هل تحمي نزلات البرد العادية الأطفال من الإصابة بـ«كورونا»؟

زعم عدد من خبراء الصحة مؤخرا أن إصابة الأطفال بنزلات البرد العادية تحميهم من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد».

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد قال أصحاب هذه النظرية إن الأطفال حين يصابون بنزلات البرد العادية فإنهم يطورون أجساماً مضادة لفيروس «كورونا»، وهو الأمر الذي قد يفسر سبب كونهم أقل عرضة للإصابة بالعدوى، كما أنه قد يفسر أيضاً سبب تطوير بعض البالغين أعراضاً خفيفة للفيروس مقارنة بغيرهم.

واكتسبت هذه النظرية تأييداً واسعاً، ودعمتها دراسة نشرت في شهر ديسمبر (كانون الأول) في مجلة «ساينس» العلمية.

إلا أن النظرية تم نفيها بشكل تام من قبل دراسة أخرى نشرت قبل أيام في مجلة «Cell»، وأجرى الباحثون في الدراسة الأخيرة تجارب على 251 شخصاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، حيث قاموا بأخذ عينات دم منهم بعد إصابتهم بنزلات البرد، ليؤكدوا أن فكرة تطوير أجسام مضادة لـ«كورونا» بعد هذه النزلات «لا أساس لها من الصحة».

وقال سكوت هينسلي عالم المناعة في جامعة بنسلفانيا: «عندما قررنا إجراء هذه الدراسة كان هدفنا هو إثبات صحة النظرية السابقة التي تؤكد أن إصابة الأطفال بنزلات البرد العادية تحميهم من الإصابة بفيروس (كورونا). ولكن هذا ليس ما وجدناه».

وأضاف: «ما توصلنا إليه هو أن هذه الأجسام المضادة الناتجة عن نزلات البرد لا تمنح الأطفال وقاية من الفيروس، ولا تخفف من حدة الأعراض بعد الإصابة».

وقارن الباحثون أيضاً بين كمية الأجسام المضادة المطورة بعد الإصابة بنزلات البرد لدى الأطفال والبالغين، ولم يجدوا أي فرق.

وقال الدكتور هينسلي إن «الدراسة السابقة المنشورة في مجلة (ساينس) أبلغت عن مستويات عالية جداً من الأجسام المضادة القادرة على مهاجمة فيروس (كورونا) والفيروسات التنفسية الأخرى، وهو أمر لم نجده. وأنا لا أملك تفسيراً لاختلاف نتائجنا عن نتائجهم».

لكن جورج كاسيوتيس، عالم المناعة في معهد فرانسيس كريك في لندن، الذي قاد الدراسة المنشورة في مجلة «ساينس» أكد صحة نتائج دراسته، قائلاً إن «الدراسة الجديدة كانت أصغر من أن تستبعد أي دور للأجسام المضادة الموجودة».

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.