خميس رئاسي لبناني آخر.. وجميع الاتصالات «حركة بلا بركة»
كما سابقاتها، الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، حركة بلا بركة، يؤمن النصاب القانوني بحضور 86 نائبا وما فوق، يتجه النواب الى صندوق الاقتراع، وتتكرر المنافسة بين المرشح ميشال معوض والورقة البيضاء، ثم ينسحب «البيضاويون» وهم نواب أمل وحزب الله والتيار الحر، ويطير النصاب القانوني، والى خميس آخر.
النصاب القانوني، سيستهلك الكثير من وقت الجلسة، قبل التوجه للتصويت، بين من يرى ضرورة حضور الثلثين من أعضاء المجلس (86 نائبا) في كل جلسة، كما يصر الرئيس نبيه بري، وبين من يرى ذلك، لمرة واحدة، في الدورة الاولى، وبعدها يغدو النصاب 65 نائبا، وهذا ما يرفضه الثنائي والتيار خشية ان يفاجئهم المعارضون بمرشح، من خارج مواصفات حزب الله، على حين غرة، حيث يدركون، أن قوى المعارضة السياسية تملك الأكثرية النيابية المطلقة (65 نائبا)، ومن هنا لجوؤهم الى تهريب النصاب، بالانسحاب من القاعة، بعد الدورة الأولى.
أما بعد تأجيل الجلسة، فقد يكون أفضل مما كان خلالها، في ضوء التحركات الدولية المستجدة في قمة العشرين، او الفرنسية – اللبنانية الداخلية، عبر جبران باسيل رئيس التيار الحر، الموجود حاليا في باريس، في زيارة لم يعلن عنها سابقا للقاء اعضاء الفريق الفرنسي المعني بالملف اللبناني، وربما التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في ضوء حصيلة اتصالاته.
وبحسب اعلام حزب الله، فإن الفرنسيين يأملون الاتفاق مع باسيل على خارطة طريق للانتخابات الرئاسية، التي يصرون عليها، كما الدول العربية والغربية المهتمة بالشأن اللبناني.
وتشير المصادر المتابعة، الى ان عاصمة عربية، توسطت لتمكين باسيل من لقاء الرئيس الفرنسي ماكرون، وقد غادرت السفيرة الفرنسية آن غريو بيروت، الى باريس في مهمة وصفت بالعاجلة، منها ما يتعلق بزيارة باسيل، التي سبقها لقاء بينه وبين مسؤول في حزب الله، تقول مجلة الشراع، انه «نصحه بالتصويت لسليمان فرنجية، والا فإن بديله سيكون العماد جوزاف عون، الذي لا يمكن المونة عليه، فهو حرف لا يقرأ، وأنتم في التيار لكم تجربة معه».
ويقوم الحراك الفرنسي، على اساس المعادلة التوافقية: رئاسة الجمهورية لفريق الممانعة، ورئاسة الحكومة لفريق المعارضة.
وقد استضاف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عددا من النواب السنة في منزله أمس وعرض معهم واقع الحال السياسي من مختلف وجوهه.
في هذه الأثناء، التقى البطريرك بشارة الراعي في بكركي، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط يرافقه النائب راجي السعد، حيث جرى عرض للشغور الرئاسي وتداعياته السلبية على البلد.
وفي دردشة مع الإعلاميين، وصف جنبلاط اللقاء بالممتاز، وقال: «نقلت للبطريرك الراعي رسالة محبة واحترام من الوالد، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وأكدت له أن نواب اللقاء الديموقراطي مستمرون في التصويت للمرشح النائب ميشال معوض، وانه حتى الآن لا يوجد لدينا اي اسم آخر، لذلك نحن مع معوض للنهاية وإذا طرح الفريق الآخر اي اسم نتفق عليه، فأهلا وسهلا».
الراعي استقبل أيضا سفير مصر في لبنان ياسر علوي، الذي شدد على أهمية انتخاب رئيس لبناني فورا، ثم تشكيل حكومة، وأكد على أنه لا يليق بهذا البلد الشقيق ان يستمر الفراغ فيه.
وأضاف: آن الأوان لبدء حوار جدي يفضي الى انتخاب رئيس يليق بهذا الشعب العظيم، يردم الهوة بين لبنان وحاضنته العربية.
من جهته، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني، قال:«نريد رئيسا يحمي ويطبق الدستور، ولن نسمح لحزب الله بإيصال رئيس يجعل اللبناني يخجل بجنسيته، وتوجه الى النواب قائلا: «لا تنتظروا اتصالا او حقيبة من الخارج، واتجهوا نحو المجلس النيابي وانتخبوا رئيسا يحتاجه لبنان، بدلا من التصويت بورقة بيضاء، ثم الانسحاب من القاعة».
القوات اللبنانية وفي تقريرها اليومي، لاحظت ان هناك من يصف دور حزب الله بالاحتلال الايراني، وقالت: هذا حقه، لكن ليس من حقه الزام غيره بتبني هذا التوصيف والمزايدة على كل من لا يعتمده، فصحيح ان حزب الله ذراع عسكرية ايرانية في لبنان وعقيدته لا تشبه البلد ولا أهله، ولكن لا وجود لدبابات ومدافع ايرانية في لبنان.
وفي خلاصة الموقف في لبنان اليوم، تقول مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان كل ما نشهد من اتصالات وتحركات لازالت بلا بركة، من زيارة باسيل الى باريس، لن تثمر الا الايحاء لنبيه بري وحزب الله، بأنه لازال فاعلا ويده طائلة في الداخل والخارج، وجلسات الانتخاب المسرحية، عديمة الفعالية، وان الملف اللبناني لازال في ثلاجة الأمم ونقطة على السطر.
الانباء – عمر حبنجر
Comments are closed.