الحريري: لن أكون رئيس حكومة الآخرين… عون يرفض وضع ڤيتو على باسيل.. والحراك يرد في الشوارع
أطل الرئيس ميشال عون مساء امس عبر ندوة صحافية في القصر الجمهوري ليتحدث الى اللبنانيين المعتصمين في الشوارع والساحات لليوم الثامن والعشرين من الانتفاضة.
وأكد فيها أنه يوافق «على مطالب الحراك، لدي ثقة بأهل الحراك لأنهم مواطنون تعذبوا وأنا كنت أبحث عنهم». لكن اعتبر أن «الانقلاب على العهد يعني «العوض بسلامتك».
وبخصوص مطالب الحراك الشعبي بتشكيل حكومة كفاءات قال «حكومة الصدمة لا يمكن إنجازها، حكومة تكنوقراط صرف لا يمكنها إدارة سياسة البلد. واذا لم تكن تكنو- سياسية لا يمكن أن يكون لديها غطاء يجب أن يكون لديها الصفة التمثيلية الشعبية».
وحول عقدة انضمام رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية السابق جبران باسيل، قال الرئيس اللبناني إن «باسيل هو الذي يقرر اذا يريد المشاركة في الحكومة، هو لم يكن يريد المشاركة في هذه الحكومة ولكن هناك ظروفا أجبرته على أن يكون وزيرا للخارجية، لا أحد يمكن أن يمنعه من حق أو يفرض عليه ڤيتو بنظام ديموقراطي وهو رئيس أكبر كتلة مسيحية».
وحول تكليف الرئيس المستقيل سعد الحريري قال عون «الحريري متردد في رئاسة الحكومة ولا أعرف اذا لايزال مترددا. هو لديه أسباب شخصية تمنعه من أن يكون رئيسا للحكومة».
واشارة الى الضغوط الغربية لاخراج حزب الله من الحكومة، قال «لا يستطيعون أن يفرضوا علي أن أتخلص من حزب يشكل 30%».
وعن أزمة المصارف المغلقة والمخاوف حول ودائع العملاء أضاف «أطمئنهم ألا يركضوا على البنوك ويكبروا المشكلة.. مصرياتهم مضمونين».
ولفت إلى أن «الحراك بدأ بمطالب اقتصادية بسبب الضرائب المفروضة، ووصلت الى مطالب سياسية، ومن الطبيعي أنه عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة سيطلب الشعب تغيير الحكومة، حتى تسمع الحكومة الجديدة مطالبه وتنفذها».
واشارة الى خطاباته السابقة، قال عون «أنا تجاوبت معهم ووجهت لهم نداء وإن المطالب محقة وهذه أيضا مطالبي الشخصية، دعوناهم الى اللقاء للتحاور معا إلا أنني لم أتلق جوابا»، مشيرا الى ان الاصلاحات المطلوبة صعبة في مجتمعنا.
ولفت إلى أن «محاربة الفساد، الوضع الاقتصادي، والعمل لمجتمع مدني، هذه النقاط الثلاث هي الأساس، اذا اكتفينا بهذه النقاط فهي برنامج يوصل الى بناء الدولة، لكنهم مفقودون حاليا».
وأضاف «يجب أن نكون أصحاب ثقة لدى الناس، واسترداد الثقة بحاجة الى وقت وعمل وحسب خارطة الطريق. يجب أن نبدأ من الأمور المعقولة وغير المعقولة في التطبيق، مع من يجب تحديد الأمور أليس مع الشعب المطالب؟ الآن لا أحد يتكلم ولدينا شعارات «كلكن يعني كلكن» وهذا خطأ، لأنه يطال الجميع، اذا لا يوجد «أوادم» وأشخاص واعوان للمشاكل التي تعترضنا كيف يمكن أن نصلح؟ هناك أوادم وأشخاص أكفاء لديهم الصفات للنهوض بالمجتمع».
وأعلن أن المشاورات لتشكيل الحكومة قد تكون غدا الخميس أو الجمعة، ولكن ننتظر إجابات من الآخرين. وقبل انتهاء الندوة وبعدها، نزل المتظاهرون الى الشوارع وقطعوا عدة طرقات، وتجمع المئات عند جسر الرينغ بالإطارات المشتعلة، وأقفل آخرون طريق المدينة الرياضية، والأوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار في مدينة البداوي بالشاحنات.
وكاان عون عقد امس لقاء مع السفراء العرب في لبنان ووضعهم في رؤية الحكم ورأيه ببعض الضغوط الدولية على لبنان، كما التقى وفدا من سفراء دول مجموعة الدعم الدولية للبنان.
وتطرق عون الى المطالب التي رفعها الحراك الشعبي وموقفه منها والقوانين الاصلاحية التي تقدم بها عندما كان نائبا والتي تلتقي مع مطالب الحراك واعاد التأكيد عليها مؤخرا.
وفي لقائه مع السفراء العرب، عرض عليهم الأوضاع عينها، ولفت وجود السفير السوري علي عبدالكريم علي ضمن الوفد الذي تقدمه عميد السلك الديبلوماسي العربي في بيروت عبدالعال القناعي وسفراء فلسطين والامارات وتونس ومصر والسودان وعمان والمغرب واليمن وقطر والسعودية والجامعة العربية الى القائمين بأعمال سفارات الاردن والعراق والجزائر.
واعرب سفراء مجموعة الدعم عن استمرار دعم دولهم للبنان، مشددين على اهمية تشكيل حكومة لمواكبة التطورات.
وعقب مشاركته في اجتماع عون مع السفراء الغربيين، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، إن الوضع المالي والاقتصادي اللبناني حرج ولا يمكن للحكومة والسلطات الأخرى الانتظار لفترة أطول لبدء معالجته، داعيا إلى سرعة تشكيل الحكومة الجديدة، على أن تضم شخصيات معروفة بالكفاءة والنزاهة وأن تحظى بثقة اللبنانيين.
ويبدو أن المشهد الحكومي بعد كلمة عون سيبقى كما كان قبلها يراوح مكانه، فالرئيس سعد الحريري على رفضه تشكيل حكومة جديدة تكون نسخة طبق الاصل او منقحة عن حكومته المستقيلة، ومطالبته بالاستجابة لصرخات الناس المكدسين في الساحات من خلال تشكيلة حكومية مقلصة وتضم اهل الاختصاص، مع الاصرار على اطلاق يده في تشكيلها وادارتها، يقابله اصرار التيار الوطني الحر سريا وحزب الله وحركة امل علنا على حكومة تكنوسياسية تجمع بين ممثلين عن الاحزاب الداعمة للسلطة واهل اختصاص مستقلين.
وكان الرئيس نبيه بري علق على تردد الحريري في قبول التكليف قائلا: رئيس الحكومة عم يتسلى.. لقد قدمت للرئيس الحريري لبن العصفور، وسأكون على عداء معه الى الابد، اذا رفض تشكيل الحكومة.
وردا على ذلك، نقل زوار الحريري عنه قوله انه اخ كبير، وقلبه كبير، ولا يتحمل ان يكون على عداء معي الى الأبد، وانا اشكره على لبن العصفور، مع العلم اني متوقف عن تناول الألبان والأحبان، لأن حال البلد بدها ريجيم سياسي، وصداقته ومحبته تتقدم عندي على اي اعتبار، وما في شي في الدنيا يحطنا بحالة عداء.
وكان الحريري التقى الوزير جبران باسيل مجددا اول من امس في مراجعة اخيرة كما يبدو لم تظهر ما يشير الى التفاهم، فالوزير باسيل متمسك بوجوده في الحكومة المقبلة لأن ابتعاده عنها يشكل اجهازا على مستقبله السياسي الذي امضى سنوات وهو يسعى لجعله واعدا، اضافة الى تقويض موقعه داخل التيار، حيث تتوسع دائرة معارضيه.
في المقابل، فإن الحريري يرى في بقاء باسيل في الحكومة تحديا للحراك الشعبي ولمجمل الانتقادات التي وجهت لأدائه السياسي في الداخل والخارج، لكنه وافق على ان يسمي باسيل من يمثل تياره بالتشاور مع رئيس الحكومة المكلف.
اما بالنسبة لـ «لبن العصفور» الذي قدمه له بري، فهو تشكيل حكومة تكنوقراط، كما يريد، شرط ان تسمي الاحزاب ممثليها، بما فيها حزب الله، الأمر الذي اعتبره الحريري مناقضا لشعار حكومة المستقلين.
ونقل عن الرئيس الحريري قوله: لن أكون رئيس حكومة الآخرين. هذا وقررت نقابة موظفي المصارف التي كانت وراء اضراب الامس ان تستأنف المصارف العمل دون استقبال الزبائن الذين بوسعهم سحب الاموال من اجهزة السحب الآلي تحت سقف محدد، وفي المعلومات ان هذا الاجراء سيستمر حتى عيدي الميلاد ورأس السنة تحسبا للسحوبات المبالغ فيها.
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.