المفتي دريان لعون بحضور دياب وميقاتي: ذاهبون إلى قعر جهنم كما بشرتنا
انضم مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان إلى منتقدي مذكرة الاحضار بحق رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، الذي أصدره قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. وقال إن موقع رئاسة الحكومة لا يقل أهمية وقدرا عن أي موقع رئاسي آخر في لبنان، فاحترامه واجب، ونحن حريصون على أن يبقى هذا الموقع مصونا، حفاظا على التوازن بين مواقع الرئاسات الثلاث. والتصويب على رئيس حكومة تصريف الأعمال، أمر مستهجن، وغريب عن أصول التعامل والتخاطب مع رئاسة الحكومة.
وقال في خطبة الجمعة بعد افتتاحه مسجد «البساتنة» في بيروت امس بحضور دياب والرئيس المكلف نجيب ميقاتي إن الإصرار على هذا النهج من قبل البعض في السلطة القضائية – التي لا نتدخل في عملها – يسيء إلى أصول مفهوم التعامل مع الرئاسة الثالثة، في قضية انفجار مرفأ بيروت.
وأضاف: فلترفع كل الحصانات بإصدار قانون من المجلس النيابي بهذا الخصوص، ولتأخذ العدالة مجراها أصولا على الجميع بعيدا عن الانتقائية والاستنسابية والكيدية.
واعتبر أن مناخ الإحباط السائد في البلد، سببه عدم تشكيل حكومة ترعى مصالح الناس حتى الآن، فالوقت الذي هو من عمر اللبنانيين، يضيع بين مشاورات ولقاءات، فيها الكثير من التعنت والتصلب ومحاولة إلغاء الآخر، والوطن على شفا جرف هار، وهم لايزالون يبحثون عن مكتسباتهم التي لا قيمة لها إذا خسرنا الوطن. وتابع: علينا أن نترفع عن الترهات التي ترافق كل تكليف، كما ترافق تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، الذي جاء بناء لرغبة النواب الذين سموه، وبتزكية من رؤساء الحكومة السابقين، ومباركة من دار الفتوى، التي لا تميز بين أبنائها، بل هي ترجو الخير للجميع، نحن في بلد التعايش الإسلامي المسيحي، نرفض أن نميز بين لبناني وآخر، وما يحكى اليوم عن أن المسلم يسمي المسلم، والمسيحي يسمي المسيحي في الحكومة العتيدة، هو أمر خطير ومفرق، وينبغي تداركه، ولا نرضى أن تُساس الأمور هكذا، وكأننا نعيش في جزر داخل جزر، لا في دولة واحدة، ومعاييرنا وطنية بامتياز، وليست معايير طائفية. فلنترفع عن هذا المنطق الأعوج، ولننظر بمنظار الحكمة التي تؤيد هذا المنطق، وإلا فسوف يمزق الوطن أكثر مما هو ممزق، خصوصا أن شبابه ومثقفيه، أمل المستقبل، يهاجرون، فمهلا يا شباب لبنان، وطنكم بحاجة إليكم.
وقال المفتي دريان: كلنا يعلم مدى الإذلال الذي يعانيه شعبنا اليوم، لتأمين لقمة عيشه ودوائه ومحروقاته، فهو حتما نتيجة سياسات الدولة الضعيفة والخاطئة، التي قصرت في أداء دورها للقيام بما هو مطلوب، ومعالجة ما استجد بالطرق العلمية التي تعتمدها دول كنا قديما نسبقها، فإذا هي اليوم في مصاف الدول المتقدمة.
وختم بالقول: إن التخبط السياسي والاجتماعي والمعيشي الذي نعيشه مؤلم، والترقيع لا ينفع، فما جرى من انفجار مرفأ بيروت، وانفجار صهريج المازوت في عكار، والاشتباكات المتنقلة في بعض المناطق اللبنانية، سببها هذا الترقيع، فلنقلع عما نحن فيه من تخبط، وإلا فإنا ذاهبون فعلا إلى الأسوأ وإلى الانهيار الشامل.
ووجه «نصيحة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهي من خارج النص:
حاول أن تنقذ ما تبقى من عهدك وإلا فنحن ذاهبون إلى الأسوأ وإلى أبعد من جهنم إلى قعر جهنم كما بشرتنا».
الانباء – خلدون قواص
Comments are closed.