المرشح عن زغرتا مخايل الدويهي للـ”سيدر نيوز”: القوات هي الأقوى في القضاء!
سيدر نيوز – بترون نيوز: عائلته عائلة نبيلة، لبنانية مشرقية، يقال أن أصولها فرنسية، كما يروى أنها أول من حكم زغرتا و إهدن.. هم آل الدويهي، أعطوا لبنان والمشرق أربعة بطاركة ومئات الكهنة، إبن هذه العائلة حمل الشهادات في الهندسة والماجستير وادارة الاعمال من أميركا، كما من عدة مدن منها “لوزان”، مدير لشركة عالمية فتنقل بين آسيا، الصين وأيلينوي الاميركية مروراً بسويسرا والبرازيل.
طائر فينيق هو، ما كان نجاحه ليكتمل دون عودته للوطن و الجذور، الى أرض وتراب يحتضن أحبابه و الأجداد، حيث للنجاح طعم آخر.
وفي لبنان أدار جمعيات و مؤسسات خيرية كذلك هو عضو في الرابطة المارونية، أصفه بكل بساطة بالـ”محّب للإنسان” هو المرشّح عن قضاء زغرتا – دائرة الشمال الثالثة، هو مخايل سركيس الدويهي.
س- نرحّب بك في كفرعبيدا، ضيفاً عزيزاً، ودعني أسألك عن عبورك نفق حامات المظلم، متى سيضاء بالأنوار؟ وكم تشبه ظلمته ظلمة لبنان؟ وهل من نور؟
ج- بداية، أريد ان أعزّي أهل ضحايا القارب في طرابلس، وأحيي جهود الجيش اللبناني لمحاولته إنقاذ القارب قبل خروجه من المياه الإقليمية اللبنانية.
وفيما خصّ نفق حامات، لا شيء في لبنان سيعطينا بصيص نور إلا بعد ازالة السلطة الحالية المتحكّمة في البلد، إذا إستلم السلطة أناس يحبّون لبنان أولا ولبنان فقط، أناس من أجل خدمة لبنان وبناء وطن، نكون قد إسترجعنا ثقة الشعب وثقة بلدان أخرى صديقة بأن هذا البلد سينعش نفسه وسيقوم من الخندق حيث أنزل نفسه فيه، حينها سيضوي، ليس فقط النفق بل أيضا الأوتوستراد حيث لا بد أن نذكّر الإنهيارات الترابية التي وقعت منذ ٤ أو ٥ سنوات وكلّفت اللبنانيين بنزيناً، أرواحاً ووقتاً، بينما بامكانهم أن ينهوه بأقل من ٤ إلى ٥ ملايين دولار. انا كنت مدير لشركة “كاتربلر” ونحن نصنع جرافات، كان يلزمها ٣ جرافات ومن ٢ الى ٣ “Excavator” و٢٠ كميونا، ليس كما يحصل اليوم، فهم يضعون جرافة لا تعمل وكميوناً يذهب ساعتين وينتظرونه ليرجع، أي “مهندس” وأية إدارة تفعل هذا؟ يا عيب الشوم عليهم، كفى استهزاء بالبلد بينما الناس يضيعون، على الطرقات وقتاّ وبنزيناَ وإنتاجية كل يوم، فقط لأنهم متلهون في مكان آخر، لا يصلح البلد إلا بعد ان رحيل الأشخاص الحاكمين، أعني كل واحد اليوم في السلطة مع حزب الله، أمل، التيار العوني، المردة و”الفرافيط” الذين هم معهم.
س- يقال أن عائلة الدويهي إستشرقت بعد الحملات الصليبية ومن يومها أنتم من اليمين، هل هذا اليمين الذي تنتمي عائلتك اليه هو سبب ترشّحك ضد قوى الممانعة في لبنان؟
ج- نحن كنا دائما للبنان، كلنا في لبنان والعالم نرث أشياء كثيرة من طريقة تربيتنا ومن المجتمع حيث تربينا، أنا تربيت في مجتمع يحكي بتراث زغرتا وتراث عائلة دويهي، نحن طبعاً تربيّنا على إسم الشيخ بولس الدويهي، تربيّنا بإسم يوسف بك كرم والمؤرخ العظيم جواد بولس الذي هو رائد الهوية اللبنانية، تمثّلنا بالبطرك الدويهي والمطارنة الذين هم من عندنا بتاريخنا العريق، من وادي قاديشا، اذاً أنا دون شك متأثّر بذلك وأتأثّر حين أرى أن زغرتا غيّرت خلال 30 سنة هويتها، إذ ذهبت 180 درجة عكس هويّتها التاريخيّة، وهذا شيء مرفوض نهائيا.
س- عائلة الدويهي اليوم لديها ثلاثة مرشحين، هل هذا صحّي برأيك؟
ج- أتمنى من كل عائلات زغرتا كما أتمنى لقضاء زغرتا أن يكون هناك مرشحون من عدة عائلات ومن عدة قرى داخل القضاء، هذا يدلّ على الحياة السياسية السليمة، هناك ثلاثة من عائلة الدويهي نعم وانا ضد العائلية السياسية. أدعو العائلات الأخرى كي تتشجّع وتقول “نحن نريد خدمة الشأن العام”.
س- حضرتك على لائحة القوّات اللبنانيّة، هل سيكون ذلك تحالفاَ إنتخابياً ينتهي بعد الإنتخابات؟ أم أنك إذا وصلت للبرلمان ستكون جزءاَ من الكتلة ومشروعك سيكون نفسه مشروعهم؟
ج- أولاً تحالفي مع القوات هو نتيجة الإنسجام في كل المواضيع الوطنية والسيادية، وطبعا إنني أتبنّى مشروع بناء الدولة الذي تحمله القوات اللبنانية والذي طرح منذ حوالي الأسبوع في معراب للسنة القادمة، ولو لم أؤمن به ما دخلت الائحة. طبعا سأكون لا بل أحبّ أن أكون في التكتّل الواسع للقوات لعدة أسباب، أولا لأنني أؤمن به، ثانيا لأنني أؤمن بالعمل المشترك، فلا يمكن لأحد أن يعمل وحده، يفترض العمل ضمن مجموعة، أنا أتمنى من خلال التكتل أن أخدم منطقتي بقوة التكتل لأنني وحدي لن أتمكن أن أعمل أي شيء فنخدم شعبنا ونبني دولة. اذاً بالنهاية طبعا ليس تحالفا إنتخابيا فحسب بل أبعد من ذلك.
س- حضرتك رجل إدارة وإنماء، هل النجاح في الادارة يعني نجاحا في السياسة؟
ج- أنا أميز بين إنسان إداري وإنسان قيادي، ناك فرق كبير بين الإثنين ولكن القيادي يجب أن يكون لديه إدارة، والإداري الناجح يجب أن يكون نوعا ما قيادي. إنما الرؤيا وطريقة العمل مجرد وجودها في الشخص يمكن نقلها في أي مجال، أنا مهندس عملت في التسويق العالمي واستعملت إدارة شركات تصنيع والأدارة هي شاملة لكل شيء: لدينا “comptabilité” “resource humaine” “finance” ومصانع.
اليوم نتكلم عن خبرات قيادية يمكن نقلها لأي مكان، يمكن أن تكون إداريا لكن لا يمكن أن تكون مديرا تنفيذيا لشركة عالمية فيها آلاف العمال إلا إذا كانت لديك الليونة والإمكانية القيادية التي يمكن أن تنقلها من مكان لآخر في عدة مجالات في العالم وفي حضارات مختلفة.
س- لم نر في لبنان أشخاصا لديهم هذه المعطيات إستطاعوا أن ينجحوا وأن يواجهوا السياسيين.
ج- في لبنان لا يسمحون للأشخاص ذوي الكفاءات بأن يصلوا، يهدوّن عزمهم قبل أن يحاولوا حتى أن يترشحوا، في لبنان هناك آلاف من الأشخاص أفضل مني ولكن لا نعرف لما هم محكومون بحوالي مئة شخص ليس لديهم حتى الكفاءة، عدا الفساد والزبائنية والمحاصصة والأهم من ذلك أنهم لا يحبوّن الإنسان.
س- برأيكم هل الثورة في لبنان قد نجحت؟
ج- طبعا هي ناجحة فالثورة لا تتمثل بالمئة شخص الذين ترشحوا للانتخابات ويدعون أنهم ثوار، لا أعلم إن كانوا ثوارا أساسا، فهم لديهم نوعا من الأنانية والغرور، كان من المفترض بهم أن يتحدوا إضافة الى ضرورة إيجاد أشخاص لديهم كفاءة للموقع، ليس المهم أن يكونوا شباباَ، بل الأهم هو الخبرة. الكفاءة لمجلس النواب تتطلب ان يؤمن الشخص أنه سيعمل لمصلحة الانسان، عمله هو لخدمة منطقته ولخدمة لبنان، خدمة المنطقة تتطلب معرفة مشاكل تلك المنطقة ومعرفة التخطيط، هل هو يفهم بالتقنيات؟ من كهرباء ومياه وبنية تحتية وتعليم؟ هل لديه القدرة لتخطي كل الامور في هذه المجالات؟ هل لديه القدرة لجوجلة المشاريع وبعدها اخذها لمجلس النواب كي تنال التصويت؟ هل يفهم بالقضايا القانونية؟ هل أساسا لديه الجرأة لمناقشة القوانين ومحاسبة مجلس الوزراء؟
س- حضرتك أتيت من خبرة في المجالات الاجتماعية، فهل الجمعيات الخيرية هي التي ستوصلك للنيابة؟ وفي حال وصولك، هل السياسة ستخدم هذه الجمعيات؟ أم وجودك في الجمعيات الخيرية سيخدمك في السياسة؟
ج- انا أعرف كيف أفصل كل شيء في حياتي، اليوم الجمعية التي أسستها مع مجموعة مميّزة في زغرتا لديهم كفاءات في مجالات مختلفة وفي الوقت نفسه هي جمعية لتنمية الإنسان وقدراته، هذه لا دخل لها بالسياسة.
اليوم لنتكلم عن السياسة وعلاقتها بكل الجمعيات. فالسياسيون يدعمون جمعية لهم أو لزوجتهم ولأشخاص مرتبطين بهم، بينما معظم نشاطاتنا كجمعية متفق عليها مع المجموعة نحن نقوم بنشاطاتنا من خلالها عبر جمعيات مباشرة ونقوم بأعمال كثيرة بطريقة مباشرة لأنه يهمنا دعم الناس ذوي كفاءات أكثر منا في مجالات معينة، للاسف السياسيون في لبنان لا يساعدون في تأسيس الجمعيات.
مثلا عندما اتت البلدية وانا خسرت فيها عام ٢٠١٦، فأول إجتماع قاموا به لكل جمعيات زغرتا أن أقروا منع كل جمعية القيام بأي نشاط أو عمل إلا بإذن من البلدية، إذا كنت أملك رخصة من وزارة الداخلية لأقوم بأي عمل ثقافي فلماذا أطلب إذنا من رئيس البلدية؟ زعيمه السياسي يريد أن يضع يده على كل شيء، السياسة يجب ان تدعم الجمعيات لان دعم كل الجمعيات و ال”NGO” هو ثروة للبلد، تعدد الأفكار يعتبر غنى، من هنا يجب تشجيع جمعيات مختلفة وأندية مختلفة إضافة لدعمها.
س- هل لك ان تخبرنا عن الجمعيات التي تنشط من خلالها؟
ج- الناس في المنطقة خاصة في زغرتا، يعرفون كل شيء، أضف أنني لا أحب أن أذكر عمل الخير، فعندما تدخل الكنيسة وتضع ليرة في الصندوق مثلا لا تسأل أين تذهب تلك الأموال، فإما القيام بمشروعك بطريقة إنسانية وإما أن تقوم بدعاية. نحن نتعاون مثلا مع جمعية الحبل بلا دنس، منذ سنتين نوزّع الحصص الغذائية الشهرية لحوالي ٣٠٠ أو ٤٠٠ عائلة، نقوم بذلك من خلال الأخوية كونهم يعرفون الناس والفقراء أكثر منا وهم حياديون، أنا أرفض أن أوزعّ بإسمي. هناك جمعيات ساعدناها كونها كانت بحاجة الى المساعدة، بدلا من فتح مستوصف يمكن دعم مستوصف قديم كونه يعرف الناس أكثر وهذا سيعطي نتيجة أفضل، هذه طريقة عملنا.
س- في ما خص الأرقام، أنت إنسان يخطط ويحسب، هل درست الأرقام في هذه الانتخابات؟ وهل يمكن أن تخبرنا عن إحتمالات النجاح والفشل؟
ج- من المؤكد في قضاء زغرتا، أني واحد من الثلاثة الأقوى، لكن فيما خص العملية الانتخابية والنجاح البرلماني فهذا لديه شرط آخر وهو الحاصل على صعيد الأربعة أقضية، القوات اليوم تملك حوالي أربعة حواصل وكل يوم تتحسن الفرص أكثر، الذين ينكرون سيتفاجؤون في مدينة زغرتا والقضاء لأن الناس لم يعودوا يتحملونم وتعبوا منهم لثلاثين سنة فهم لا يريدونهم. في زغرتا القيادات لم تكن متوقعّة ان يأتي شخص ثالث، فهم لا يحبّون أن يكون هناك شخص ثالث عنيد مصر ومثابر لديه مشاريع ونشاطات للقرية وفي الوقت نفسه مدعوم من القوات اللبنانية وهي الأقوى في القضاء مع كل القمع والتهجير الذي حصل سنبرهن في الانتخابات ان القوات هي الأقوى في القضاء وسنريهم عدد الأشخاص الوطنيين بإمتياز الذين يرفضون حزب الله وأتباعه في زغرتا، سنبرهن أن الناس تعبوا من الكلام وهم يريدون أشخاصا ملتزمين أوفياء يحبون غيرهم ويعملون لخدمة الإنسان.
س- بالنسبة للقانون الإنتخابي ما هي مآخذك عليه؟
ج- ليس لدي أية مآخذ على القانون الإنتخابي. لقد قمت بأشياء معقدة أكثر من القانون الإنتخابي في حياتي، شركة تحصّل ٦٠ مليار دولار في ١٨٠ دولة إضافة الى المصانع، وللأسف يأتي واحد في لبنان يدعّي أنه ذكي فينتقد إدارة ترامب، لهذا أقول إذهب وأدر عشيرتك قبل أن يكون لك مآخذ على سياسات ترامب. لا أعلم إن كان القانون الإنتخابي في لبنان هو الأصحّ ولكن حسب نظرتي من عدة سنوات كمدير مجلس إدارة الشؤون العالمية في أميركا حيث كل السفراء في الغرب الذين تعرفت عليهم يقولون لي أنهم لا يصدقون الزعماء اللبنانيين أبدا. أرى أن العالم منذ عشرين سنة تعب منّا، ومن الحروب، أما عن مآخذي على القانون الإنتخابي فكنت أفضلّ الصوت الواحد في القضاء الواحد.
س- ماذا هي رسالتك للناخبين؟
ج- في لبنان قامت ثورة وما زالت، والمليونين نسمة الذين نزلوا الى الشارع كانوا رافضين ما وصلنا اليه، اذاً فليكن لديهم الجرأة وليقولوا من أوصلنا الى هنا، من أوصلنا الى هنا هم الحاكمون من خمس سنوات، والحاكمون من سنتين وثلاثة كان بإمكانهم أن يقولوا لن نحارب الدول التي ساعدتنا ولن نهجّر شعبنا، نريد ضبط حدودنا، نريد إبقاء أموالنا لنا وليس للدول المجاورة.
يجب أن يكون للشعب الجرأة كي ينظر الى الزعيم ويقول له أنت من سرقتني، أنت الذي تملك عشر سيارات وأربعة قصور ومئة موظف وأنت الذي يسافر، من أين لك هذا؟ سأتطلع للشخص الذي أتى ليخدمني وليس ليسرقني، مطلوب من الناخب أن يتحلّى بالجرأة وأن يصوّت بطريقة صحيحة لا أكثر ولا أقل.
حاوره ميشال الزبيدي
Comments are closed.