أطلت العاصفة الطبيعية.. فيما العاصفة السياسية مستمرة!.. شامل روكز: عودة سورية للجامعة العربية تكون من قمة تونس في مارس وليس من قمة بيروت
العواصف الطبيعيــة تتوالى على لبنان، ذهبت «نورما» واتت «تريسي» التي ستواكب القمة الاقتصادية المقررة نهاية الاسبوع المقبل ثم ترحل ليأتي غيرها باسم جديد، اقله حتى اوائل شهر مارس المقبل، في حين تبقى العاصفة السياسية المانعة لتشكيل الحكومة منذ ثمانية اشهر ويزيد على عبثها بالبنيان السياسي والاقتصادي للدولة.
لا حكومـة في المدى المنظور، يرى المعنيـون، «لا فول ولا مكيول»، يقول الرئيس نبيه بري، الذي يرفع الآن راية تأجيل القمة العربية الاقتصادية طالما ليبيا مدعوة وسورية خارج القاعة.
لكن الرئيس ميشال عون ومعه حكومة تصريف الاعمال ورئيسها الصامت سعد الحريري يتابعون التحضيرات للقمة على اساس انها حاصلة في موعدها، وفق تأكيدات مسؤولي الجامعة العربية، ومن هنا كانت «البروفة» الميدانية التي اجرتها اللجنة التنظيمية للقمة ابتداء من المطار حيث يصل القادة العرب والوفود المشاركــة حتى الواجهة البحرية لبيروت حيث تعقد القمة.
اللجنة التنظيمية ستتابع مهماتها اليوم بدءا من عقد مؤتمر صحافي تشرح فيه الاجراءات الميدانية حول مقر القمة والطرقات المؤدية اليه، وكيفية استقبال رؤساء الوفود والوفود ووسائل الاعلام.
الرئيس نبيه بري الذي امضى الليل الماضي في المستشفى حيث اجرى عملية تفتيت حصوة بالمرارة دون جراحة مازال على رفضه للمشاركة الليبية، فيما تراجع الالحاح على مشاركة سورية بعد الكلام المنقول عن الرئيس السوري بشار الاسد بعدم الرغبة في ذلك، وبعد تأكيدات كبار المسؤولين في الجامعة العربية على انعقاد القمة من دون سورية، التي تتطلب عودتها الى الجامعة قرارا من الجامعة وليس من الدولة المضيفة للقمة.
واللافت ان البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يتحضر للسفر الى الولايات المتحدة سار على طريق الرئيس بري الى المستشفى صباح امس بعد توعك ناجم عن تحرك الحصى لديه، وقد غاب عن قداس الاحد في بكركي، واصدر مكتبه الاعلامي بيانا تطمينيا وبأنه غادر المستشفى.
وبالعودة الى مؤتمر القمة، تقول المصادر المعنية لـ «الأنباء» ان بيروت مازالت تراهن على وساطة عربية لاقناع الليبيين بالاعتذار عن الحضور كحل وسط، لمعالجة الانقسام اللبناني حول هذا الموضوع.
وقال النائب السابق خالد الضاهر لقناة «المستقبل»: اذا كان النظام الليبي السابق اخفى الامام الصدر، فإن النظام السوري القائم دمر مسجدين على رؤوس المصلين في طرابلس واغتال رؤساء جمهورية وحكومة ووزراء، وحمل المتفجرات للوزير السابق ميشال سماحة، وقتل نحو الف شهيد بقصف طرابلس في العام 1986، ونحن نعتمد على حكمة الرئيس بري في معالجته الامور، وامام مثل هذه الجرائم لا يجوز لفريق لبناني ان ينادي بدعوة هذا النظام مما يتجاوز قرارات الدولة والتزاماتها العربية، واعتبر ان تأجيل القمة فشل للسلطة وهذا غير مقبول.
بدوره، قال النائب شامل روكز من جهته ان عودة سورية الى الجامعة العربية تكون من قمة تونس في مارس المقبل، وليس من قمة بيروت، وعن الحكومة فقد طالب بحكومة مصغرة على غرار ما طالب به البطريرك الماروني بشارة الراعي وبنظام اداري لا مركزي.
في غضون ذلك، نظم الحزب الشيوعي اللبناني مظاهرات في بيروت وطرابلس وصيدا احتجاجا على سوء الاوضاع، ودعا الى التظاهر في 20 الجاري اثناء انعقاد القمة العربية.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.