هجوم إسرائيلي متوقع على بنت جبيل وهوكشتاين يسعى لإنجاز اتفاق لجبهة لبنان يسبق التسوية الشاملة
تتجه الأنظار إلى مسار الاتصالات خلال الأيام المقبلة، مع توقع تزخيم الجهود لإحداث خرق يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».
وقال مصدر ديبلوماسي لـ «الأنباء»: «أصبحت الإدارة الأميركية الديموقراطية في سباق مع الوقت. فهي تريد إعادة بعض البريق إلى صورتها بعد الهزيمة الساحقة التي تلقتها في الانتخابات الرئاسية، والتي عزاها مسؤولون أميركيون ومراقبون، إلى تذبذب الموقف وعدم اتخاذ قرار حاسم، وتفادي ممارسة أي ضغط فعلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن الحرب على غزة، فيما لم تقم بأي مسعى جدي لفرض اتفاق لوقف النار في لبنان».
وأضاف المصدر: «راهنت الإدارة الأميركية الحالية على امتلاكها متسعا من الوقت لعقد اتفاقات أكبر من هدنة لسنوات، بالمراهنة على بقاء الديموقراطيين في البيت الأبيض، الا ان الأمور انعكست سلبا عليها».
وتابع المصدر: «من هنا سارعت إلى التأكيد على ان الملف اللبناني لا يزال في عهدتها، وقالت انها ستعطيه الأولوية على ما عداه.
وأشارت إلى تحرك قريب للموفد أموس هوكشتاين إلى المنطقة، مستفيدا من المرونة الإقليمية التي برزت خلال الأيام الماضية، والتي توفر الاستعدادات للقبول بوقف لإطلاق النار، ما يشكل خطوة أولى لأرضية صالحة للبدء بوضع اطار يعمل على تهيئة الظروف الإقليمية ضمن صفقه يجري التحضير لإنجازها خلال الأشهر المقبلة، ويكون الملف اللبناني في صلب اهتماماتها، وصولا إلى كل البؤر المشتعلة في المنطقة».
ورجح المصدر «ان هوكشتاين بما يملك من معطيات كافية حول ملف وقف النار، سيعمل على تحقيقه سواء من خلال القرار 1701 في شكل صوري أو من دونه، في انتظار تسوية شاملة، والا العودة إلى المواجهات العسكرية في حال فشلت الصفقة الإقليمية».
ورأى «ان منع سلاح المقاومة جنوب الليطاني، يعني الالتزام بعدم إطلاق النار على إسرائيل، بحيث يتولى الجيش اللبناني والقوات الدولية الأمن في المنطقة. واستطرادا يعني ذلك نهاية المقاومة، ويؤدي إلى السؤال الآتي: اذا غاب السلاح عن خط التماس مع العدو، فما هو الدور الذي سيناط به؟».
توازيا، أبدى مصدر سياسي مطلع لـ «الأنباء»، خشيته من تزايد حركة النزوح في الأيام المقبلة من بعض قرى وبلدات الجنوب ومنطقة الإمام الأوزاعي وما تبقى من سكان الضاحية والشويفات بعد توسع التهديدات الإسرائيلية عليها.
وقال: «أفادت معلومات بأن سكان المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان لديهم تخوف من أي عدوان إسرائيلي يستهدفهم، وبدأ بعض فلسطينيي المخيمات بتأمين مساكن بديلة في حال توسع العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، بما فيها المخيمات الفلسطينية في الرشيدية وعين الحلوة والمية ومية».
وأكد المصدر «ان مراكز الإيواء في بيروت من مدارس رسمية وخاصة امتلأت بالنازحين، كما تجهيز مدينة كميل شمعون الرياضية بتركيب بيوت جاهزة في الملعب الرئيسي، وتحت المدرجات، لاحتضان النازحين وإيوائهم.
وهناك مطالبة من بعض أصحاب المدارس الخاصة في بيروت بإخلاء مدارسهم ونقل النازحين إلى أماكن أخرى، ليتسنى لأصحاب المدارس متابعة السنة الدراسية، خوفا من ضياع أو خسارة العام الدراسي الحالي. وتعمل الجهات المعنية على إيجاد بدائل صعبة، وربما تؤدي إلى فوضى في بعض أحياء العاصمة بيروت».
ولفت المصدر «إلى أن مناطق النزوح في العاصمة بيروت منتشرة في شكل كثيف بين رأس النبع ورأس بيروت، بخلاف بعض أحياء العاصمة. وهذا ما يسبب زحمة سير خانقة يصعب التعامل معها، خصوصا مع بداية فصل الشتاء».
وشدد المصدر على ان «كل المؤشرات تؤكد أن الكلام حول وقف إطلاق النار هو في غير محله، على رغم الزيارات المتكررة لهوكشتاين إلى العواصم المعنية في الشرق الأوسط».
وتحدث مقرب من حركة «أمل» لـ «الأنباء» عن «تحضير هجوم إسرائيلي على مدينة بنت جبيل. وقد جرت محاولتان إسرائيليتان لإحداث خرق من بلدتي يارون وعيترون، وباءتا بالفشل».
وقال: «يقاتل شباب القرى الحدودية بضراوة ضمن مجموعات صغيرة، تستدرج آليات العدو وتطلق الصواريخ في اتجاهها، بعد ترك مجموعات المشاة الإسرائيلية الاستطلاعية تتوغل مسافة أمتار قليلة، إفساحا أمام الآليات بالتقدم بعد عملية استطلاع ميدانية راجلة».
واستمر الجدل حول الانتقادات التي وجهت إلى الجيش على خلفيه الإنزال الإسرائيلي في منطقة البترون. وارتفعت أصوات سياسية وحزبية طالبت بالحرص على الجيش ودوره.
وفي هذا الإطار استغرب الحزب «التقدمي الاشتراكي» التعرض للمؤسسة العسكرية والتهجم عليها، ورأى انه «لا يجوز تحميلها ما هو أكبر من طاقتها، وان المطلوب تجهيز الجيش بالعتاد والأسلحة ليقوم بدوره». كما زار ممثلون لأحزاب وكتل نيابية قائد الجيش العماد جوزف عون للتأكيد على دعم الجيش.
في جانب حياتي، أدى حريق في مولد للكهرباء في شارع الحمرا لجهة رأس بيروت، إلى اشتعال عدد من السيارات المركونة في مرآب مفتوح، ليزيد من أعباء الناس الذين فقدوا سياراتهم أثناء تواجدهم في عملهم أو في زيارات في منطقة مكتظة باستمرار.
في سياق آخر، بدا لافتا افتتاح فروع لمطاعم ومقاه في ساحل المتن الشمالي، بعد توقف الحركة في شوارع مار مخايل والجميزة وبدارو. وكانت دعوات إعلامية عبر تقارير تلفزيونية مصورة، حثت رواد المطاعم والمقاهي والسهر على قصد هذه الشوارع، وخصوصا شارع بدارو، على رغم الإقرار ان شارعين فقط يفصلانه عن مناطق تعرضت للقصف على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.
وروى عدد من المواطنين، انهم يسلكون طريقا أطول للوصول إلى كفرشيما في قضاء بعبدا، بدلا من التوجه اليها من الخط الساحلي الممتد من دوار الشيفروليه إلى الحدت، بسبب تعرض أحياء السان تيريز والأميركان لجهة الضاحية الجنوبية للقصف باستمرار، وصولا إلى تخوم المقر الأساسي للجامعة اللبنانية في الشويفات.
وهذا ما دفع بكثيرين منتصف ليل الجمعة – السبت إلى الصعود إلى بعبدا، بسبب اشتداد القصف الإسرائيلي، وقد أمضوا ساعات في طريق العودة إلى منازلهم.
الانباء – أحمد عز الدين وخلدون قواص
Comments are closed.