الأخبار… حزب الله: أرادوا قتل وهّاب‎!‎

كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : ما فعله حزب الله في اليومين الماضيين، على خلفية أحداث بلدة الجاهلية، ليس أقل من منع انزلاق البلد إلى حرب أهلية، للمرة الثانية في غضون ‏عام ونيّف. المرة الأولى كانت عندما عمل الى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب وبقية القوى السياسية على إخراج رئيس الحكومة سعد ‏الحريري من معتقله في الرياض، مانعين انجرار البلد إلى حرب خطّطت لها السعودية‎.‎
ليس هذا “تكبيراً للحجر”، بل توصيف “واقعي ودقيق” لمجريات الأحداث نهاية الأسبوع الماضي، وفق مصادر قريبة من الحزب. “الأمور ‏كانت على حافة الحرب”، وما منعها هو الضغوط المكثفة التي مارسها الحزب، ولكن وحده هذه المرة، في وجه رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري الذي اتخذ منفرداً قرار إرسال القوى الأمنية الى البلدة الشوفية، وفي وجه شعبة المعلومات والقضاء، فيما كانت معظم القوى السياسية ‏غائبة عن السمع، وعلى غير علم بما يجري على الأرض‎.‎

الاقتناع ثابت لدى حزب الله بأن إرسال 40 آلية وأكثر من مئة عسكري مدججين بالسلاح، لم يكن الهدف منه تبليغ الوزير السابق وئام وهّاب ‏بضرورة حضور الاستجواب في الدعوى المقامة ضده، ولا حتى إحضاره إلى القضاء، “بل كان هدفها أكبر من ذلك”، على ما قال نائب رئيس ‏المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي لدى زيارته الجاهلية للتعزية أمس. والـ”أكبر من ذلك” ليس، أيضاً، مجرد “فركة أذن” لرئيس ‏حزب التوحيد العربي، بل هو محاولة قتل متعمّد عن طريق افتعال اشتباك في محيط منزل وهّاب يؤدي إلى إطلاق نار متبادل يُقتل خلاله الأخير ‏في اشتباك عرضي، ثم تجري لفلفة الأمور‎.

وبصرف النظر عن النيات، فإن ما هو موضع تساؤل لدى الحزب هي “الخفة التي تعاطى بها من أرسل دورية شعبة المعلومات الى الجاهلية ‏في ظل المحاذير السياسية والطائفية، والاحتمالات التي كانت قائمة لانزلاق التطورات إلى فتنة كبيرة في الجبل، وربما فتنة طائفية في البلد. ‏وإذا كان هؤلاء لا يعلمون بهذه المحاذير فتلك مصيبة كبيرة، أما إذا كانوا يعلمون، وكانت هناك نيات مبيتة، فإن المصيبة أكبر وأخطر بما لا ‏يقاس‎”.

بات من نافل القول إن الحزب عبّر لوهّاب، الأسبوع الماضي، عن عدم موافقته على المسّ بالكرامات والإساءة إلى الرموز والانحدار الكبير في ‏الخطاب السياسي والإعلامي، من جميع الأطراف. إلا أنه، في المواقف التي عبّر عنها مسؤولوه في اليومين الماضيين، أكّد بما لا يدع مجالاً ‏للشكّ أنه لن يسمح باستفراد أي من حلفائه، عبر استخدام القضاء لغايات سياسية، واستخدام القوى الأمنية بهذا المستوى من “الخفّة واللامسؤولية” ‏من قبل السلطة السياسية. وهو وفّر لوهّاب “مظلّة أمان كبيرة”، مؤكداً مرة جديدة أنه يضع الوفاء والالتزام مع حلفائه في مستوى أعلى من ‏السياسة. فكما وقف إلى جانب الوزير سليمان فرنجية في تشكيل الحكومة، وإلى جانب الوزير جبران باسيل زمن تأليف حكومة الرئيس نجيب ‏ميقاتي، وإلى جانب الرئيس ميشال عون في معركة رئاسة الجمهورية، والى جانب حلفائه السنّة بفرض قانون انتخاب على أساس النسبية وفي ‏تشكيل الحكومة… جاءت أحداث الجاهلية لتؤكد، مرة أخرى، وقوفه الى جانب حلفائه الدروز‎.‎

في خلاصات أحداث الأسبوع الماضي، فإن المؤكّد أن الأحادية الدرزية في الجبل قد كُسرت. كذلك فإن موقف وهّاب الاستيعابي للأحداث، ‏مدعوماً من الحزب، يجعل منه رقماً صعباً في المعادلة الدرزية، وهو ما كرّسته على أي حال نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وفي الخلاصات، ‏أيضاً، أن الغزل المستجدّ بين الجاهلية ودار خلدة يحظى بدعم الحزب وتشجيعه، لتشكيل تحالف عريض يضم كل القوى الدرزية الوطنية ‏والحزب السوري القومي الاجتماعي‎.

من الواضح لدى حزب الله الدور الذي لعبه النائب السابق وليد جنبلاط في تحريض الحريري على إنهاء “الحالة الشاذة” التي يمثّلها وهّاب في ‏الجبل، مؤكداً له أنه وشيخ العقل والدروز جميعاً سيغطّون ذلك. لذلك يبدو الحزب ماضياً في مغادرة مربّع التحفظ في خصوصية العلاقة التي ‏يقيمها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والتي كانت تتيح للأخير هامشاً واسعاً من توجيه الانتقادات، في كل مناسبة، الى الحزب ودوره في ‏لبنان وسوريا، من دون أن يلقى ردّاً. وليس خافياً أن في مشهد الجاهلية والحشد السياسي الذي أمّها أمس رسالة بالغة الدلالة لجنبلاط أن لحزب ‏الله في الجبل حليفاً يحظى بدعم واسع منه ويقف الى جانبه بقوّة‎.

في خطابه الأخير، قبل أقل من شهر، نصح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جنبلاط بأن “يضبط أنتيناته”. أمس، أُعلن أن الوزير ‏السابق غازي العريضي، بناءً على طلب منه، سيزور اليوم المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل. أمس، فقط، بدا أن جنبلاط ربما بدأ ‏العمل بالنصيحة‎.‎

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.