بعد إسقاط النظام في سوريا.. هل يتمدد الاسلاميون الى طرابلس؟
كتبت يلا هاشم في المركزية: ما إن أعلنت الفصائل المعارضة في سوريا سيطرتها على العاصمة دمشق وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، عمّت الاحتفالات مدينة طرابلس، وتجمع السكان في ساحاتها ؛وفي مقدمتها ساحة النور. وأطلق المحتفلون الألعاب النارية ورددوا التكبيرات ابتهاجا بسقوط نظام حزب البعث. وعلى المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا في محافظة عكار نُزعت صور الرئيس المخلوع بشار الأسد ورموز نظام حزب البعث.
في المقابل، سرت احاديث عن أن المعارضة السورية ستدخل إلى طرابلس وعن مخطط لأسلمة المنطقة وتقسيم لبنان جراء انعكاس الأحداث السورية عليه. فكيف ينظر سنّة لبنان إلى التغييرات في سوريا، وانعكاسها على لبنان؟
رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يقول لـ”المركزية”: “لا شك بأن سقوط النظام في سوريا محطة تاريخية لإنهاء حقبة ما لا يقل عن نصف قرن من معاناة الشعبين السوري واللبناني معاً. هذا السقوط المدوي؛ وخروج الشعب السوري الى الحرية سيكون مدخلاً لحرية لبنان وسيادته واستقلاله. ولا شكّ أن سقوط النظام في سوريا أسقط معه بالتأكيد المشروع الصفوي الإيراني الفارسي الذي ادّعى في لحظة من اللحظات وفي غفلة من الزمن؛ أنه يضع يده على أربع عواصم عربية: بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء. وبالتأكيد عندما تتحرر العاصمة دمشق من القبضة الايرانية ومن النظام السوري، هذا يعني حتما ان بيروت ستتحرر من المشروع الصفوي الفارسي ومتفرعاته؛ من النظام السوري بقيادة بشار الأسد؛ ومن هيمنة حزب الله الذي هو أحد الأذرع الايرانية الرئيسية في لبنان”، والفارض لسيطرته بفائض القوه على الحياة اللبنانية، وهذا يعني ان لبنان الوطن وشعبه بدأ يخرج الى الحرية والسيادة والى الوحدة الوطنية”.
أما ما يشاع عن محاولة او نيات المعارضة باتجاه الشمال، فيؤكد القاضي عريمط ان “هذا كلام لا أساس ولا صحة ولا قيمة له اطلاقا. اللبنانيون وحدهم مسلمين ومسيحيين وبكل فئاتهم، ديهم القدرة للتخلص من المشروع الايراني ومن هيمنة ميليشيا حزب الله على الحياة السياسية في لبنان. ومن المنتظر ان تكون العلاقة بين الشعبين اللبناني والسوري علاقة أخوية لبلدين شقيقين متجاورين ويتعاونان معاً لما فيه مصلحة الشعبين، مع عدم التدخل أحدهما في شؤون الآخر. سقوط النظام السوري في دمشق يعني أن لا مقاتلين من لبنان باتجاه سوريا لدعم النظام هناك؛ ولا مقاتلين من سوريا والعراق لدعم حزب الله وحلفائه في لبنان” معتبراً أن “المشروع الفارسي الصفوي الايراني الذي أسقطته المعارضه في دمشق؛ يعني سقوطه حتما في بيروت؛ وهذه ليست النهاية للمخاض في المنطقه ، لأننا نطمح أيضاً لأن يسقط المشروع الصهيوني التلمودي الذي يتقاطع في مصالحه بين الحين والاخر مع المشروع الصفوي الفارسي الذي سقط بيد الشعب العربي في سوريا والذي كل واحد منهما اكثر خطرا من الاخر على لبنان وشعبه وعلى المنطقه العربيه؛ وباعتقادي ان ماحصل في سوريا هو فرصة كبيره لان يتخلص الشعب اللبناني من كل رموز الفساد والافساد؛ ومن كل المافيات ومن السلاح غير الشرعي المنتشر بايدي الجماعات المواليه لايران ومشروعها؛ ومن كل المجموعات المذهبية والطائفية التي حالت دون بناءالدولة اللبنانية الوطنية القوية ومؤسساتها الدستورية”.
ويختم القاضي عريمط: “نحن كلبنانيين ضد المشروع الصهيوني التلمودي؛ كما اننا ضد المشروع الفارسي الايراني. لبنان يجب ان يعيش سيّداً حرّاً عربيّاً مستقلاً متعاوناً مع أشقائه العرب بعيدا من المشروع الصهيوني التلمودي الذي يهدد لبنان والعرب؛ وعن المشروع الايراني الفارسي الذي يشكل خطرا على لبنان وسوريا والعراق واليمن وأكثر من منطقة عربية؛ والمسلمون السنه في لبنان مشروعهم الدولة الوطنية الجامعه؛ بعيدا عن المحاور والمشاريع المشبوهة التي تدعي حب وتحرير فلسطين؛ وهي تذبح الشعب الفلسطيني وترفع شعارات فلسطين وقدسها”.
Comments are closed.