جمعية المستهلك: لعودة المؤسسات الى عملها ومعالجة تفشي الكوليرا
اعلنت جمعية المستهلك – لبنان في بيان انه “بعد غياب طويل دام 44 عاما (1978)، اطل علينا الكوليرا مجددا. انه واحد من نتائج الانهيار الكثيرة، وهو نتيجة طبيعية لانهيار البنى التحتية من كهرباء ومياه ، ومعالجة النفايات، وتراجع سلامة الغذاء، وتفكك ادارات الدولة، وكلها لم تنشأ مع الانهيار المالي عام 2019 بل سبقته باعوام طويلة”، لافتة الى اننا “نشاهد ذيول الفيلم الطويل الذي يبدو بلا نهاية”.
وقالت:”كوليرا، التهاب الكبد الوبائي، او الطاعون لا شيء بعد يفاجئنا. مرض الكوليرا هو نتاج تلوث المياه والغذاء بشكل عام. يتميز بسرعة الانتشار والاسهال الحاد الذي يقتل اولا الاطفال والمرضى والكهلة. ينمو دائما في البيئات الفقيرة التي لا تمتلك اليوم القدرة على محاربته عبر الحصول على مياه نظيفة. وهذا يسري اليوم على معظم المناطق اللبنانية اسوة بمخيمات اللجوء الفلسطينية والسورية”.
وتابعت:”لماذا؟ لان كلفة التعقيم عبر غلي المياه او الاقراص المعقمة لم تعد الا بمتناول الاغنياء نتيجة لارتفاع اسعار الغاز والمازوت الجنوني. اما في المدن والاحياء الميسورة فلا يجب ان ينام احد على الحرير ، لان مياه الاستعمال التي نشتريها يوميا، ملوثة كلها تقريبا ومصادرها، ملوثة او تتلوث بسرعة فائقة”.
واشارت الى ان “حركة الناس، في بلد من اكثر دول العالم كثافة سكانية، يمكنها ان تلوث هذه المصادر بسرعة خطيرة”، لافتة الى ان “الحل لا يكمن في الحماية الفردية لان ذلك شبه مستحيل، فالحل الوحيد يكمن في حماية المصادر، اي بكل بساطة عودة المؤسسات الى عملها قبل تحول المرض الى وباء شامل، لتأمين الماء والكهرباء ومعالجة النفايات”.
وختمت:”اليوم يمكننا ان نكرر مشهد الحرب الاهلية التي استمرت 16 عاما والتي عانينا منها الامرين، منتظرين المؤتمرات الدولية لانهائها ونحن نهتف قوة لبنان في ضعفه ، او عندما رددنا اغنية (اعطونا الطفولة اعطونا السلام) وتروا ما يدهش العالم. ويمكننا ايضا ان نستفيق وان نحمل المسؤولية في الدفاع عن حقوقنا ونقتنع ان هذه البلاد ليست حكرا لملوك الطوائف ، وان نسعى لنزع سلطتهم المباشرة او غير المعلنة. فماذا تختار انت في زمن الكوليرا؟”.
Comments are closed.