مقدمات نشرات الاخبار في تلفزيونات لبنان الخميس 20/12/2018

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون لبنان”

طبخة الحكومة على نار قوية ونضوجها متوقع ظهر غد في القصر الجمهوري بصدور مراسيمها.

يسبق ذلك إستقبال رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة المكلف ولنواب اللقاء التشاوري.
وسيعود عضو اللقاء النائب فيصل كرامي الى بيروت من زيارة خارجية هذا المساء. وبعد إعلان الحكومة تعقد في اليوم التالي جلسة لأخذ الصورة التذكارية وتشكيل لجنة وزارية لإعداد البيان الوزاري.

واستنادا الى ما قاله الوزير علي حسن خليل من بيت الوسط ان البيان الوزاري نسخة طبق الأصل لبيان الحكومة الحالية على ان تضاف إليه فقرات تتعلق بتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر. ومن المنتظر ان يعقد إجتماع غدا بين الرئيسين بري والحريري.

ورغم بلوغ حافة الحكومة الجديدة ثمة تكتم على عدد كبير من الوزراء والحقائب مع العلم أن كلاما كثيرا صدر في المحافل السياسية حول ذلك. وثمة إهتمام بمعرفة إسم الشخصية السنية التي ستكون من حصة رئيس الجمهورية والتي تمثل اللقاء التشاوري.

كذلك فإن هناك اهتماما بالتأكيد من الأسماء الرائجة للتوزير ومنها وزير الداخلية.
وبعد نيل الحكومة الثقة يرتقب ان تتكثف جلسات مجلس الوزراء. ولقد شدد الوزير ميشال فرعون على ضرورة وضع خطة إنقاذية للوضع الاقتصادي.

وفي المتابعات بقي الرئيس عون على اتصالات دائمة ولقاءات بعيدة عن الأضواء إضافة الى استقبالاته وكل ذلك في إطار المسار الحكومي.

===================

* مقدمة نشرة أخبار ال “ام تي في” 

بسهولة كرجة الماء وسرعة لمح البصر ستولد حكومة العهد الأولى الثالثة للرئيس سعد الحريري، هذا اليسر الظاهر الذي جاء بعد عسر دام 7 اشهر سبقه اليوم جلسة عاصفة للقاء التشاوري مع راعيه حزب الله انتهت الى تثبيت اختيار جواد عدرا قيصريا، والمعلومات تفيد بأن الحاج حسين الخليل نقل الى التشاوري استياء السيد نصرالله من سرعة تفكك اللقاء الذي احرج الحزب ولم يمنحه ولو ساعة يتلذذ فيها بفرحة اختراق البيت السني بجواد طروادة المستحدث، فالخلافات بين اللقاء التشاوري كشفت الحزب وبينت ان رافضيه كانوا على حق بأن اللقاء مصطنع وليس مقبولا حرمان البلاد حكومة مدى 4 اشهر من أجله.

سقطة حزب الله اسقطت كل ما قيل وكتب عن تحقيقه انتصارات سياسية على هذا الفريق او ذاك طالما ان الانتصارات تتم من خارج الاطر الدستورية وعلى حساب الدستور والفرق شاسع بين الانتصار للبنان الدولة والانتصار عليه. في هذه الأجواء أنجزت عمليتا توزيع الحقائب فيما يخضع اسقاط أسماء الوزراء عليها لرتوش اخير، والعمل منصب الان على انجاز اللقاء بين التشاوري والرئيس الحريري الذي يسبق اعلان مراسيم التشكيل المتوقعة في الساعات القليلة المقبلة.

في الاثناء سجل مجلس الأمن انتصارا نادرا على نفسه بأن امتنع عن الامتثال لاسرائيل التي كانت تدفع باتجاه ادانة لبنان على خلفية انفاق حزب الله، ومساء أعلن الجيش الاسرائيلي انه سيبدأ بتدمير الانفاق. 

تزامنا انشغل الشرق الاوسط بتقييم اعلان الرئيس ترامب انسحاب قواته من سوريا وانقسمت الاراء بين مشكك بصدقية واشنطن ومتوجس من تبعات القرار على الاستقرار الهش في سوريا، فيما اعتبر الاكراد وحلفاء اميركا في المعارضة السورية بأنهم تعرضوا لخيانة أميركية قاتلة.

===================

* مقدمة نشرة أخبار ال “ان بي ان” 

الايجابية التي تكلل الملف الحكومي لا تزال تتحكم بمفاصل المشهد السائد منذ ايام، ذلك ان قرارا سياسيا كبيرا وصلبا قد اتخذ بما لا يدعو مجالا لعودة العقارب الى الوراء وعليه فان الميلاد الحكومي لم يعد يحتاج الا لانجاز وضع اللمسات الاخيرة اللازمة قبل صدور مراسيم التشكيل خلال الساعات المقبلة. وفي هذا السياق اندرج الاجتماع الذي كشف اليوم عن عقده الليلة الماضية بين اللقاء التشاوري وحزب الله وتمحور حول مسألة تمثيل النواب الستة في الحكومة العتيدة. 

الاجواء التفاؤلية عكسها وزير المال علي حسن خليل حيث اعلن بعد لقائه الرئيس الحريري في بيت الوسط ان ولادة الحكومة اقرب من لمح البصر، موضحا ان هناك تفاهما بشأن البيان الوزاري الذي سيبنى على قواعد بيان الحكومة السابقة مع اضافات تتعلق بالاصلاحات الواردة في مؤتمر سيدر.

وفي بيت الوسط ايضا ايضا اعلن النائب هاغوب بقردونيان انه لم يبق اي تفصيل يؤخر ولادة الحكومة في اليومين المقبلين، مشيرا الى ان الحريري طمأنه انه سيكون للطاشناق حقيبة. اما الاجراءات الرسمية للولادة الحكومية بعد بت اسم ممثل هؤلاء النواب فقد باتت معروفة وتشمل اجتماعا يضمهم والرئيس سعد الحريري في بعبدا على الارجح برعاية الرئيس ميشال عون ثم لقاء بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف يدعى اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ويعقبه صدور مراسيم تأليف الحكومة الجديدة وقبول استقالة حكومة تصريف الاعمال. الاجواء الايجابية السائدة على المستوى الحكومي انسحبت على الشأن المالي بدليل ارتفاع السندات اللبنانية المقومة بالدولار.

الانسحاب العسكري من سوريا والمقاوم بالسياسة استدرج قراءات معمقة داخليا وشرقا وغربا. الرئيس الاميركي دونالد ترامب رد على الانتقادات بالسؤال: هل تريد الولايات المتحدة ان تقوم بدور الشرطي في الشرق الاوسط وحماية الاخرين وصرف ملايين الدولارات على من لا يقدر؟ في الداخل الاميركي انتقاد لقرار دونالد ترامب على مستوى المشرعين، اما اول المنزعجين فكانت قوات سوريا الديمقراطية واسرائيل ثم فرنسا وبريطانيا. اما ابرز المرحبين بقرار ترامب فكانت موسكو التي رأت ان سحب القوات الاميركية يفتح افاقا للتسوية السياسية في سوريا.

=====================

* مقدمة نشرة أخبار “المنار” 

دخلت الحكومة آخر محطات التجهيز، وما يفصلنا عن الاعلان، ساعات خالية من العقد او الازمات، وانما اجراءات لوجستية لاتمام المشهد الاخير ..

آخر الاخبار جعلت الانظار شاخصة الى بعبدا، حيث لقاء الغد بين نواب اللقاء التشاوري الستة ورئيس الجمهورية، وربما ينضم اليهم رئيس الحكومة المكلف..

الامور مريحة اذا، وكل المجريات السياسية في الايام القليلة الماضية بينت ان الاعتراف بنواب اللقاء التشاوري قد حصل بحسب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والمطلوب استكمال بعض التفاصيل.. اما الفصل الاخير كما تقول مجريات الامور فغدا من بعبدا..

في الاقليم غدا الرئيس الاميركي دونالد ترامب الحليف المرعب لحلفائه مع تقلب قراراته، وآخرها اعلان سحب قواته من سوريا الذي سحب البساط من تحت اتباعه على الارض السورية، واصاب حليفه الاسرائيلي بخيبات كبيرة..

فما قام به ترامب هدية لايران وحزب الله اللذين خاضا المعركة الحقيقية ضد داعش قال محللون صهاينة، وباتت اسرائيل خائبة وخائفة جدا قال آخرون، اما قول ترامب فكان واضحا : الولايات المتحدة لا تريد لعب دور الشرطي في الشرق الأوسط بلا مقابل، قول هو ليس للاسرائيلي بطبيعة الحال، وانما للذين لا يقدرون ما يفعله كما قال..

اما ما قدره الرئيس الروسي من الخطوة الاميركية فهو أنها صائبة، وخاصة ان الوجود الاميركي غير شرعي في سوريا..

===================

* مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” 

انها مسألة ساعات تفصل اللبنانيين عن اعلان التشكيلة الحكومية. وفيما تقاطعت المعلومات عند الولادة القريبة اكدت مصادر متابعة وعليمة لتلفزيون المستقبل انه سيتم خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة الاعلان عن الحكومة الجديدة، ويجتمع الرئيس سعد الحريري الى الرئيس ميشال عون للتداول في اللمسات الأخيرة والتوقيع على مراسيم التشكيل.

وفي المعلومات المؤكدة للمصادر نفسها ان حكومة الثلاثين باتت شبه جاهزة باسماء الوزراء والحقائب، وان الاطراف المشاركة قامت بتسليم اسماء الوزراء المرشحين للتوزير بما في ذلك حزب الله الذي تخلف عن تسليم الاسماء قبل ثلاثة اسابيع.

وفيما بدأت بعض المصادر بالحديث عن البيان الوزاري وما سيتضمنه مؤكدة انه سيكون على شاكلة البيان السابق في الشق السياسي وسيشهد بعض التغييرات في ما يتعلق بالشؤون المالية والإقتصادية، اعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن حرصه وحرص الرئيس المكلف سعد الحريري على تحقيق الانماء المتوازن وفق خطوات تنفيذية عملية تشمل كل لبنان. 

===================

* مقدمة نشرة أخبار ال “ال بي سي” 

فعلا، هل “بتحرز كل هذه النطرة” لأجل أن تولد حكومة كان يمكن أن تولد مباشرة بعد ان يبدأ مجلس النواب الجديد ولايته في حزيران الماضي؟

فعلا، هل “بتحرز كل هذه النطرة” من أجل أن يوهموا الناس أن اللقاء التشاوري تشاور ويتشاور من أجل تصحيح الخلل في صحة التمثيل السني؟

لا… لا يستحق الشعب اللبناني هذا الإستخفاف بعقول بنيه… الشعب اللبناني ذكي… “وبيفهم”، وما بتمرق عليه هذه الألاعيب، لئلا نقول شيئا آخر.

هل تعتقدون أن الشعب اللبناني سيصدق أنكم أوقفتم البلد سبعة أشهر من أجل أن يحل جواد عدرا محل فادي عسلي؟

جواد عدرا، مع حفظ الألقاب، قيمة علمية مشهود لها، وفادي عسلي قيمة مصرفية مشهود لها، لكن القصة ليست هنا… القصة ان “اللقاء التشاوري” صدق نفسه أن شمس الحكومة تشرق حين يصيح ديكه… لكنه أكتشف متأخرا أن شمس الحكومة تشرق حين أخرج أرنب من أحد الأكمام، فانكشفت اللعبة على حقيقتها: كتلة نيابية أعدت على عجل، و”خدمت عسكريتها” على عجل، وبين تشكيلها وفرطها، اكتشف الجميع إنها أداة في “عدة الشغل”: اجتمعت وصرحت ورفعت السقف لينتهي الأمر إلى الطلب من كل عضو منها إلى تسمية مرشح، فانكشف التباعد بين أعضائها: هذا يريد نفسه، وذاك يريد نجله، وآخر يريد زميله في الجمعية. وآخر أعطي مغلفا فيه إسم، فسلمه حتى من دون ان يطلع على الإسم، وآخر سافر في لحظة حرجة واعتقد ان المراسيم يجب ان تنتظر عودته من سفره الميمون.

إكتشفوا متأخرين أن الحسابات في مكان آخر، وأن لا أحد “يحسب لهم حسابا”… وأن التشكيلة تخضع لحسابات استراتيجية تبدأ بالعراق وتمر بالحديدة ولا تنتهي بالأنفاق المزعومة انطلاقا من الجنوب. 

المهم، بعد كل الذي حصل، هل من يأخذ العبرة؟

بعد سبعة أشهر، ظهر “الوزير الملك” ولكن على أي مملكة؟ إذا حمل جواد عدرا “مملكته”، الدولية للمعلومات، إلى طاولة مجلس الوزراء، فإن الأرقام لن تعود وجهة نظر… “ضرب ذكا” تسمية جواد عدرا، ولكن كان يمكن إخراج الأرنب من الكم قبل سبعة أشهر، والمعلومات تقول إن الأرنب أخرج منذ ثلاثة أشهر ولم يؤخذ به، فكنا تفادينا الوصول إلى حافة المهوار أكثر من مرة، ولما كان الوضع الإقتصادي وصل إلى مرحلة الهريان الذي هو فيه، ولما كانت الليرة اللبنانية تتلقى الضربات من الدولار الأميركي.

وفي المحصلة، حتى لو كانت الحكومة العتيدة “تصنع العجائب” فإن ولادتها التي تستغرق سبعة اشهر، تجعل عجائبها أكثر كلفة من مردودها، فهل من يتعظ قبل سقوط الهيكل؟ 

ووفق معلومات خاصة بالـ LBCI ان اجتماعا في الخارجية بين الوزير باسيل واللواء ابراهيم عقد على مدى خمسين دقيقة وبقي بعيدا من الإعلام.

==================

* مقدمة نشرة أخبار “الجديد” 

بحل عقدة اللقاء التشاوري كاد ينحل اللقاء.. أو بالحد الأدنى خرج نوابه بإصابات في الأرواح السياسية المباشرة لكنه يحسب للنواب الخمسة زائد واحد غائب..أنهم تعالوا على الجراح.. وأبقوا على النقاشات الحادة داخل الغرف المغلقة.. نواب سنة معارضون.. اتكلوا على حزب الله وهتفوا: يا عدرا فلم يكن متاحا الاستمرار في مزيد من الجدل وهدر الفرصة لاسيما أن اسم جواد عدرا تقاطعت عنده كل المرجعيات وشكل نقطة التقاء اجتمعت عندها الرئاسات الثلاث فكانت الولادة بأن يخرج نبيه بري “جوادا” هذه المرة ينوب عن الأرنب ولليوم الثالث على عملية الكومندوس التي نفذها النائب قاسم هاشم في قلب اللقاء التشاوري فقد ظلت ورقة نائب بري مثار تندر وسجال بين الاعضاء أنفسهم الذين رأوا أنهم تعرضوا لخدعة لكن الأعضاء اجتمعوا في آخر الليلة الظلماء بمسؤولين من حزب الله.. وهناك خرجوا بقناعة تسهيل الحلول والموافقة على الاسم المقترح من دون تضخيم الخلاف والذي كان بلغ حدا غير مسبوق بين النائبين الوليد سكرية وقاسم هاشم واللافت أن النائب جهاد الصمد كان أول المبادرين إلى الموافقة وإبداء روح التعاون على الرغم من مواقفه التي شددت على توزير شخصية من داخل اللقاء أما النائب “المغترب” في مرحلة التشاور فيصل كرامي فمع عودته إلى الديار وزع بيانا صادرا عن مكتبه يؤكد فيه أن اللقاء التشاوري اختار عددا من الأسماء من بينها جواد عدرا وإن أي اسم يختاره فخامة الرئيس سيكون ممثلا للقاء التشاوري حصرا في الحكومة ومع انتهاء أزمة التأليف بفرعها السني المعارض تتجه الأنظار الى موعد الولادة السباعية للحكومة بعد سبعة أشهر على التكليف وبعد ثمانية وسبعين يوما على وعد الحريري بتأليف حكومة في غضون عشرة أيام.. وعلى عداد وزير المال علي حسن خليل فإنها أقرب من لمح البصر وقد بدأت عملية إسقاط ما تبقى من أسماء على الحقائب مع توقع بعض التعديلات. وعلمت الجديد أن اسم الوزير يوسف فنيانوس لم يجر حسمه وزيرا للأشغال من قبل المردة لاسيما أن اتفاقا شفهيا كان قد حصل بين زعيم تيار المردة سليمان فرنجية والنائب فريد الخارن وتردد حينذاك أن نائب كسروان قد يكون الاسم المقترح للأشغال.. وهو الذي “سمي” على اسمه الزفت الانتخابي في مرحلة ما قبل أيار وبمجمل ما تقدم فإن الحكومة الجديدة هي بوجوه قديمة.. وعلامتها الفارقة أن كل من فيها سيحاربون الفساد.. فيما الشعب اللبناني يتهمهم بالفساد. يحذرون الناس من كوارث وأزمات اقتصادية.. وبعضهم هو الكارثة بعينها.. أو متسبب بها جمعيهم أعلن أنه ضحى وقدم التنازلات.. لكنهم جمعيا ايضا عاد الى الحكومة بشروطه. فهذا الفول أصبح اليوم في المكيول.. غير أن الناس ظلت على جوعها. 

===================

* مقدمة نشرة أخبار ال “او تي في” 

بين الكبير والخطير والاستثنائي تراوحت التطورات والاحداث اللبنانية والسورية والاقليمية. الحدث الكبير تمثل بقرب ولادة الحكومة في زمن ميلاد المخلص وخلاص لبنان من الطامة الكبرى التي يكاد يقع فيها. 

الاستثنائي هو مزاعم اسرائيل وبهلوانيات نتنياهو على الحدود اللبنانية -الفلسطينية ومسرحية الانفاق ونقل القضية الى مجلس الامن الدولي الذي ورغم تقرير اليونيفيل غير المسبوق وغير المعتاد والمنحاز – رفض ان يجاري اسرائيل في تضخيم المخاطر وتعظيم التهديدات التي اطلقها نتنياهو بما يشبه اعلان الحرب والنفير على لبنان والمقاومة فجاء بيان مجلس الامن لينفس البالون الاسرائيلي ويصب ماء باردا على الرؤوس الحامية من اركان حرب نتنياهو. 

اما الحدث الخطير والاخطر فيبقى قرار دونالد ترامب الصاعق والمفاجئ الانسحاب من سوريا. فعلها ترامب واطلق مفاجأته الثالثة: الاولى عندما انسحب من الاتفاق النووي مع ايران الثانية عندما نقل سفارة واشنطن من تل ابيب الى القدس واليوم الثالثة عندما قرر الانسحاب من سوريا وترك داعش لروسيا وايران وحزب الله وتخلى عن الاكراد لتركيا تماما كما تخلوا عنهم العام الماضي في كركوك لايران وكما تخلى الانكليز والفرنسيون عنهم في عشرينات القرن الماضي للاتراك والعرب. 

ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها الاكراد للغدر والطعن بالظهر لكن تجارب الماضي البعيد والقريب لم تعلمهم شيئا ولهذا التاريخ يكرر نفسه معهم وتحققت قراءة روبرت فورد اخر سفير لواشنطن في دمشق العام 2011 عندما حذر ونبه الاكراد من مغبة ركوب الموجة الاميركية لانهم سيغرقون. تصالحت واشنطن مع انقره فاضحت تركيا المستفيد الاول من الانسحاب وتحول الاكراد – كالعادة – كبش الفداء وفتح الله غولن حلوينة الصلحة وقريبا يسلمه ترامب الى اردوغان غاسلا يديه من دمه. جاء ترامب الى سوريا بالاساس لمحاربة داعش واحتواء ايران ومنع فتح طريق بري من ايران الى سوريا مرورا بالعراق وتحقيق الحل السياسي للازمة السورية. اليوم يغادر ترامب ولم يحقق ايا من هذه الاهداف لا بل العكس. اخلى الساحة السورية لروسيا تماما ايضا مثلما اخلى جورج دبليو بوش الساحة العراقية لايران. يوما بعد يوم تثبت اميركا ان مصالحها فوق كل اعتبار وان سياسة الاستغناء والانسحاب واغلاق الابواب هي استراتيجية وليست تكتيكا. من فييتنام الى كوريا الى لبنان العام 1983 الى العراق واليمن وسوريا مرورا بشاه ايران وسادات مصر ونورييغا بناما وماركوس الفيليبين وبينوشيه التشيلي شواهد وامثلة اكثر من ان تعد. كل الكلام عن صفقة القرن اضحى هراء وترهات وحل محله الحديث عن صفعة القرن بانسحاب بطل رواية سرفانتس. وبدلا من الحج الى واشنطن سيبدأ موسم الحج الى موسكو وسوريا من دول المنطقة والخليج التي انتابها القلق من القرار الاميركي وخصوصا عندما سمعوا ترامب يقول اليوم : لا اريد ان اكون شرطي المنطقة بعد اليوم وحان الوقت كي يقاتل الاخرون الارهاب وهو طبعا لايقصد بشار الاسد بل يقصد العرب الذين انتظروا ربيع دمشق ليتخلصوا من الاسد فتركهم ترامب في ساعة تخلي لاجتياز صحراء المرارة والخسارة. اليوم اعلنها ترامب بالفم الملآن : المال مقابل القتال . الدفع لنا مقابل الدفاع عنكم … وانسحب.

يبقى ان الاهم في لبنان هو الحكومة. انجاز بعد اعجاز. العقد اكتمل. كاسحة الالغام عباس ابراهيم تكفل كعادته بازالة العوائق. الحكومة قبل الميلاد والثقة بعد رأس السنة. 

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.