معاونو الحريري يسعون لتأمين لقاء له مع بايدن.. وواشنطن تؤكد ثبات موقفها تجاه حزب الله
مجمـــل التطــــورات السياسية الحاصلة في لبنان، لم تحقق اي تقدم على مستوى تشكيل الحكومة، ولا حتى على إزالة الأشواك السامة التي نبتت مؤخرا في الطريق ما بين بعبدا وبيت الوسط، حيث لا وساطات ولا متوسطين، فالبطريرك الماروني بشارة الراعي بات بطرحه تدويل الحل في لبنان جزءا من المشكلة بنظر السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حليف رئاسة الجمهورية بحسب خطابه الأخير اول من أمس، حيث انتقد الخصوم ولم يوفر الحلفاء، لكنه بقي ممسكا العصا من الوسط، ضد الثلث المعطل الذي يتمسك به حليفه التيار الوطني الحر، ومع حكومة من 20 وزيرا، التي يرفضها الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي آثر متابعة جولاته الخارجية انطلاقا من الدوحة أمس، ممارسا دور رئيس الظل لحكومة تصريف أعمال لا تعمل، ولحكم مترنح وعاطل عن العمل.
عمليا، استقبال رؤساء الدول للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية، محكوم باعتباره اكثر من رئيس ظل، واستنادا الى التكليف النيابي الذي منح له بموجب استشارات نيابية ملزمة اقترنت بمرسوم جمهوري.
في حين ترى المصادر المتابعة والواسعة الاطلاع ان إثارة الغرائز الطائفية عبر حملة التيار الحر ضد الرئيس المكلف كشفت التيار ومعه الرئاسة عند المسيحيين قبل غيرهم، وهذا ما يفسر عشوائية التخبط الحاصل منذ تسريب الشريط الذي يصف فيه الرئيس عون كلام الرئيس المكلف بالكذب، في وقت يسعى فيه معاونو الحريري الى تأمين لقاء له مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن،ليكون ضمن اوائل الشخصيات التي يلتقيها بايدن من منطقة الشرق الأوسط.
وقبل مغادرته الى قطر صباح أمس طلب الحريري الى نواب كتلة المستقبل عدم الرد على المنحى الطائفي لحملات التيار الحر ضده، وقال مستشاره حسين الوجه في تغريدة تويترية: «انهم يلهثون وراء اشتباك طائفي، ولن يحصلوا على هذا مهما اشتدت حملات التحريض وإثارة الضغينة بين أبناء الوطن الواحد».
وكان تكتل لبنان القوي اعتبر ان ما صدر عن الحريري من مواقف يشكل انتكاسة للشراكة السياسية المتوازنة لجهة حديثه عن وقف العد.
هذا وتعددت ردود الفعل على خطاب نصرالله الذي بدا توضيحيا أكثر منه هجوميا، خصوصا في رده على طرح الراعي تدويل الحل في لبنان، وعلى طرح النائب انور الخليل عضو كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول تطبيق الفصل السابع.
ولاحظت المصادر المتابعة أنه استذكر أحداثا دولية مثل انتصار الثورة الخمينية في إيران، وتجاهل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
ومن بكركي، قال النائب المستقيل ميشال معوض بعد لقائه الراعي: «ان البطريرك لم يطرح إدارة دولية للبنان ولن نقبل بأن تبقى إرادتنا ومؤسساتنا مخطوفة لدى منظومة السلاح والفساد، وهذه منظومة واحدة تختلف في بعض الأوقات على الحصص، ولكنها تتفق على حساب الدولة ومؤسساتها».
النائب السابق فارس سعيد علق على رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اللجوء إلى الأمم المتحدة، واعتباره التدويل متنافيا مع السيادة، بقوله هذا ليس جديدا فقد سبق له ان عارض المحكمة الدولية ورفض تدويل قواعد الاشتباك مع إسرائيل إلا بعد 2006، وبعد القرار 1701.
واليوم يحاول تغييب التجربة اللبنانية وبناء دولة على قياسه ويمنع على اللبنانيين الصراخ، كلا، نحن مع الدستور ومع اتفاق الطائف ومع قرارات الشرعية الدولية من خلال القرار 1559 و1701 و1680، وعلى السيد نصرالله ان يوفر على اللبنانيين مرحلة بناء المحكمة الدولية، والقرار 1701.
وقد حان الوقت لاعتماد نقاط القوة التي تحمي لبنان. وقال سعيد عن الحكومة: ان تشكيلها كان ليحصل لو ان ثمة إرادة إيرانية بذلك. هناك تصعيد إيراني في اليمن وفي العراق وسورية ولبنان لتحسين شروط مفاوضاتها مع أميركا.
في هذا الوقت، أكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث في حديث لقناة «الجديد» أنه: «ليس هناك أي تغيير في سياسات الولايات المتحدة تجاه حزب الله فهو منظمة إرهابية».
وأضافت ان «ما يهمنا في لبنان هو أن تكون الحكومة الجديدة قادرة على تلبية احتياجات الشعب اللبناني وتحقيق الإصلاحات المطلوبة وقرار تشكيلها يعود إلى الشعب اللبناني».
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.