“ليلة الهروب”.. تفاصيل رحلة بشار الأسد من دمشق إلى موسكو

رحلة بشار الأسد

بينما كانت فصائل المعارضة المسلحة السورية تتقدم بشكل متسارع اتجاه العاصمة السورية دمشق، وسط انهيار كامل للجيش السوري، أدركت روسيا أن الوقت أصبح ضيقاً أمام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، لتضع خطة سريعة لنقله إلى موسكو.

ونقلت “بلومبرغ”، الأربعاء، عن مصادر، تفاصيل جديدة عن طريقة نقل بشار الأسد من دمشق إلى موسكو، بينما كانت فصائل المعارضة المسلحة تقترب من دخول العاصمة والسيطرة عليها، مشيرةً إلى أن الاستخبارات الروسية أدارت العملية عبر نقل الأسد جواً من قاعدتها الجوية في سوريا.

وقالت 3 مصادر مطلعة لـ”بلومبرغ”، إن روسيا عملت على إقناع الأسد بأنه “سيخسر الحرب”، كما “عرضت عليه وعلى عائلته المرور الآمن في حال غادر سوريا فوراً”.

وذكر مصدر مقرب من الكرملين، أن “بوتين طلب معرفة سبب عدم رصد الاستخبارات الروسية التهديد المتصاعد لحكم الأسد”.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قال لشبكة NBC News الثلاثاء، إن بلاده نقلت الأسد إلى روسيا “بطريقة آمنة للغاية” عقب الانهيار السريع لنظامه، ولكنه رفض الخوض في تفاصيل نقله إلى الأراضي الروسية.

نقل الأسد جواً للقاعدة الروسية

وقال مصدران لـ”بلومبرغ”، إن “عملاء الاستخبارات الروسية نظموا عملية الهروب، ونقلوا الأسد جواً عبر القاعدة الروسية الجوية في سوريا”، كما أشار أحد المصدرين، إلى أن “جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقاً بهدف تجنب تعقبه”.

ولدى روسيا قاعدة جوية كبرى في محافظة اللاذقية، وقاعدة بحرية في طرطوس هي مركزها الوحيد للإصلاح والصيانة في البحر المتوسط.

وبعد ساعات من مغادرة الأسد، دخلت الفصائل المسلحة، الأحد الماضي، دمشق دون مقاومة من الجيش السوري، وأعلنت إسقاط النظام السابق بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

ولعبت موسكو دوراً رئيسياً في دعم نظام الأسد ومساعدتها في القتال ضد فصائل المعارضة المسلحة عبر قصف عدة مواقع، لكن مع عدم وجود مقاومة تذكر من الجيش السوري عندما سيطرت الفصائل على مدينة حماة بعد أيام من السيطرة على حلب، خلصت روسيا حينها إلى أنها “لا تستطيع حماية نظام الأسد، بينما كانت الفصائل تتقدم باتجاه مدينة حمص الاستراتيجية”، بحسب ما نقلته “بلومبرغ” عن مصدر.

حق اللجوء في روسيا

وأعلنت روسيا، الاثنين الماضي، أن بوتين اتخذ قراراً بمنح الأسد حق اللجوء الإنساني، بعد نقله إلى روسيا “بشكل آمن للغاية”.

وذكر ريابكوف في مقابلته مع NBC News: “لقد تم تأمينه، وهذا يُظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذه الحالات الاستثنائية”.

وأشار ريابكوف إلى أن روسيا ستستمر في دعم الرئيس السوري السابق، الذي اتهمت المعارضة ومنظمات حقوقية ومعتقلون سابقون بـ”شن هجمات بأسلحة كيميائية، والبراميل المتفجرة، وجرائم حرب أخرى”، بالإضافة إلى “القتل والتعذيب المنهجي، وإخفاء عشرات الآلاف من الأشخاص” منذ بداية الحرب في عام 2011.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين سيقوم بتسليم الأسد للمحاكمة، قال ريابكوف إن “روسيا ليست طرفاً في الاتفاقية التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية”.

وأعلن الكرملين، الأربعاء، أن روسيا تحافظ على الاتصالات مع الذين يسيطرون على الوضع في سوريا، وأن ضمان أمن القواعد العسكرية الروسية وبعثات موسكو الدبلوماسية “له أهمية قصوى”.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: “تعرفون بالطبع أننا على اتصال مع الذين يسيطرون على الوضع حالياً في سورياً”.

ورداً على سؤال عن مدى الضعف الذي اعترى نفوذ روسيا في المنطقة بعد سقوط الأسد، ذكر بيسكوف أن “موسكو تحافظ على اتصالاتها مع جميع دول المنطقة وستواصل ذلك”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.