“الجمهورية تتزعزع” … واستياء مسيحي

كتبت صحيفة “النهار” تقول: في غياب أي مشاورات حقيقية واتصالات جدية تعيد الروح الى أي مبادرة لاحياء عملية تأليف الحكومة من حيث توقفت أو من النقطة التي بلغتها متراجعة، لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى ان “الجمهورية تتزعزع بسبب أمور كثيرة، ورئيس الجمهورية تكلم عن أعراف جديدة، فالدستور في مكان، والتطبيق في مكان آخر”، وطالب “بحكومة مصغرة من اختصاصيين لأن حكومة الوحدة الوطنية كما يسمونها ليست بحكومة وحدة وطنية”. 

ولعل كلام البطريرك لا يأتي من عدم، وانما من اجواء ضبابية نقلها اليه الرئيس ميشال عون الثلثاء، وعبر خلالها عن استياء مما يجري، وتحدث البطريرك الى زواره عن تخوف من تعطيل وقطب مخفية تحجب نيات مبيتة. وقد لاقاه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الذي اعتبر أنه “مخجل ومعيب أن يكونوا (المسؤولون) على علم بوضع البلد ولا يفكرون في التخلي عن تعنتهم من أجل إنقاذه”، مكرراً اقتراحه “تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة تضم رجال اختصاص، هدفهم الوحيد معالجة الوضع عوض أن يكونوا في مجلس الوزراء من أجل تمثيل أحزابهم وكتلهم”. وقال إن “آخر البدع حكومة الوحدة الوطنية التي هي صورة مصغرة عن المجلس النيابي. مخجل أن يعجز المسؤولون عن التفاهم على حكومة، علما أن هذا العرف يخالف الدستور، لأن مهمة تأليف الحكومة تنحصر بالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وحدهما”.
الى ذلك، انطلقت حملة لتبادل التهم وبعض الشتائم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مناصري “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. 

في الاوساط السياسية، بدأ الهمس يسري عن ان صمت الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري قد يقوده الى اعتذار، ما دام واثقاً من غياب البديل، فيعاد تكليفه، وان بأصوات أقل عدداً، ليتحرر من الاتفاقات التي باتت تكبل عملية التأليف وينطلق بشكل مختلف وبمعايير مختلفة تماما، ما قد ينقذ العملية برمتها، ويخلص الاطراف المتصارعين بعدما صاروا أسرى مواقفهم المعلنة. وقد يشكل هذا المخرج منفذاً للحل لدى كل الافرقاء. 

في هذه الاثناء، يبدو ان القوى المحلية الكبرى أدركت كلّها، في ضوء تطورات الايام الاخيرة حكوميا، ان المسألة لم تعد مسألة حصص وحقائب وأحجام فحسب، بل باتت متعلقة بتحديد التحالفات والعلاقات التي ستحكم المرحلة المقبلة. 

من هنا، قرر الرئيس الحريري الاعتصام بحبل الصمت، معلنا السبت الماضي عبر “تويتر” ان “لا بدّ أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون”، وقت لا يبدو حزب “القوات اللبنانية” بعيداً من توجّه الحريري نحو الانكفاء من المشهد وانتظار اتضاح ما ستؤول اليه العلاقات بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. 

على صعيد آخر، يشكل كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن موافقة سعودية على المساهمة في اعادة اعمار سوريا، دفعا ايجابيا للقمة العربية الاقتصادية المنوي عقدها في بيروت والتي يمكن ان يطرح خلالها مشروع انشاء صندوق عربي لاعادة الاعمار. وهذا الامر، استناداً الى مصدر سياسي متابع، اذا ما تأكد، قد يسهم ايجابا في انعقاد القمة التي كانت دمشق تنظر اليها بريبة وقلق وامتعاض، بل تحاول عرقلتها، كما يسهم في الدفع لتسهيل ولادة الحكومة عبر الايعاز الى حلفاء دمشق في الداخل اللبناني بتسهيل المهمة، وتذكير العهد بالحاجة المستمرة الى الدور السوري في لبنان. 

في هذه الاثناء، تتجه الانظار جنوباً والى الداخل السوري حيث تدعي اسرائيل العثور على انفاق في الجانب اللبناني تخرق الخط الازرق في اتجاه الاراضي الاسرائيلية، وتواصل غاراتها في الداخل السوري، وكانت اخرها ليل الثلثاء. وقد تردد ان الغارة التي اطلقت صواريخها من فوق الاراضي اللبنانية استهدفت موكبا لـ”حزب الله” قرب دمشق ومخازن للسلاح الايراني. 

ونددت “وزارة الخارجية والمغتربين بـ”الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الجمهورية العربية السورية وتؤكد حق سوريا في الدفاع المشروع عن أرضها وسيادتها. كما تدعو الوزارة المجتمع الدولي ومجلس الأمن لإدانة هذه الغارات ولاستعمال الطائرات الإسرائيلية الاجواء اللبنانية لشن هجمات على دولة شقيقة، في خرق واضح للقرار 1701. وقد أعطى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تعليماته إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الامن بالخروقات الإسرائيلية الخطيرة التي تهدد الاستقرار في المنطقة”. 

وكان وزير الاشغال في حكومة تصريف الأعمال يوسف فنيانوس اجرى اتصالاً بالرئيس الحريري واطلعه على وقائع ما جرى إذ “نجا لبنان بأعجوبة من كارثة إنسانية كادت تصيب ركاب طائرتين مدنيتين في الاجواء اللبنانية اثناء استباحة الطيران الاسرائيلي الاجواء اللبنانية في عدوانها على جنوب دمشق”. 

وجنوبا، اعلن الجيش الاسرائيلي “اكتشاف نفق جديد يمتد من قرية عيتا الشعب اللبنانية ويخترق الحدود مع إسرائيل”، وحمّل الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات له عبر “تويتر”، الحكومة اللبنانية “مسؤولية حفر الأنفاق وتداعيات هذه النشاطات، والحديث عن خرق فادح للقرار 1701 وسيادة إسرائيل”، مؤكدًا تفجير النفق. 

وبناء على الإدعاءات الإسرائيلية، يعتبر هذا النفق الخامس يكتشف ضمن حملة “درع الشمال”. 

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.