مخاوف أبناء الجنوب من تجدد الحرب

شكلت عودة أهالي الجنوب إلى قراهم وبلداتهم فور الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، عاملا مهما في ضرب المخططات والأهداف الإسرائيلية التهجيرية والتوسعية، وكانت بمثابة الضربة القاضية لكل تلك المحاولات الهادفة إلى إبعاد أبناء الجنوب عن قراهم.

ولم يمنع هدير وأصوات الطائرات الحربية والمسيرات الإسرائيلية، التي لم تغب عن سماء المنطقة، من تفقد أبناء الجنوب لمنازلهم وأرزاقهم ومؤسساتهم، لاسيما التجارية والصناعية والغذائية والاقتصادية التي تعرضت لأبشع أنواع التدمير والإبادة عن بكرة أبيها، ضمن خطة ممنهجة رسمتها النيران الإسرائيلية التي لم توفر البشر والحجر وأي بلدة وأخرى.

وعلى رغم المخاوف التي تنتاب معظم أبناء الجنوب، من عودة مسلسل الحرب التي تقرع إسرائيل طبولها تحت ذرائع ومزاعم واهية، وهذا ما بدا واضحا من خلال الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، الا ان الإرادة موجودة لرفع الأنقاض والمباشرة في إعادة البناء من جديد.

وفي هذا الإطار، قال رئيس بلدية زفتا الواقعة على الخط التجاري لأوتوستراد الزهراني – النبطية داود شومان لـ «الأنباء»: «عاد غالبية أهالي البلدة، إلا أن المخاوف كبيرة لديهم نتيجة الخروقات الاسرائيلية من تجدد الحرب». وقدر نسبة العائدين بـ 90%، «ومن دمر منزله يفتش على منزل آخر للإيجار».

وشدد على «وجوب التمسك بالأرض أمام هذه الهمجية الصهيونية. وكذلك التمسك بتاريخنا مهما كانت التضحيات. لقد اعتدنا على الاعتداءات الإسرائيلية، بدءا من الاجتياح الاسرائيلي الثاني في 1982 وحرب 2006، وكل مراحل العدوان الاسرائيلي على لبنان. وكان لبلدتنا نصيب من هذه الاعتداءات».

وأكد «ان حجم الدمار كبير جدا. وقد استهدفت الغارات الأحياء والأبنية السكنية بالطيران الحربي وليس بالمسيرات، بهدف إحداث أكبر وأوسع حجم تدميري. وأحصينا تدمير حوالي 100 وحدة سكنية وتضرر 250، بالاضافة إلى تضرر 50 مؤسسة تجارية وغذائية واقتصادية».

وأشار إلى ان «زفتا منطقة تجارية واقتصادية بامتياز، كونها تقع على خط تجاري على طريق أوتوستراد الزهراني – النبطية – مرجعيون».

ودعا إلى «المضي قدما مع جميع أصحاب الأيادي البيضاء والحكومة ومجلس الجنوب والدول الصديقة والشقيقة، لإعادة إعمار البلدة والنهوض بها مجددا».

وتابع: «قامت البلدية بتأمين الكهرباء والمياه لتعزيز صمود الأهالي». وفي موضوع الإعمار، لفت إلى «اننا في انتظار كشوفات مجلس الجنوب». وأمل «الإسراع في عملية إعمار القرى والبلدات وتوقف الخروقات الاسرائيلية، لتعكس الاطمئنان لدى المواطنين».

ومن زفتا إلى بلدة الغازية الصناعية، والتي تقع عند أطراف مدينة صيدا الجنوبية عاصمة الجنوب، عاد معظم أهلها لتفقد منازلهم ومؤسساتهم ومحالهم، بعد شهرين من الغارات الإسرائيلية المتواصلة. وقال رئيس البلدية أحمد خليفة لـ«الأنباء»: «ليست المرة الأولى تستهدف فيها بلدة الغازية بالغارات الإسرائيلية. فقد تعرضت لعدوان في شهر فبرايرا لماضي، باستهداف أحد مستودعات مولدات الكهرباء. وفي حرب الـ 66 يوما، عمدت الطائرات الإسرائيلية من حربية ومسيرات إلى استهداف المنازل والمؤسسات في شكل عشوائي. وكانت البداية بالإغارة على سوبر ماركت وعدة محلات ومؤسسات تجارية. وهذا ما دفع بالأهالي إلى النزوح من البلدة التي تحولت إلى ركام. وبعدها كنا نتعرض في شكل يومي للغارات بهدف التدمير وإلحاق الاضرار بهذا الجسم الاقتصادي الصناعي والتجارية الذي تقوم عليه البلدة».

وفي موضوع اعادة الإعمار، قال: «إمكانات البلدية لا تسمح بذلك، فنحن في انتظار خطوة الحكومة اللبنانية ومجلس الجنوب. والأخير أجرى مسحا وكشفا على الأضرار في البلدة».

ولم يستبعد مساهمة الدول العربية في إعادة الإعمار، «ولديها بصمات كبيرة في بناء لبنان».

والى بلدة عنقون جارة بلدة مغدوشة، قال عضو المجلس البلدي ابراهيم قبوط، المكلف متابعة شؤون البلدية، لوجود رئيس البلدية في الخارج بسبب خضوعه للعلاج، انه بقي خلال فترة العدوان في البلدة، وكان عرضة للموت بين لحظة وأخرى، وأن حوالي 90% من الأهالي تركوا البلدة إلى أماكن أخرى أكثر أمنا، هربا من جحيم الغارات الإسرائيلية.

وأشار إلى ان الغارات دمرت أكثر من 15 منزلا ومؤسسة وبنايتين، وأدت إلى سقوط 14 شهيدا من أبناء البلدة، مؤكدا ان أطراف البلدة لم تسلم من الغارات.

وأفاد «بأن غالبية الأهالي قد عادوا إلى البلدة».

الانباء – أحمد منصور

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.