بو عاصي من بلجيكا: الشعب اللبناني يدرك ما يريد ومن كان يأخذنا نحو الفوضى والانهيار هو عدم الاخذ بتطلعات الناس
أقامت منسقية “القوات” في بلجيكا عشاءها السنوي في بروكسيل برعاية رئيس
حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ممثلا بعضو تكتل “الجمهورية
القوية” النائب بيار بو عاصي، وحضور سفير لبنان في بلجيكا فادي حاج علي،
رئيس “شيريك” أكبر تجمع مستشفيات خاصة في بروكسيل الدكتور فيليب حداد، رئيس
دير مار شربل – بلجيكا الاب جورج ليشع، كاهن رعية “سان ادريان” في بروكسيل
الاب بول بو نعوم، منسق “القوات” في بلجيكا الدكتور كارلوس كيروز
والمنسقين في فرنسا، المانيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى عدد كبير من
رؤساء الجمعيات في بلجيكا، وممثلين عن الاحزاب اللبنانية، إضافة الى حشد من
القواتيين وابناء الجالية اللبنانية.
بو عاصي
وتحدث بو عاصي
فأكد أن “الشعب اللبناني أمهل في السابق، لكنه أثبت اليوم أنه لا يهمل،
وهذا من حقه”، مطمئنا إلى أنه “غير متخوف من أن تذهب انتفاضة اللبنانيين
باتجاه الفوضى”، وقال: “إن من كان يأخذنا باتجاه الفوضى والانهيار المالي
والاقتصادي والسياسي هو عدم الاخذ في الاعتبار تطلعات الناس”.
وأوضح أن “أخطر ما في منظومة الفساد أنها تقلب الأولويات وفق مصلحة
الفاسدين، وهذا ما ينتفض عليه المواطن اليوم، رغم الظروف الصعبة التي يدرك
جيدا أنه يمر بها نتيجة تراكمات سنوات من الاهمال”، لافتا إلى أنه على
“السكة الصحيحة”.
وحذر من “خطر أن تختبئ السلطة مموهة خلف مصالح
الطوائف، وأن يكون ذلك على حساب الشعب، وقال: “من يريد أن يحمي وطنه يجب أن
يقف متراسا أمامه، والعكس يدل على انه يعمل لحماية مصالحه، رغم أن ذلك
سيكلفه انهيار الطائفة والوطن”.
وخاطب بو عاصي الحضور، معربا عن
“تفهمه القلق الموجود لديهم تجاه الوضع الراهن في لبنان”، وقال: “لكن من
موقعي كابن هذا المجتمع وكنائب وكقواتي لا اقلق عندما ارى الشعب ينتفض
ويطالب بتحديد مصيره، بل أفتخر به، إنما أخاف عليه عندما أراه محبطا. الشعب
اللبناني يدرك فعلا ما يريد، يريد الدولة والادارة والديموقراطية
والانتخابات والحكومة، ولكن ليس على حساب الناس”.
وشدد على أن
“القوات تطلعت بوضوح الى رأي الشعب، واحتكمت اليه لانها تؤمن بثلاثة امور:
السيادة، التعددية والديموقراطية”، موضحا أن “الديموقراطية تبدأ قبل
الانتخابات وتستمر بعدها لتضمن ايضا منظومة القيم وحرية التعبير والشفافية
والكف النظيف من دون الخوف من أي شيء”.
وجدد التأكيد أن “حزب
القوات يريد سيادة لبنان وازدهاره، ويهمه أن يعيش كل فرد فيه بكرامة وسعادة
واطمئنان إلى مصيره وشيخوخته واستشفائه، كما مصير اولاده ومستقبلهم”،
مذكرا ب”أن الشعب مصدر الشرعية لكل السلطات، وبالتالي لا شرعية للسياسيين
باستثناء خدمة الناس ومساعدتهم”.
وأسف ل”أن 30 في المئة من
اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر”، مذكرا ب”الجهد الذي بذله خلال سنتين لرفع
عدد مساعدة الاسر الاكثر فقرا، معتبرا أن “حماية الوطن تبدأ بحماية هؤلاء
الاشخاص لان قوة السلسلة بقوة الحلقة الاضعف فيها”.
وسأل: “من
ينظر الى الحلقة الاضعف في المجتمع اليوم؟ من يحاول مساعدتها؟ من ينظر الى
النمو الاقتصادي الذي انخفض من ثماني نقاط عام 2010 الى نقطة واحدة عام
2011 ولم ترتفع منذ ذلك الوقت؟ كيف سنخلق فرص عمل؟ من يراقب الفوائد التي
ارتفعت بشكل كبير؟ من ينظر الى ميزان المدفوعات والاستثمارات الخارجية التي
انهارت عام 2011؟ من يقارن بين ذلك الوقت وما نمر به اليوم؟”.
وقال: “لا أمل لدينا الا بتشجيع اللبنانيين في الخارج على
الاستثمار في لبنان، وكذلك الخليجيين، وهذا لن ينجح في ظل اللااستقرار
القائم وغياب سلطة الدولة وفقدان قرار الحرب والسلم من يدها”.
وأشار إلى “الترابط القائم بين الوضعين السياسي والاقتصادي”، وقال: “كل من
يقول لنا إن الاستقرار اولا، وتغاضوا عن الامور الاخرى نؤكد معه على الجزء
الاول، ولكن مع التشديد على أنه لا يمكن للاستقرار الا ان يكون مستداما ولا
ينجح بالخنوع والاستسلام. وبالتالي، كيف يتحقق الاستقرار بغياب العدالة
والحوكمة الرشيدة والتنمية المستدامة وكرامة الانسان وامور اخرى؟ نحن في
حاجة الى منظومة جديدة لتأمين كل هذه الامور، ولا ينقصنا شيء سوى الجدية
وقتل حية الفساد في وكرها وقطع رأسها للوصول الى النتيجة المرغوبة”.
كما تطرق بو عاصي الى المرحلة التي عاشها في فرنسا وتشارك بها مع
الموجودين، مستذكرا “النضال والتضحيات والقيم التي تعد اهم من كل شيء لان
من تسمح باستمرار الحياة بعد كل هذا النشاط”.
وتحدث عن “القوات
اللبنانية في بلجيكا والتزامها وصلابتها وثباتها اذ لم يتخل القواتيون فيها
عن واجبهم الوطني للحظة”، موجها التحية إلى “منسق القوات في بلجيكا على
اندفاعه وجهده لخير القواتيين والجالية اللبنانية”.
وختم متوجها
إلى الحضور: “أنتم فخرنا وذخيرتنا ونموذج عن مجتمع نفتخر به، التجربة التي
عشتها معكم لسنوات طويلة غنية ولبنانية وانسانية بعمق، وقواتية بامتياز”.
الافتتاح
وكان افتتح الحفل بالنشيدين البلجيكي واللبناني وتم عرض فيلم مختصر عن
لبنان. وقدمت منسقية “القوات” دروعا تكريمية إلى بو عاصي وعلي وحداد.
كما كانت كلمة ترحيبية لكيروز تحدث فيها عن “أهمية هذا اللقاء لأنه مساحة
للتلاقي والحوار”، مؤكدا أن “لبنان في حاجة إلى دعم اللبنانيين في الخارج
كي يبقى مساحة من الحرية والكرامة وللحفاظ على ديموقراطيته وتنوعه وثقافته
وغناه”.
وحيا كيروز جعجع، وقال: “إنه قائد اعتاد على قول
الحقيقة في كل الظروف، ولو على حساب حريته الخاصة التي تخلى عنها 11 سنة.
كما انه قائد تميز بشجاعته وتجلى ذلك في القرار الذي اتخذه اخيرا عبر
استقالة وزرائه من الحكومة”.
Comments are closed.