باسيل زار الحريري: نأمل ولادة الحكومة في اليومين المقبلين وان تنجز بيانها الوزاري بسرعة وتنال الثقة
استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في “بيت الوسط”، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وعرض معه الاوضاع العامة واخر الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة واستكمل النقاش الى مائدة غداء، تحدث بعده الوزير باسيل الى الصحافيين، وقال: “اود ان اقول ان ولادة الحكومة قد استغرقت وقتا، ولكن نأمل ان ترى النور خلال اليومين المقبلين، وبذلك يعيد اللبنانيون في ظل وجود حكومة جديدة. ولكن الاهم، كما قلنا، ان الهدية الكبيرة والتي استغرقت جزءا كبيرا من الحديث اليوم، هي ان ينجز كل ما يتعلق بالحكومة الجديدة بسرعة، من البيان الوزاري، الى الثقة ومباشرة العمل، فنعطي اشارة من الجلسة الاولى ان هذه الحكومة جاءت لتعمل 24 على 24 وتحقق انجازات للبلد وللمواطنين وتعيد تحريك الاقتصاد، وهذه هي العيدية الحقيقية للبنانيين.
اما التفاصيل فهي في عهدة رئيس الحكومة الذي، وبموجب الدستور وبحسب صلاحياته، هو يؤلف الحكومة ثم يحدد مع رئيس الجمهورية الموعد المناسب لاعلان ولادتها.
ولا يزال هناك القليل من العمل لانجازه سيتابعه ويقوم به الرئيس الحريري. وما يهمنا نحن هي المبادئ الاساسية التي تألفت الحكومة على اساسها. فنحن لطالما تحدثنا عن معايير عدالة التمثيل، واعتقد ان هذا الامر قد تم احترامه بالمضمون وبالشكل، والاهم هو اننا ندخل الى حكومة منسجمة يسودها الوفاق، ولا يكون فيها طرف على خصومة مع الآخر او حكومة تظللها المشاكل. فالقانون النسبي اعطى الحق للجميع بان يتمثلوا، اقليات واكثريات من حيث الطوائف او المذاهب، وهذا موضوع محترم، فليس هناك احتكار ولا فرض. وعلى هذا الاساس الجميع يعترفون ببعضهم البعض في هذا البلد وبتنوعه، و كل شيء يتم تحضيره لكي تكون الاجواء جيدة عند تأليف الحكومة. ومن الطبيعي ان رئيس الحكومة هو المعني الاول وسيقوم، من جهته، بما يلزم بما يخص فريق النواب الستة لكي يلتقيهم وليساعد هذا الامر اجواء تأليف الحكومة وعملها في الداخل”.
أضاف :” لا نريد ان ندخل الى الحكومة حاملين معنا ترسبات من عملية التأليف او من الانتخابات. هذا الامر سيساعد لكي تكون هذه التفاصيل والاجراءات، اكانت في المضمون او الشكل او أي اخراج معين يجب القيام به، لنتمكن من الوصول الى حكومة تتمكن حقيقة من انجاز العمل المطلوب منها”.
وتابع: “لقد خسرنا الكثير من الوقت ووصلنا الى نتيجة ان كان في استطاعتنا ان نصل اليها منذ زمن بعيد، ولكن مع الاسف وان شاء الله نكون قد تعلمنا من هذا الامر. ولذلك نحن كنا نتحدث عن معايير عدالة التمثيل لاننا عندما نعتمد هذا الامر مرة واحدة، لا يعود من الصعب علينا تأليف حكومة في المستقبل، بل حينها يستغرق التأليف يومين. ونأمل الآن انجاز البيان الوزاري بسرعة”.
سئل: الم يتمكن النائب فيصل كرامي من العودة قبل الموعد المحدد لتتمكنوا من انجاز عملية التأليف؟
اجاب: “هذا تفصيل لا تعليق لي عليه، فكل فريق يقول لنا لقد انتظرتم فلانا لمدة اسابيع او اشهر فلماذا لا تنتظرونني!”.
سئل: هل ثمة عقدة جديدة مع “القوات اللبنانية” لجهة تمثيل مارونيين من “التيار الوطني الحر” وثلاثة كاثوليك؟
اجاب: “نستطيع ان نتحدث بقدر ما نشاء، فلكل حكومة تفاصيل في تأليفها، اذ إنها مشكلة من طوائف ومذاهب وأعداد، ولا نريد ان نستعجل الامور كما حدث في المرة الماضية، بحيث شهدت في اللحظات الاخيرة لتأليفها تغييرا كبيرا ادى الى بعض الاخطاء.
اود ان اقول امرا اعرف ان جميع المواطنين في انتظاره، البعض يتحدث عن حكومة تكنوقراط، ولكن برأيي انا انه، في النهاية، كل الامور تؤلف بالسياسة. المهم ان يكون هناك حكومة اختصاصيين، أي ان يكون كل وزير ملما بملفه، وهذا امر يعود الى كل فريق، . ولكن من حق اللبنانيين علينا ان يكون الوزراء ملمين بملفاتهم، فلا يحتاج الوزير عاما ليتعلم شؤون وزارته لان الوقت ثمين. نحن من الناس الذين لم نخجل القول إننا اخطأنا، واحدى الامور التي يجب ان نقوم بها في هذه الحكومة هو الاعتراف بالخطأ عندما يحدث. ليس هناك من امر مقدس وثابت فهناك آليات دستورية للتغيير والتعديل، فلسنا مجبرين نحن والمواطنين والبلد ان نتحمل أي خطأ حدث في أي تفصيل او تعديل او باسم وزير، فمن حق اللبنانيين ان يكون لديهم وزراء اكفياء و”اوادم”، ولكن، في الوقت نفسه، يجب ان يكونوا اختصاصيين في وزاراتهم لينجحوا بسرعة لان البلد لم يعد يحتمل اضاعة الوقت للتعلم، نريد الوزراء ان يكونوا اصحاب خبرة.
سئل: هل الاسم السني السادس هو جواد عدرا وهل تم الاتفاق عليه؟
اجاب: “لن ادخل في التفاصيل، ولكن ما اود ان اقوله هو انكم اذا راجعتم
مواقفي منذ البداية، فقد تكلمت على امور في المضمون وعن اخرى في الشكل،
وهذا الامر تتم معالجته ولا اود الان ان اعود الى الوراء في هذا الامر.
انما ما حصل اليوم هو في سياق المبادرات او الافكار التي تم الكلام عليها
أخيرا، والتي كنا نقول لكم اننا لن نيأس اذا لم تنجح فكرة معينة، لان هناك
غيرها من الافكار لنصل الى ما نريده، كل ذلك في اطار احترام عدالة التمثيل
ونتائج الانتخابات ومبدأ ان تعكس حكومة الوحدة الوطنية التمثيل الموجود في
المجلس النيابي”.
سئل: هل يكون الوزير المسيحي من حصة رئيس الحكومة مارونيا ام ارثوذكسيا؟
اجاب: “لن ادخل في هذه التفاصيل”.
سئل: هل تحدث اية عراقيل، ام انكم تعدون اللبنانيين بحكومة خلال اليومين المقبلين؟
اجاب: “لست انا من يسأل عن هذا الموضوع، فلست انا من يشكل الحكومة. لقد
خرجت للتو من اجتماعي برئيس الحكومة وتحدثت معه عما نريد ان نتحدث به،
واعتقد اننا اصبحنا جاهزين وهذه التفاصيل لا تتطلب، باذن الله، اكثر من
يومين للانتهاء منها فتبصر الحكومة النور قبل الاعياد.
سئل:ماذا عن جلسة مجلس الامن اليوم في شان الوضع في الجنوب؟
اجاب: “لقد اصدرنا اليوم بيانا دقيقا جدا في وزارة الخارجية”.
سئل: انتقدتم فيه قوات “اليونيفيل”؟
اجاب: كلا، لم ننتقد “اليونيفيل” ابدا، فالبيان مفصل وواضح ونحن في مسار
لم يبدأ اليوم، ومدى سنتين كنا نتحدث عن المشاكل التي تعترضنا في عملية
التجديد لقوات “اليونيفيل”. واليوم نحن معنيون بان نتخطاها. نحن حكومة وبلد
ملتزمون القرار 1701 وبكل مندرجاته، ومعنيون بتطبيقه، والاهم ان يكون
لدينا امن واستقرار على الحدود الجنوبية، واعتقد ان الجيش يقوم بما يجب
ويسير الدوريات اللازمة، ومن حقنا ان نطالب مجلس الامن بالزام اسرائيل وقف
خروقاتها للقرار 1701. فهي تقوم كل يوم بخرق السيادة اللبنانية خمس مرات،
بما هو اخطر شيء الا وهو التحليق المتواصل لطائرة
ال “اف 16” المحملة باطنان القذائف التي تمر فوق رؤوسنا جميعا وتهددنا، وهي منظورة اذ نراها في السماء وليست مخبأة على احد.
هناك اشياء اخرى لم ترها الدولة لغاية الان، وليست منظورة بالنسبة الينا
وهناك نقاش حولها، ولكن هذه الطائرة تحلق يوميا على مرأى من الجميع وهي
تخرق سيادتنا وحرمة اللبنانيين وامنهم وكرامتهم وسيادة البلد كله. لذا نحن
نطالب مجلس الامن اليوم في مناسبة انعقاده بان يوقف هذه الخروقات التي
يتجاوز عددها ال1800 خرقا في السنة”.
Comments are closed.