنباء ـ عمر حبنجر ـ داود رمال

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.