«اللقاء التشاوري» سلّم بتوزير عدرا: ملتزمون بمبادرة عون
حتى عصر أمس، كان المخاض الحكومي متسارعا، حيث قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التشكيل يمضي بأسرع من المتوقع، حسبما أفاد موقع الرئاسة على تويتر، فيما تجاوز «اللقاء التشاوري» في اجتماعه قبل ظهر أمس بمنزل النائب فيصل كرامي تحفظاته على تسمية جواد عدرا وزيرا يمثله، وقال كرامي في بيان صدر عقب الاجتماع: موقفنا موحد، خلافا لأي قول، ونحن ملتزمون بمبادرة الرئيس ميشال عون التي يتابعها اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام، واطمئن اللبنانيين الى ان الحكومة يمكن ان تولد بعد ساعة واحدة اذا صفت النوايا، ونحن نيتنا صافية 100%، واللقاء في حالة انعقاد دائم للوصول الى لحظة اعلان الحكومة.
بعدها، انهالت الاسئلة المحرجة على كرامي حول اللقاء التشاوري ودوره الذي انتهى قبل ان يبدأ، وانهم استخدموا في سبيل إضعاف الرئيس سعد الحريري، لكنه نفى كل ذلك، وقال انه سبق ان اكد ان اللقاء لا يريد كسر الحريري، لكنه تمسك بمرجعية اللقاء للوزير المحسوب عليه، بينما يتمسك الوزير جبران باسيل بمرجعيته للرئيس عون، وهنا جانب من المشكلة.
لكن، اين العقدة التي ما زالت تحول دون اعلان الحكومة؟
كرامي تجنب الدخول في التفاصيل، وعندما سئل عن مسألة اللقاء بالرئيس الحريري قال: هذا لم يعد مهما بعد اعترافه بوزير منا، لكن النائب قاسم هاشم الذي حمل اسم جواد عدرا الى اللقاء قال: نحن بانتظار تحديد موعد لنا في بعبدا لإبلاغ الرئيس عون قرارنا الذي بات معروفا.
وردا، قالت مصادر في بعبدا لـ «الأنباء» ان القصر الجمهوري ينتظر من اعضاء هذا اللقاء طلب موعد للقاء الرئيس.
وهكذا كان الجدل حتى الظهر، «اللقاء» ينتظر تحديد الموعد الرئاسي، والرئاسة تطلب منه طلب الموعد!
الى ذلك، قال الرئيس ميشال عون امس ان تشكيل الحكومة يمضي بأسرع من المتوقع، مؤكدا أن خطة النهوض الاقتصادي ستنطلق فور تشكيلها.
جاء ذلك وفق بيان للرئاسة اللبنانية، عقب استقبال عون في قصر بعبدا وفدا برلمانيا فرنسيا ووفد المنظمة الانجليزية ـ العربية.
ودعا عون المجتمع الدولي إلى «القيام بما عليه لحل أزمة النازحين السوريين لا أن يعمل على تأخير عودتهم من لبنان إلى سورية بعد انتهاء الحرب».
وأشار الى أن «بعض المؤسسات الدولية (لم يسمها) ترهب النازحين من هذه العودة».
الرئيس سعد الحريري شدد في افتتاحه مؤتمرا اقتصاديا امس على ضرورة خفض كلفة وقود الطاقة في لبنان للسنة المقبلة بما يوازي 600 مليون دولار.
مصادر بيت الوسط ابلغت قناة «او.تي.في» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر ان اعلان الحكومة غير ممكن قبل الاتفاق على توزيع الحقائب، ما يعني ان ثمة اعادة نظر في التوزيعة المبدئية للحقائب الوزارية، خاصة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الارمني، ما يرجح تأجيل اعلان الحكومة الى اليوم.
وتحدثت اوساط سياسية عن توجه الحكومة المنتظرة الى سن جملة قرارات بفرض ضرائب وتقليص خدمات، استجابة لمقررات مؤتمر «سيدر» التي تنص على مكافحة الفساد والهدر والصرف العشوائي للمال العام.
في غضون ذلك، لم يغب الجنوب الحدودي عن الأذهان، في بيروت بعدما باشر الجيش الاسرائيلي تدمير الانفاق او اغلاقها بالاسمنت من الجانب الاسرائيلي وصولا الى الحائط الازرق مستخدمين وسائل عدة.
فقد تم تفجير نفق قبالة بلدة راميا اللبنانية وأحدث ارتجاجات قوية في سماء المنطقة، فعمد الجيش اللبناني الى قطع الطريق وساد هدوء حذر في الجهة اللبنانية من الحدود.
وتلقى مواطنون في الجنوب تحذيرا من الجيش الاسرائيلي بالابتعاد عن مناطق الانفاق التي سيتم تدميرها، وقد تبلغت القوات الدولية من الاسرائيلية القرار بتدمير الانفاق و«اليونيفيل» ابلغت الجيش اللبناني بذلك.
لكن الاسرائيليين استخدموا الاسمنت في اقفال الانفاق المكتشفة قبالة بلدة كفركلا اللبنانية، حيث ذكرت معلومات رسمية ان نحو 40 شاحنة صهريج محملة بالاسمنت افرغت حمولتها في نفق هناك بمساعدة آلة دفع ضخمة تبعا لتعذر تدميرها عسكريا بسبب العمق، وبالتالي تعاظم الاضرار على جانبي الحدود.
الى ذلك، انشغل اللبنانيون بتقييم اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحاب القوات الاميركية من سورية.
وفيما لم تصدر مواقف رسمية، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس قائلا: ها هي المصالح الدولية المتناقضة احيانا والمتصالحة احيانا اخرى في لعبة الامم لتضحي مجددا بالاكراد وهم الذين قدموا التضحيات في سورية والعراق بمحاربة «داعش» التي من الغريب ان وجودها لم ينته، وقد رأيناهم يتنقلون بالباصات «المفيمة» وبحماية النظام السوري.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.