التيار الحر: انتظرنا أن «يبق» الحريري «البحصة» فبقها نصرالله… ردود فعل متباينة على خطاب نصرالله
الخطاب الناري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أول من امس احتل المساحات السياسية والاعلامية في بيروت امس عبر سلسلة تكهنات أقلها ان تشكيل الحكومة اخذ اجازة قسرية مددها السيد حسن نصرالله الى أجل غير مسمى، مرتبط حكما بمآل العقوبات الاميركية على ايران، التي لا غرابة في استنفارها كل اذرعتها الفاعلة في المنطقة للرد بالنيابة عنها وبالأصالة عن نفسها، باعتبار هذه الاذرع مستهدفة أيضا بهذه العقوبات.
حلفاء حزب الله صفقوا لـ «الوفاء الصادق» للأصدقاء والمناصرين، بينما اعتبر خصومه ـ اي خصوم الهيمنة الايرانية على لبنان وبعض الدول العربية الاخرى ـ ان في خطابه اشهارا بوضع اليد على البلد «إما توزير احد نواب السنة من 8 آذار أو لا حكومة.. وليسمع اللبنانيون جميعا، سنبقى مع حلفائنا النواب السنة، سنة واثنتين وألف سنة وحتى قيام الساعة».
ولا يستغرب النائب الكتائبي نديم الجميل هذا التوقيت، وهو غرد مذكرا نصرالله بأنه عطل انتخابات رئاسة الجمهورية سنتين ونصف السنة حتى نضجت القناعة بانتخاب العماد ميشال عون، فيما رد الوزير السابق اشرف ريفي بسلسلة تغريدات منها قوله: لا للهيمنة الفارسية على لبنان، نحن قوم لا ننحني الا لله ولا ننتمي الا الى لبنان، صوتك العالي لا يخيفنا، وسلاحك لا يرهبنا، وسنقاوم مشروعك ما بقي فينا عنق ينبض، وسامح الله من سلمك البلد.
الى ذلك، فإن كلام نصرالله غلب عليه الاعجاب من جانب وسائل الاعلام في التيار الوطني الحر، خصوصا قناة «او.تي.في» التي قالت إن خطاب السيد كان مطالعة كاملة ومرافعة شاملة، اختصر في 50 دقيقة خمسة أشهر من شد الحبل وعض الأصابع، بأسلوب جدلي ديكارتي واضح، وفيه استياء ومرارة من الخداع والافتراء اللذين يتعرض لهما الحزب، اسفا لأن يكون آدمي زيادة في هذا البلد، وفي قوله هذه اشارة الى ان الامر لن يتكرر.
واضافت القناة الناطقة بلسان التيار الحر: لقد حدد السيد المشكلة والعقدة والمخرج والحل، انتظر اللبنانيون من الرئيس سعد الحريري ان «يبق البحصة» فـ «بقها» نصرالله، مؤكدا ان توزير سُنة 8 آذار مفخرة وليس مسخرة.
وبـالنسـبة للقوات اللبنانية، فقد طلب نصرالله إرجاء اي كلام عن التأخير الى خمسة أشهر، هي فترة التعطيل التي تسببت فيه مطالب القوات الوزارية.
قناة «ام.تي.في» التي تعكس وجهة النظر الاخرى من حزب الله شبهت كلام نصرالله بحبيبات البَرَد الضخمة التي انهمرت على لبنان واحدثت ضررا عميما في البشر والشجر منذ ايام، ومثل السيول الجارفة التي اغرقت الأردن.
واضافت: بهذه الكثافة والعنف والتعالي، امطر نصرالله حلفاءه قبل الخصوم، ففي معرض دفع التهمة عن حزبه بتعطيل تشكيل الحكومة، اصاب حليفه رئيس الجمهورية بصلاحياته، وكأنه يخيره بين «سُنة الحزب» او الالتحاق بالخصوم، وأصاب الرئيس المكلف سعد الحريري بدوره السياسي وبخصوصيته السنية قبل ان يتوجه الى الرؤساء والوزراء والنواب والبطاركة والمشايخ والمفتين والمطارنة، مبلغا الجميع بانه بغياب المعايير سيطالب بعشرة وزراء للثنائي الشيعي، لا ستة، كما هو الحال!
الموقف الأخطر كان وضعه مفتاح تأليف الحكومة بيد «سُنة حزب الله» ان افرجوا عن الحكومة افرج الحزب عنها، وان امتنعوا فلا حكومة قبل قيام الساعة، لكن المصادر المتابعة لفتت لـ «الأنباء» الى اشارة نصرالله بإطلاق يد الحلفاء من سُنة 8 آذار لاختيار شخصية تمثلهم اذا ارادوا.
هذا، وقال تيار المستقبل ان الحريري سيرد على نصرالله من بيروت في مؤتمر صحافي يعقده في بيت الوسط بعد ظهر غد. اما مصادر الرئيس السابق نجيب ميقاتي فوصفت صمته الراهن بالصاخب في هدوئه والبليغ، فيما يعبر عنه صاحب موقف النأي بالنفس.
القوات اللبنانية ردت بلسان ريتشار كيومجيان القيادي في القوات متوجها بتغريدة الى نصرالله بالقول: لا يا سيد، القوة والفرض والتهديد ما بتمشي عندنا، مارس وصايتك وفوقيتك وارفع اصبعك ما شئت، كرامة لبنان اكبر من حكومة ووزير تابع لوصايتك.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.