علماء يجدون سبباً لجلطات الدم النادرة المرتبطة بلقاح «أسترازينيكا»

قال علماء أوروبيون إنهم حددوا آلية يمكن أن تؤدي بلقاح «أسترازينيكا» ضد «كوفيد – 19» لإحداث جلطات دموية قاتلة في حالات نادرة، قائلين أيضاً إنهم وجدوا علاجاً محتملاً لها.

ووجد فريقان من الباحثين الطبيين في ألمانيا والنرويج، عملا بشكل مستقل، أن اللقاح يمكن أن يؤدي إلى تفاعل مناعي ذاتي يتسبب في تجلط الدم بالدماغ، وهو ما قد يقدم تفسيراً لحوادث متفرقة في جميع أنحاء أوروبا في الأسابيع الأخيرة، حسب ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

في إسبانيا مثلاً، بدأت السلطات تحقيقاً يوم (الأربعاء) الماضي بعد وفاة امرأة جراء إصابتها بنزيف في المخ بعد تلقيها لقاح «أسترازينيكا». وقبلها، قالت السلطات في النرويج إن ثلاثة من العاملين في قطاع الصحة ممن تلقوا اللقاح في الآونة الأخيرة يعالجون في المستشفى من نزيف وجلطات دموية وانخفاض عدد الصفائح الدموية.

وأوقفت عدة دول أوروبية طرح اللقاح بعد أن تم تشخيص أكثر من 30 متلقياً بحالات تجلط دموي. وكان معظم المصابين من النساء دون سن الـ55.

وقال أستاذ أمراض الدم بال أندري هولم، كبير الأطباء في مستشفى جامعة أوسلو الذي ترأس التحقيق في النرويج، إن فريقه حدد الجسم المضاد الذي تم تنشيطه بواسطة اللقاح، والذي تسبب في رد الفعل المناعي العكسي.

وأضاف «لا شيء سوى اللقاح يمكنه تفسير سبب حصول هؤلاء الأفراد على هذه الاستجابة المناعية».

وأشار فريق الباحثين في ألمانيا إلى أنه توصل بشكل مستقل إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الفريق النرويجي.

وقال عضو الفريق الألماني أندرياس جرينشر، أستاذ طب نقل الدم، «قلة قليلة من الناس ستصاب بهذه المضاعفات… ولكن إذا حدث ذلك، فنحن الآن نعرف كيف نعالج المرضى».

وحسب هولم، فإنه بعد تحديد الجسم المضاد الذي ينشطه لقاح «أسترازينيكا»، «يمكن علاج الحالات المصابة بتجلط الدم في أي مستشفى متوسط الحجم».

وقال الباحثون إن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مثل الصداع أو الدوخة أو ضعف البصر أو ظهور كدمات خارج موقع التطعيم بعد أربعة أيام من تلقي اللقاح، يجب عليهم كإجراء احترازي التماس العناية الطبية، للتأكد من عدم حدوث جلطات دموية.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن فوائد لقاح «أسترازينيكا» تفوق مخاطره، وفق ما خلص إليه خبراؤها أمس (الجمعة)، بعدما راجعوا بيانات السلامة المرتبطة باحتمال تسببه بجلطات دموية.

وأفادت لجنة منظمة الصحة العالمية الاستشارية بشأن سلامة اللقاحات أن سمات اللقاح «ما زالت إيجابية فيما يتعلق بفوائده مقابل مخاطره، مع إمكانية هائلة (لديه) لتجنيب الإصابات وخفض حالات الوفاة في أنحاء العالم». وأضافت أن «البيانات المتاحة لا تشير إلى زيادة بالمجمل في حالات تجلط الدم» بعد تلقي اللقاح.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.