«درع الشمال» الإسرائيلية تفقد «وهجها» وواشنطن وموسكو تدعمان سيادة لبنان

رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة (محمود الطويل)

««درع الشمال» الاسرائيلية التي اضيفت الى سلة الهموم اللبنانية بدأت تفقد «وهجها» مع تعاظم الشكوك بصحة المعلومات والخرائط التي قدمتها اسرائيل، الى جانب المواقف الدولية، خصوصا الاميركية والروسية الداعمة لسيادة لبنان، واتساع القناعات اللبنانية بأن هذه «الدرع» انما جرى اختراعها لحماية رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو من قضايا الفساد التي تلاحقه وزوجته امام القضاء، وفي خضم الضغوط الاميركية على ايران وحزب الله في لبنان.

التطمينات جاءت من واشنطن اولا عبر سفيرتها في بيروت اليزابيث ريتشارد التي زارت الرئيس ميشال عون ثم اتصلت بالرئيس نبيه بري مؤكدة على موقف بلادها من سيادة لبنان، وتلتها الناطقة بلسان الخارجية الروسية ماريا زخاروفا التي قالت ان اسرائيل لن تنتهك القرار الدولي رقم 1701 في العملية التي تقوم بها مع الاقرار بحق اسرائيل في منع التسلل الى اراضيها. وقرر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاجتماع بسفراء الدول الكبرى قبل سفره الى باريس ولندن لحث دولهم على دعم استقرار لبنان وتلافي المفاجأة العسكرية. وكشف رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الجانب الاسرائيلي في اللجنة الثلاثية التي تضم الجيش اللبناني واليونيفيل لم يقدم اي احداثيات تثبت وجود انفاق انطلاقا من بلدة كفركلا. وقال: ليحضر الاسرائيلي في الارض التي يحتلها ما يشاء، اما اذا اراد التمدد نحو الارض اللبنانية فهناك كلام آخر.

الجيش اللبناني اكد من جهته ان الوضع هادئ ومستقر، بمقابل التوتر على الجانب الاسرائيلي، خصوصا قبالة كفركلا والعديسة الملاصقتين للحدود، وقد اجتازت دورية اسرائيلية للسياج الالكتروني في خراج بلدة ميس الجبل وركبت كاميرا للمراقبة في المنطقة، كما اطلقوا منطادا للتصوير.

بدوره، اتصل الرئيس ميشال عون بقيادة الجيش متابعا الاوضاع الجنوبية.

ومن بغداد دعا وزير الخارجية جبران باسيل الى ضرورة تحصين الداخل اللبناني بوجه التهديدات الاسرائيلية الجديدة، واعرب عن اعتقاده انه بقوة لبنان وصموده يواجه كل المخاطر، باسيل طلب الى الوفد اللبناني الى الامم المتحدة تقديم شكوى الى مجلس الامن ضد الخروقات الاسرائيلية المستدامة للقرار 1701 في جنوب لبنان.

وفي السياق، ردت مصادر لبنانية صمت حزب الله حيال الادعاءات الاسرائيلية الى رغبة الحزب في عدم اعطاء اسرائيل اي مصداقية انسياقا مع سياسة اشاعة الغموض.

من انفاق الحدود مع اسرائيل الى نفق تشكيل الحكومة في بيروت، حيث مرة اخرى يتراجع اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل بتوسيع التشكيلة الحكومية من 30 الى 32 وزيرا تحت ضغط الرافضين وفي طليعتهم تيار المستقبل.

وفي الوقت ذاته، تجدد الحديث عن اعطاء وزير لسُنة 8 آذار من حصة الرئيس ميشال عون ما يعكس تخلي الرئيس عون عن مطلب الثلث المعطل او الضامن كما يسميه البعض في مجلس الوزراء.

السؤال هنا: هل يمكن ان تشكل هذه التطورات المتلاحقة من حادثة الجاهلية الى عملية درع الشمال الاسرائيلية الى القلق المالي والاقتصادي المتفاقم حالة ضاغطة على ارادة القوى السياسية المتنازعة على المقاعد الوزارية لحملها على اعتماد سياسة التنازلات المتبادلة والتفاهم على تظهير الحكومة الجديدة قبل القمة العربية الاقتصادية المنتظرة في بيروت؟

الرئيس ميشال عون وفي حفل افتتاح المكتبة الوطنية في بيروت طمأن على الاستقرار وعلى عدم السماح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء.

وفي تعليقه على حادثة الجاهلية، قال عون: الدولة القادرة والعادلة لا يمكن ان تكون تحت رحمة كلمة من هنا وردة فعل من هناك، وما سمعناه من كلام وما استتبعه من ردات فعل لم يسئ الى شخص او جماعة بل اساء الى الوطن، ودعا القيادات الى ادراك خطورة الوضع في ظل التهديدات المعادية اضافة الى التحديات الاقتصادية.
الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.