طفرة بيتكوين.. 3 عوامل قد تقفز بالعملة المشفرة إلى 250 ألف دولار
شهدت العملات المشفرة في الأشهر الأخيرة طفرة غير مسبوقة في قيمتها السوقية، متجاوزة توقعات الأسواق المالية. واليوم، وبعد أن تجاوزت قيمة البيتكوين حاجز 100 ألف دولار، تشير أغلب التقديرات إلى أن ما يحدث هو طفرة ضمن تحولات جوهرية في المشهد الاقتصادي
العالمي، مدفوعة بتوسع الاعتماد المؤسسي، وزيادة تبني الأفراد للتقنيات الرقمية، والتحول نحو نماذج مالية لا مركزية. ويدفع ذلك إلى التساؤل حول مستقبل هذه الأصول الرقمية، وهل ستواصل هذه العملات صعودها لتصبح مكونًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، أم أنها ستظل عرضة لمخاطر التذبذب الحاد والضغوط التنظيمية؟
أس. دي. كامبل، الخبير في مجال العملات المشفرة، يرى أن التبني المؤسسي وتسارع الاستثمارات المؤسسية بشكل كبير يشكلان الدافع الرئيسي وراء الانتعاش الراهن في أسعار العملات الرقمية.
وفي حديثه لصحيفة “الاقتصادية”، يقول “لعبت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات دورًا محوريًا في التطورات الراهنة في أسواق العملات المشفرة. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة (أي شيرز بتكوين ترست) التابعة لشركة بلاك روك عن تدفقات مذهلة، ما دفع إجمالي الأصول إلى تجاوز ما قيمته 4 مليارات دولار”.
ويعتبر كامبل هذا التدفق المالي يشير إلى اعتراف التمويل التقليدي بالبيتكوين كأصل رئيسي، ما يعني أن الأشهر المقبلة للعملات المشفرة ستشهد مزيدا من الارتفاع، وقد تتجاوز قيمة البيتكوين 250 ألف دولار بحلول منتصف العام المقبل.
تلك التقديرات الإيجابية تتعزز نتيجة انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، ووعده بوضع الولايات المتحدة كقوة عظمى للعملات المشفرة. وقد قام بتعيين شخصيات مؤيدة للعملات المشفرة، مثل بول أتكينز في هيئة الأوراق المالية والبورصات، ما يعزز معنويات السوق.
وفي الواقع، فإن تحركات الشركات العالمية الكبرى تسير حاليًا في اتجاه تعزيز أسواق العملات المشفرة، مدفوعة بالمناخ الإيجابي الذي يهيمن على الإدارة الأمريكية القادمة تجاه العملات المشفرة، ما يدفع القيمة السوقية لتلك العملات نحو مزيد من الارتفاع. فعلى سبيل المثال، عززت شركة مايكروستراتيجي دور البيتكوين كمخزون طويل الأجل للقيمة، وأعلنت عن خطة لاستثمار مبلغ 42 مليار دولار لشراء مزيد من البيتكوين. واعتبرت الأسواق هذه الخطوة شهادة على القبول المتزايد للعملات المشفرة في سندات خزانة الشركات، حيث تتمتع بمرونة وإمكانات نمو مستقبلية مرتفعة.
مع ذلك، يدعو توني أونيل، الخبير المصرفي، إلى ضرورة النظر إلى الدورة الراهنة من ارتفاع أسعار البيتكوين ضمن ما يُطلق عليه الطبيعة الدورية لصعود وهبوط العملات المشفرة. ويحذر من الإفراط في التفاؤل بشأن الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وقال لـ”الاقتصادية”: تشير البيانات التاريخية إلى أنه بعد وصول العملات المشفرة إلى أعلى مستوياتها في 6 أشهر، فإن البيتكوين تحديدًا تشهد زيادات أخرى تصل إلى 40% في الربع التالي. ومن ثم، يتوقع أن تصل إلى 135 ألف دولار بحلول مارس 2025. لكن بعد ذلك تبدأ دورة الانخفاض، ويتراجع الطلب القوي نظرًا لرغبة المضاربين في جني الأرباح، ما يعني انخفاض أسعار العملات المشفرة ابتداءً من شهر أبريل المقبل”.
لكن تلك النظرة القلقة لا تنفي أن البيتكوين -التي تهيمن على نحو 60% من أسواق العملات المشفرة التي باتت المرساة الرئيسية لهذه السوق، بمقدار ما تقوم به من دور قوي في جذب المستثمرين- تلعب دورًا سلبيًا في توجيه السيولة بعيدًا عن العملات المشفرة الأخرى، ما يجعل البعض يتساءل: هل تجاوز أسعار البيتكوين حاجز 100 ألف دولار يصب في مصلحة أسواق العملات المشفرة ككل، أم في مصلحة البيتكوين فقط؟
Comments are closed.