اجتماع لاحتواء الاحتقان بين “حزب الله” وتيار عون بري لا يمانع في التخلي عن وزارة البيئة لحل الأزمة الحكومية ‎ ‎

 كتبت صحيفة “الشرق الأوسط ” تقول : رغم الجمود الذي يطبع عملية تأليف الحكومة اللبنانية، بسبب الانتكاسة الأخيرة لمبادرة رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون، فإن الحراك الرامي إلى تذليل العقبات التي تحول دون تحريك المبادرات، استمر على أكثر من ‏صعيد‎.‎ 

وعلمت “الشرق الأوسط” أن رئيس وحدة التنسيق في “حزب الله”، رفيق صفا، زار رئيس الجمهورية، بعيداً ‏عن الأضواء، لبحث العلاقة بين تيار عون والحزب. بعد اهتزازها إثر فشل مبادرة عون تسمية جواد عدرا وزيراً ‏من حصته، لحل مشكلة تمثيل النواب السنة المتحالفين مع الحزب، وما تلاه من تراشق بالاتهامات بين الطرفين، ‏وأدى إلى توتر في قاعدتهما الشعبية‎.‎ 

وقال مصدر اطلع على أجواء الاتصالات، إن البحث لم يتطرق إلى أسماء جديدة للتوزير؛ بل ركز على إعادة ‏العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي‎.‎ 

أما على صعيد تبادل الوزارات، فقد نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قوله لبعض زواره، إنه لا يمانع في ‏التخلي عن وزارة البيئة التي يطالب بها تيار عون لحل أزمة تأليف الحكومة؛ لكنه أكد في المقابل رفضه أن يكون ‏البديل وزارة الإعلام أو المهجرين‎.‎ 

وفي المقابل، تصاعدت الدعوات لتشكيل حكومة مصغرة، يتمثل فيها الأقطاب مباشرة؛ لكن هذا الخيار يواجه ‏صعوبات أبرزها غياب تمثيل بعض الطوائف، كالأرمن، ولهذا لا يزال خيار الحكومة الموسعة (30 وزيراً) هو ‏المعتمد، بعد سقوط خياري الـ14 وزيرا والـ32 وزيراً. مع ملاحظة طرح جديد يقضي بأن يتم توزيع الحقائب ‏السيادية الأربع، على القوى الأساسية، فيما يحمل الحقائب الأخرى وزراء تكنوقراط اختصاصيون، لديهم التزام ‏سياسي في الوقت نفسه‎.‎ 

وجدد كل من البطريرك الماروني بشارة الراعي و”حزب الكتائب” مطالبتهما بحكومة اختصاصيين مصغّرة، ‏فيما اعتبر رئيس “حزب القوات” سمير جعجع، أن هناك حزباً يرغب في ممارسة سلطة أكثر من تلك التي يكفلها ‏له الدستور، سائلاً: “لماذا لا يقدم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على حسم الأمور؟‎”.‎ 

ودعا الراعي في قدّاس الأحد، إلى تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص ذوي اختصاص ومفهوم سليم للسياسة، ‏وحياديين، يعملون أولاً على إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، وفق الآلية التي وضعها مؤتمر ‏‏”سيدر” الذي مضت عليه تسعة أشهر، ويوظفون الـ11.5 مليار دولار في مشروعات اقتصادية منتجة‎.‎ 

ورأى البطريرك أن “تأليف حكومة وحدة وطنية في ظل جو مأزوم بين مكوناتها، يؤدي إلى تعطيل رسمي ‏للحكومة ولمؤسسات الدولة، ويشد خناق الأزمة الاقتصادية والمعيشية على أعناق المواطنين”، داعياً رئيس ‏الجمهورية للعمل على بناء الوحدة الوطنية الحقيقية، بين مختلف الكتل النيابية، حول طاولة حوار‎.‎ 

ووصف جعجع جوهر المشكلة بأن هناك حزباً من الأحزاب يرغب في ممارسة سلطة أكثر من تلك التي يكفلها له ‏الدستور، في حين هناك أفرقاء آخرون يحاولون الإفادة من السلطة التي يكفلها لهم الدستور‎.‎ 

وفيما لفت جعجع خلال عشاء أقامته مصلحة المهندسين في “القوات”، إلى تفهّمه هذه المحاولات، أضاف: “لكن ‏ما لا يمكن فهمه هو لماذا لا يقدم من لديهما التوقيع، أي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، على حسم الأمور، ‏باعتبار أننا لا يمكننا ترك البلاد ومصير الاقتصاد والليرة اللبنانية في مهب الريح لأي سبب كان”، متمنياً عليهما ‏‏”اتخاذ القرار بتشكيل الحكومة تبعاً لقناعتهما، ووفق ما يريانه مناسباً، بغض النظر عن مطالب هذا الفريق أو ‏ذاك، وليرسلا مرسوم التأليف إلى مجلس النواب؛ حيث يمكن لأي فريق معترض مواجهته والعمل على إسقاط ‏الحكومة هناك‎”.‎
وأكد أنه “لا يمكن القبول باستمرار الوضع في لبنان على ما هو عليه، تحت أي شعار من الشعارات”، سائلاً: ‏‏”هل ينتظرون سقوط الهيكل على رؤوسنا جميعا؟‎”.‎ 

أتى ذلك في وقت اعتبر فيه القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، أن ما يمنع الرئيس ‏المكلف سعد الحريري عن الاعتكاف والاعتذار عن تشكيل الحكومة، هو “تداعيات الاعتذار، في ظل وجود خيط ‏عنكبوت بيننا وبين انهيار الوضع المالي‎”.‎
ورأى أن الأمر الذي عطل موضوع تشكيل الحكومة غير عقدة “القوات اللبنانية” وتوزيع الحقائب، كان مسألة ‏إصرار “التيار الوطني الحر” على 11، وهو الأمر الذي – على الأقل – لا يقبل به الثنائي الشيعي، مشيراً إلى أن ‏‏”هناك منظومة قائمة من وقت اتفاق الطائف، ومحاولات لإعادة البحث بها بشكل رسمي وموثق‎”.‎ 

كذلك، جدّد النائب في “الكتائب” إلياس حنكش، التأكيد على وجهة نظر حزبه حيال الحكومة، والتي سبق أن ‏طرحها على المسؤولين خلال لقاءات معهم، موضحاً في حديث إذاعي “أن اقتراح تشكيل حكومة اختصاصيين ‏جاء ضمن سلة توصيات اقترحها حزب الكتائب، بعد المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي الذي عقده”، مشيراً إلى أن ‏جواب الأفرقاء كان أنه ليس هناك من وزير في لبنان غير مرتبط بفريق سياسي معيّن‎.‎ 

وإضافة إلى أهمية تشكيل حكومة اختصاصيين، دعا إلى إجراء حوار عميق في موازاتها بين رؤساء الكتل النيابية ‏في البرلمان، معتبراً أن “هناك أزمة بالنظام السياسي، وليست المرة الأولى التي يتعرقل فيها تشكيل الحكومة‎”.‎ 

ورأى حنكش أنه “حتى لو تشكلت الحكومة غداً، فلن تكون منتجة في ظل التناوش الحاصل وتحجيم الآخر، وبدل ‏البحث عن كيفية التعطيل يجب أن نبحث كيف ننتج

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.