السماء تشتعل بـ 10 آلاف انفجار.. اكتشاف ثوري يكشف أسرار النجوم الميتة

منذ عام 2018، ومن خلال مسح السماء، نجح تلسكوب مرصد زويكي للأحداث العابرة، في تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق.

منذ عام 2018، ومن خلال مسح السماء بشكل دوري كل ليلتين إلى ثلاث ليالي، نجح تلسكوب مرصد زويكي للأحداث العابرة، المعروف اختصارا بـ “ZTF “، في تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق، حيث اكتشف أكثر من 10 آلاف نجم ينفجر في السماء، وهو أكبر عدد من هذه الانفجارات التي تم رصدها في تاريخ الفضاء.

وأعلن باحثو المرصد في 4 ديسمبر 2024 عن هذا الاكتشاف الذي يأتي في إطار مسح السطوع العابر الذي يتعاون فيه علماء الفلك من مختلف أنحاء العالم.

ويقول كريستوفر فريملينغ، عالم الفلك في معهد كالتيك: “كل ثانية، ينفجر نجم في الكون، وومرصد زويكي للأحداث العابرة يلتقط مئات من هذه الانفجارات يوميا، تم تأكيد عدد منها كـمستعرات عظمى”.

ويمثل هذا المسح النظام الرئيسي لاكتشاف هذه الومضات الكونية المدهشة، التي تُعتبر علامات لموت النجوم في انفجارات ضخمة.

ويدر المرصد في الوقت الحالي قاعدة بيانات ضخمة عن هذه الظواهر، حيث يعمل مع مجتمعات فلكية عالمية لتأكيد هذه الاكتشافات عبر تلسكوبات أخرى في مختلف الأماكن، مما يتيح للعلماء الوصول إلى بيانات دقيقة لتحليل هذه الانفجارات.
ولا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على العدد الكبير للمستعرات العظمى، بل يمتد أيضا إلى كيفية جمع وتحليل البيانات، ولأول مرة في التاريخ، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصنيف ورصد الأحداث الكونية عبر آلات تصوير عصرية تصل دقتها إلى 60 ميجابكسل. كما تشير البيانات إلى أن هذه الأبحاث ستؤدي إلى توسيع الفهم البشري لفيزياء النجوم، وعملية نموها وموتها، وكذلك كيف تساهم الطاقة المظلمة في توسع الكون.

ويستعد العلماء في معهد “ديراك”، التابع لجامعة واشنطن لاستخدام هذه الأنظمة المتطورة في المستقبل مع مشروع “مراقبة الفضاء والزمن” (Legacy Survey of Space and Time) في مرصد “فيرا سي. روبن” بتشيلي، وهو مشروع سيكتشف ملايين المستعرات العظمى في السنوات القادمة.

ويُعد هذا الإنجاز محطة فاصلة في علم الفلك الحديث، حيث يساهم في فهمنا العميق لموت النجوم وكيف يمكن لهذه الظواهر أن تكشف عن أسرار الطاقة المظلمة وتمدنا بأدوات لفهم الكون بشكل أكبر.

وعندما يبدأ مرصد “فيرا سي. روبن” في عمله عام 2025، من المتوقع أن تُضاف ملايين الاكتشافات الجديدة إلى هذا السجل العلمي الرائع، مما يعد بمستقبل مشرق للفلك والفلكيين حول العالم.