طائرة «يوم القيامة».. أمريكا تبحث عن بديل
لطالما سمعنا عن “طائرات يوم القيامة” التي تمتلكها القوات الجوية الأمريكية، فهل تعرف حقا ماهيتها؟
تم تحويل هذه الطائرات، المتمركزة في قاعدة أوفوت الجوية بولاية نبراسكا، والتي تتكون من أربع طائرات معدلة من طراز بوينغ، إلى مراكز قيادة محمولة جوا.
ووفقا لموقع وور هيستوري أونلاين تهدف هذه الطائرات إلى ضمان استمرارية عمل الحكومة في حال تعرض الولايات المتحدة لهجوم نووي، لكن تقدمها في العمر أجبر الجيش الأمريكي على البحث عن بدائل محتملة.
طائرة “يوم القيامة”
تلعب طائرة بوينغ E-4 دورا حيويا في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، فهي تعمل كقاعدة قيادة متحركة، وتوفر منصة آمنة للرئيس ووزير الدفاع وكبار المسؤولين لإدارة الأزمات الوطنية، خاصة في الحالات التي تتعرض فيها مراكز القيادة الأرضية للخطر.
تتيح هذه الطائرة استمرار عمل الحكومة والجيش في حال وقوع هجوم نووي أو هجوم واسع النطاق، وعلى الرغم من توفير طائرات أخرى مثل طائرة الرئاسة “إير فورس ون” وسائل النقل والاتصال، لكن طائرة E-4 مصممة خصيصا لعمليات القيادة والسيطرة، وتتميز بتجهيزات اتصالات متقدمة، وحماية ضد النبضات الكهرومغناطيسية (EMP)، وقدرة على البقاء في الجو لفترات طويلة، مما يجعلها لا غنى عنها خلال حالات الطوارئ.
تطوير طائرة بوينغ E-4
نشأت فكرة طائرة E-4 خلال الحرب الباردة عندما قدمت شركة بوينغ طائرات من طراز 747-200 ليتم تعديلها للاستخدام العسكري بدلا من الطائرات القديمة من طراز EC-135J التي كانت تُستخدم ضمن برنامج القيادة المحمولة جوا للطوارئ الوطنية، وجاء هذا القرار بسبب حجم 747 الكبير ومدى طيرانها الطويل وقدرتها على التعديل لاستيعاب المعدات.
وقامت شركة E-Systems بتنفيذ تعديلات شاملة لتحويل الطائرة من طائرة تجارية إلى مركز قيادة عسكري محمول جوا، تضمنت هذه التعديلات إضافة أنظمة اتصالات متقدمة وحماية ضد النبضات الكهرومغناطيسية.
تمت ترقية النماذج الأولى من E-4A لاحقا إلى طراز E-4B، الذي يتميز بنتوء كبير أعلى جسم الطائرة يحتوي على هوائيات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، مما يعزز قدراتها الاستراتيجية.
تصميم طائرة بوينغ E-4
على الرغم من المميزات العديدة التي تمتلكها طائرة E-4، والتي يصنف أغلبها باعتبارها سرية، فإن هناك بعض التفاصيل المعروفة:
• خارجيا، تحتفظ الطائرة بمظهر طائرات 747، مع تغييرات بارزة، مثل النتوء العلوي الذي يضم هوائيات الاتصالات.
• يمكن للطائرة الطيران لمدة تصل إلى 12 ساعة دون إعادة التزود بالوقود، مع إمكانية التزود بالوقود أثناء الطيران.
• تم تصميمها لتكون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتبلغ تكلفتها 223.2 مليون دولار لكل طائرة.
الهيكل الداخلي للطائرة:
• الطابق العلوي: يضم طاقم القيادة ومعدات الملاحة.
• الطابق الأوسط: يضم غرفة مؤتمرات، ومنطقة عمل للقيادة، وقاعة إحاطة، ومساحات عمل لفريق العمليات، ومنطقة استراحة، ومنطقة اتصالات.
• الطابق السفلي: يحتوي على المعدات التقنية والكهربائية وخزانات المياه ومعدات اتصال إضافية.
يمكن للطائرة استيعاب ما يصل إلى 112 فردا، بمن في ذلك طاقم الطيران وموظفو الصيانة والمتخصصون في المهام.
الانتقال إلى مركز العمليات المحمولة جوا القابل للبقاء (SAOC)
مع تقدم أسطول طائرات E-4B في العمر (إذ إنها دخلت الخدمة في السبعينيات) تخطط القوات الجوية الأمريكية للانتقال إلى مركز العمليات المحمولة جوا، وتهدف هذه المنصة الجديدة إلى تحسين وتوسيع قدرات طائرة يوم القيامة، ومعالجة قضايا التقادم وتحديات الصيانة.
يعتمد التصميم الجديد على طائرة بوينغ 747-8 التي تتميز بمدى أطول وقدرة حمولة أكبر وأنظمة حديثة، كما ستعتمد الطائرة الجديدة على هندسة أنظمة مفتوحة، مما يسهل التحديثات ودمج التقنيات المتطورة.
وفي أبريل/نيسان 2024 أعلنت القوات الجوية عن منح شركة سييرا نيفادا عقدا بقيمة 13 مليار دولار لاستبدال طائرات E-4B، مع تخصيص 59 مليون دولار لتسريع التطوير، ستوفر الشركة خمس طائرات جديدة بتكلفة 674 مليون دولار تقريبا.
من المتوقع أن تكون المنصة الجديدة جاهزة للعمل بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.
Comments are closed.