اكتشاف «كوفيد ـ 19» من خلال اللعاب في 15 دقيقة

نجح باحثو جامعة «ستراثكلايد» الاسكتلندية في تطوير اختبار جهاز استشعار حيوي سريع ومنخفض التكلفة وقابل للتصنيع يعتمد على اللعاب من أجل اكتشاف «كوفيد – 19»، وتم الإعلان عنه في العدد الأخير من دورية «كيميكال كومينيكيشن».

الاختبار الجديد مستوحى من شرائط اختبار الغلوكوز المستخدمة للتحقق من مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري. يقول الباحثون، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ستراثكلايد، أول من أمس، إنه مصمم للاستخدام الميداني السريع، للسماح للأشخاص في البيئات المجتمعية بتحديد حالة «كوفيد – 19» الخاصة بهم، ويمكن في النهاية تصنيعه بكميات كبيرة مقابل أقل من 20 بنساً لكل اختبار.

وعندما يقوم الشخص باختبار ذاتي، فإنه يضع اللعاب مباشرة على شريط الاختبار، حيث يتم إجراء القياس بواسطة الأداة لتظهر النتيجة على الشاشة، وتجنب الانزعاج المرتبط بمسحات البلعوم الأنفي. ويتوقع الباحثون ظهور هذه التكنولوجيا سريعاً في الأسواق اعتماداً على الخبرة السابقة الخاصة بشرائط الغلوكوز. فعند المقارنة بالاختبارات التشخيصية الأخرى، يمكن على نطاق واسع تصنيع اختبارات الدم للغلوكوز، التي تعتمد على شرائط الاختبار والقارئات التي تحمل علامة CE، بموافقة الجهات التنظيمية لاستخدامها في إدارة مرض السكري، هذا يعني أن الطريق إلى إنتاج اختبار «كوفيد – 19» بناءً على هذه التكنولوجيا يمكن أن يكون أسرع بكثير.

وخلال الدراسة، أوضح الباحثون بالتفصيل كيفية تطبيق معالجة كيميائية خاصة على سطح المستشعر لإنتاج الاختبار، الذي يستخدم لاكتشاف الفيروس، إنزيم (ACE2)، وهو المستقبل الذي يستخدمه فيروس كورونا للارتباط بالخلايا.

وحصل الفريق البحثي على براءة اختراع للتكنولوجيا التجريبية، وسوف يترجم ذلك إلى منتج تجاري، وقالوا إنهم يهدفون إلى أن تكون هناك نسخة أولى من الاختبار جاهزة للاستخدام في حالات الطوارئ في غضون 12 شهراً، على أن تكون هناك نسخة تجارية تحمل علامة CE بالكامل في السوق في غضون 18 – 24 شهراً.

يقول الباحث الرئيسي، داميون كوريغان من قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ستراثكلايد: «سيوفر الاختبار طريقاً قابلاً للتطوير لإجراء اختبارات حساسة ومحددة وسريعة ومنخفضة التكلفة لـ(كوفيد – 19)، لكن بالإضافة إلى ذلك يمكن تطويره ليكون بمثابة أداة منخفضة التكلفة للتشخيص السريع لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى وتحديد ما إذا كان شخص ما مصاباً بـ(كوفيد – 19) أو الأنفلونزا أو فيروس الأنف، وهذا يعني أنه يساعد في فحص العمال، بتكلفة منخفضة للغاية، على سبيل المثال في أماكن عملهم، وتحديد وعزل المصابين بالمرض وتمكين أولئك الذين تعافوا من العودة إلى العمل».

ويضيف كوريغان: «القليل جداً من تقنيات التشخيص الأخرى يمكنها التنافس من حيث التكلفة والحجم، فمن خلال وضع الإنزيم (ACE2) على المستشعر، فهذا يعني أن الشريط مصمم لالتقاط فيروس كورونا بشكل انتقائي وأيضاً ليكون مقاوماً للطفرات، حيث إن الاختبار حساس إلى سلالات مختلفة من الفيروس على عكس الاختبارات التي تعتمد على تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) أو اختبارات الأجسام المضادة التي تبحث فقط عن جزء صغير من المادة الفيروسية».

واختبر المستشعر التجريبي مبدئياً باستخدام عينات من الفيروسات المعطلة بتركيزات مختلفة، تتراوح من منخفضة إلى عالية، ثم تم إجراء الاختبارات المعملية بالمستشفى على عينات من المرضى الحقيقيين، وأظهرت أحدث مجموعة من التجارب أن الكشف كان ممكناً في غضون 15 دقيقة.

يقول مايكل مورفي، استشاري علم الأحياء الدقيقة في قسم علم الأحياء الدقيقة، بمستشفى جلاسكو الملكي، والباحث المشارك في الدراسة: «سلط كوفيد – 19 ضوءاً هائلاً على الحاجة إلى تشخيص سريع وبأسعار معقولة، عبر إجراء الاختبارات على نطاق واسع، وسنعمل لاحقاً على تطوير اختبارات تشخيصية مماثلة للأنفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى للمساعدة في تحسين رعاية المرضى وفحص العاملين في الرعاية الصحية وتقليل مخاطر العدوى المكتسبة من المستشفيات».

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.